حكايات من الزمن الشيوعي وتطبيقاتها على النظام السوري

حكايات من الزمن الشيوعي

وتطبيقاتها على النظام السوري

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

أنهت والدتي رحمها الله تجهيز حقيبة سفري إشعاراً بإنتهاء إجازتي الشتويه   وإيذانا بعودتي إلى مدينة بادوفا في شمال إيطاليا لإستكمال دراستي.كان ذلك أعزائي في أوائل الستينات, توكلت على الله وإنطلق القطار من محطة بغداد بحلب  بإتجاه إيطاليا  مروراً بتركيا- بلغاريا- يوغسلافيا .الطقس كان بارداً جداً الاّ ان عربات القطار كانت مُدفّأه  مما أضفى على الرحله راحة نفسيه , ولكن ما ان وصلنا إلى الحدود البلغاريه وكانت يومها دولة شيوعيه كما هو معروف وتعتبر نفسها  قلعه من قلاع الصمود والتصدي ضد الإمبرياليه والرجعيه  تماماً كحال نظام صمود الأسد وعصابته حيث إعلامه الأوحد مُنصب على نصرة العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين , اعود فأقول ما أن وصلنا حدود بلغاريا حتى إنقطعت التدفئه تماماً على عربات القطار ,سحبت من حقيبتي بطانيه زودتني بها والدتي رحمها الله..ثم تكومت على نفسي وأحطت نفسي بها لأحمي نفسي من درجة حراره بلغت خمسة عشر درجه مئويه تحت الصفر.. أسناني تسطك.. عظامي لاتحمل جسمي, وفجأة نسيت نفسي أمام منظر لا يمكن أن أنساه عندما توقف القطار في العاصمه البلغاريه صوفيا في حوالي الواحده صباحاً ,المحطه تكاد تكون فارغه الإناره ضعيفه بالكاد يكشف المار طريقه , حبات البَرَد الكثيف تتراقص امام مصابيح الإناره الباهته فتضاعف من شعوري بالبرد القارس والذي وصل تأثيره إلى اصابع قدمي فتجمدت ولم أعد أشعر بها بتاتاً. حبات البَرَد تمتزج بذرات دخان الفحم الحجري لتلتصق على نوافذ عربات القطار فتضاعف من حجب الرؤيه , وفجأة تقف على رصيف الحطه امام نافذة العربه المجاوره لمقعدي إمرأه بالخمسين من عمرها عليها أسمال باليه ترتدي كفوف مطاطيه سوداء أمامها سطل فيه ماء يعلوه بخار خفيف تغمس السيده ممسحتها في الماء ثم تبدأ بغسل نوافذ القطار..قلت لنفسي والألم يعتصرني :هل ستتمكن هذه المرأه المسكينه من العوده إلى بيتها على قدميها سالمه ام على لوح خشبي  مجمده  ميته من البرد القارس..لا أعلم ..ولكن الذي أعلمه تماماً هو أن هذه السيده هي عامله في دولة صمود وتصدي قامت الثوره الشيوعيه في بلدها خصيصاً من أجلها ... لا أدري أعزائي إذا كانت هذه السيده غالبت مأساتها  لترى يوم إنهيار بطل صانع مأساتها ومأساة أبناء شعبها؟ ولكن أتمنى ذلك.

  إنتهى ديكتاتور بلغاريا تودور جيفكوف الصديق الشخصي للديكتاتور حافظ الأسد والإثنان يعتبران من أبطال الصمود ضد الشعوب ,الأول إنكشفت سرقاته وجرائمه بعد رحيله. والثاني وعائلته وعصابته يجري جردها اليوم وستكون حَدث مزلزل ستتحدث عنه الأجيال لإعوامٍ طويله قادمه

http://youtu.be/5soOl_VHlz8

  إغراقَ الطائرة الخاصة برئيسها الأسبق وزعيمِ حزبها الشيوعي تودور جيفكوف في البحر الأسود قبالةَ منتجع سان كونستاتان الساحلي، شمال فارنا، لتحويلها إلى موقع سياحي يستقطب هواةَ الغوص. 

 هذه الطائره تعتبر تحفة فنيه متميزه مخصصه لنصير العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين

 أعزائي القراء

في جوار هذه الدوله كانت هناك دولة صمود أخرى من نفس فصيلة بلغاريا على علاقة مع نظام صمود متميز هو نظام الأسد الأب..زعماء يتشدقون صباحاً ومساءاً بالعمل من أجل شعوبهم بحمايتهم باربعة عشر جهازاً للمخابرات مع جيش طائفي عرمرم .هذه الدوله هي رومانيا ترأسها ولمدة خمسة عشرعاماً الديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو (نذر حياته وحياة زوجته إيلينا) لخدمة شعبه على طريقة النظامين البلغاري والسوري , فبنى لشعبه قصراً فريداً في تصميمه سماه قصر الشعب. سند الملكيه  لهذا القصر يقول: تعود ملكية هذا القصر للشعب  بإمتياز واحد فقط هو يحق للشعب التفرج عليه من بعد دون الإقتراب منه. يعتبر هذا القصر ثاني اكبر مبنى من حيث المساحة بعد وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون وثالث اكبر مبنى من حيث الحجم. بدأ بناء المبنى عام ١٩٨٤وتطلب اكثر من ٢٠الف عامل و٧٠٠ مهندس معماري وما يساوي اكثر من ثلاثة مليارات يورو .واستخدم نحو٣٥٠٠ طن متري من الكريستال في ٤٨٠ ثريا, إلاّ ان حركة الشعوب المسحوقه أيها الأعزاء لا يضبطها إيقاع كزلزال بلا إنذار.

http://youtu.be/Lpq9XZ40-Yw

قصر الشعب في بخارست - زاره حافظ الأسد وقابل مهندسته وطلب منها تصميم قصره الجديد

 الشعب السوري سيكشف قريباً فضائح سلسلة قصور آل أسد وخباياها وخفاياها

 ففي إجتماع أمام قصر الشعب بتاريخ ٢١ كانون الأول١٩٨٩

 أمر الديكتاتور أجهزة مخابراته وكالعاده بجمع الموظفين والطلاب والعمال والفلاحين مع  توزيع اللافتات وصور الزعيم الأوحد على الجموع ونبيحة يتخصصون بالصراخ والهتاف  مع تنفيذ عقاب صارم لكل من لايحضر خطاب بطل الصمود تماماً كما يفعل خليفته بشار الأسد, فكل الديكتاتورين هم خريجي مدرسة واحده...وقف الزعيم وزوجته وأركان عصابته في شرفة قصر الشعب..وبدأ خطابه بالتكلم عن خدماته الخُلَبيه , ثم هاجم أولئك الذين يتآمرون على الوطن مدفوعين من جهات إمبرياليه رجعيه لتقويض نظام الصمود والتصدي 

 أيها الأعزاء

ولكن ماهي إلاّ دقائق حتى تحولت الهتافات المؤيده إلى هتافات معاديه إنصبت على شاوشيسكو وعصابته  وتحول المشهد برمته إلى حالة فوضى . ملامح عدم الفهم بدت ترتسم على وجه تشاوشيسكو,الحشد الذي جمعته شرطته السريه خصيصاً له, بدأ يطلق صيحات الاستهجان بالديكتاتور. فشل الديكتاتور وزوجته من السيطرة على الحشود، فإلتجأ الإثنان لداخل المبنى،  ثم هربا إلى كوخ صغير في أحد الأرياف .الا ان الوضع كان قد حسم بإنحياز الجيش إلى الشعب وتم جلب الديكتاتور وزوجته وحوكما فوراً على إجرامهما وفسادهما أمام محكمة عسكرية استثنائية مثل المحاكم التي كان يعقدها لمعارضيه، فتجرع من نفس الكأس الذي أذاقه لشعبه فحكمت المحكمة حضوريا بإعدام الديكتاتور وزوجته وتم تنفيذ حكم الإعدام بهما بتاريخ ٢٥ كانون الأول  ١٩٨٩ حيث اقتيد الزوجان معصوبي الأعين إلى أحد معسكرات الجيش الروماني خارج العاصمة بوخارست، وهناك أُعدما..فهل يعتبر الطغاة الأحياء ممن سبقهم من الطغاة الذين طواهم الموت وقد ظنوا أنهم خالدون وفي مأمن من العقاب؟

http://youtu.be/Qs9WvIxfPe8

فيديو يبين اللحظات الأخيره من حياة الديكتاتور شاوشيسكو

أعزائي القراء

النهايه الحتميه لبشار الأسد وعصابته وبعد أن بلغت جرائمه حداً لم يطالها أحد من الديكتاتورين التاريخيين والمعاصرين تتمثل في إحدى النهايتين : إما على طريقة معمر القدافي ,وإما على طريقة شاوشيسكو...فليختر منهما ما ريد.

مع تحياتي.