الطائفيون وعداءهم المتجذر في منطلقاتهم النظرية
مجزرة الحولة؛
الطائفيون وعداءهم المتجذر في منطلقاتهم النظرية
منذر السيد
1
إن من النفاق بعد ما جرى ويجري -بعدما جرى في كرم الزيتون وما يجري في قرى الحولة وأختار أبشع المجازر- أن لا نضع الأمور مواضعها ونتكلم بما كتمناه شهورا أملا منا في كف أهالي الأشرار شر كلابهم عنا!
من حقنا أن نبين من هؤلاء القتلة؟ ومن أين يأتون؟ ولأغلق الباب على المتفلسفين فسنسأل: من أين يأتي أكثرهم ومعظمهم؟ وما موقف أهاليهم منهم؟
ومن سيقول لي: إنك تتكلم بالطائفية! فسأقول له: اذهب وعقلك العفن إلى الجحيم فأنا لا أبالي بك وبأمثالك؛ أنت تحارب من يأكل عليك قرشا وتصير متسامحا مع من يذبح طفلا في الحولة! لأنك عديم الإحساس ومستعيض عنه بكلام فارغ تبذله من جيب غيرك! بل من دمه ودم ولده وعرض أخته وشرف أمته!!! أنا لست من أتباع غاندي ولست أؤمن بمقولة دوران الوجه لتلقي الصفعة الثانية أنا أؤمن بدين محمد صلى الله عليه وسلم جامع دين الأنبياء وخاتمهم وبما جاء به الكتاب الذي أنزله الله عليه:
(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين* واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين* فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم* وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين* الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين*)
ولئن كانت هذه الآيات في حفظ الدين فإن ما فيها من أحكام ينسحب على القتال لحفظ الضرورات الخمس وهي: الدين والنفس والعرض والمال والعقل وهم يحاربوننا ليردون عن ديننا وليقتلونا وأطفالنا ولانتهاك أعراضنا وثلم شرفنا ولإتلاف أموالنا ونهبها بل تغييب عقولنا بالسير تحت لواءهم الفاسد الخزعبلي أتباعا عبيدا فلا حرية ولا كرامة ولا اختيار.
لقد ابتلينا في ثورتنا هذه بطائفتين هما شر الطوائف التي تدعي الانتساب إلى الإسلام أولاهما من الخارج: طائفة الشيعة الروافض المتمثلة بإيران وجماعات الصدر والمالكي وبري ونصر الشيطان! وثانيهما من الداخل: طائفة الشيعة النصيرية والتي يقوم مجلسها الأعلى بتقرير السياسات القمعية الدموية والإشراف على تنفيذها!
ولئن أفصحت طائفة الشيعة الروافض عن عقديتها فعرفنا منطلقاتها النظرية إذ انتشرت كتبها ومحطاتها الإعلامية المتكاثرة كالجراثيم وصارت تعمل على مشروعها العنصري ليل نهار ولم تعد تبالي بالتقية لوجود دولة قوية من ورائها وقوى ولوبيات هنا وهناك وسكوت من القوى الدولية المحلية والعالمية بل تأييد دولي ظاهر وخفي! وفضح ذلك وبيّن ما التبس منه على الناس جليا ما قام به كثير من الباحثين من استخراج للنصوص الهائلة التي تدل على العقلية الدموية الاستئصالية للآخر ومحاربته والقضاء عليه إلا أن يعتقد عقيدتها ويتعبد لكهنوتها الفارسي مما لم يعد بالإمكان إنكاره إذ عاشه الأحوازيون في عقود خلت وقاسى منه العراقيون الأمرين في عقد مضى وذاق وباله السوريون في هذا العام وهو مؤيد بحوادث تاريخية موثقة ومؤكدة تدل دلالة لا لبس فيها على أن الأمر متأصل عندهم!
ولئن أعلن الرافضة دينهم هذا فإن الطائفة العلوية لم تعلن ذلك لقلة المتخصصين منهم بالدين وكهنوته ولقلة عددهم فهم زالوا لذلك على التقية ولكن هذا الفكر موجود في حياتهم وأدبياتهم وكلماتهم وألحان أقوالهم وكل من عاشرهم ولهم عليه سلطة ونفوذ كمعتقل في سجون سورية وقابع تحت سياط تحقيقهم أو معاشرا لهم ولا يرون منه خطرا لولائه لهم أو احتقارهم له رأى ذلك عيانا بل الداخل على منتدياتهم ومواقع تواصلهم الاجتماعية يرى الحقد يقطر من كلماتهم وتهكمهم على السنة وأهلها وبقي الأمر غير معلن حتى قامت الثورة فتفجرت طاقاتهم الحاقدة وسفالتهم المتأصلة في أخلاقهم النتنة فرأى السوريون -وهذه المرة كلهم- حقدهم والدم يقطر من سكاكينهم التي ذبحوا بها أطفال كرم الزيتون والحولة كما رآها الحمويون قبل عقود -وخفيت على الباقين- ولو عدنا لمنطلقاتهم النظرية وما يتسرب من كتبهم المخبئة لوجدنا عندهم من الحقد ما يتبارون به مع الشيعة الروافض وبمثل حال أولئك يسعفنا التاريخ بقصص تشيب لها الولدان في أوقات أفرغوا فيها حقدهم الدفين الناتج عن الاعتقادات الدينية الفاسدة التي يبنون عليها دينهم وثقافتهم.
إن العالم كله قد حارب النازية لأنها عقيدة مبنية علي العنصرية والتشدد ضد الأعراق الأخرى وأنه يجب إبادة الأعراق الأخرى والقضاء عليها واحتقارها وبغض النظر عن مدى صحة هذه التهمة في حق النازية أكانت حقا أم ادعاء عليها فإن جماعة أو أمة تحمل هذا التوصيف قد استحقت باتفاق الأمم المحاربة بل الاجتماع على القضاء عليها وكذلك كل حركة وصفت حقا ودونما افتراء بهذا الوصف وعليه فمن حقي وحق كل سوري بل كل إنسان أن نطالب بالقضاء على هذين الدينين كليهما الشيعة الروافض والعلوية النصيرية فلا نقبل من أحد اعتقاد هذا الفكر بل عليه أن يدعه بالترغيب والاقناع فإن لم يستجب فبالعقوبة الرادعة لأنهما مبنيان على فكر لا يعرف للآخر حقا لا في الاعتقاد ولا حتى في الحياة ولأنهما يعتمدان التمويه والتقية والاختباء والسرية ولأنهما دينان يأمران أتباعهما بالعمل كأفعى مهئية للنهش ما نام عنها من اتخذته عدوا -علم بذلك أو لم يعلم!- واستعدت لقتله والتخلص منه ولأنهما دينا غدر لمن يعيش بينهم ويشربون من ماءهم ويأكلون من طعامهم ويتظللون بظلالهم.
2
فهذا ابن العلقمي يغدر بأهل بغداد وقبله البويهيون الذين عادت دولة الروم -عدوة دولة الإسلام والعرب- في عهدهم إلى أكبر عمق من جهة بلادنا منذ أيام فتحها حتى كان أكثر القرن الرابع (320-420) عصر ذل للمسلمين وهو القرن الذي سيطر فيه الشيعة والرافضة بطوائفهم على سرة العالم الإسلامي فكان البويهيون في بغداد وما حولها والحمدانيون في حلب والعبيديون -المتسمون بالفاطميين- في مصر والديالمة في شمال إيران حتى استعاد السلاجقة منهم حكم هذه الأقطار وبعدها أنشؤوا الدولة الصفوية في إيران وأجبروا الناس وبقوة السيف والإرهاب على التشيع بل التزام مذهب الرافضة وكانت هذه الدولة الصفوية حليفة لكل القوى الصليبية الناشئة أو مهادنة ولكنها العدو اللدود للدولة العثمانية التي كانت تمثل دولة المسلمين الكبرى وفي عصرنا أنشأوا دولتهم التي تقوم على نظام يعطي كبير كهنتهم ما لم يحلم به متسلط سبقه على رقاب العباد مع نظام يسلب الناس أموالهم وينتهك أعراضهم ويذلهم ويجعلهم يتبعونه كالبقر وكل ذلك باسم الدين وهم مضطهدون لكل من خالفهم ممن يعيش تحت رئاستهم ومؤذون لجيرانهم وناشرون لدينهم الذي هو أقرب للخرافات والخزعبلات فضلا عن أن يكون أقرب إلى دين أو إلى دين الإسلام وفوق ذلك لا يستغني مذهبهم بحال عن فكر الاستئصال وإفناء الآخر وبخاصة الجوار العربي -وفق أسسهم الفكرية وأفعالهم اليومية- وما كان هذا حاله فهذا ليس فكرا يحترم ودينا يتبع بل هذه أيديولوجية عنصرية قذرة يجب محاربتها وعدم السماح بانتشارها على أرضنا فما بالنا وقد رأينا عداءها السافر وتغولها القبيح ونياتها المبيتة لقتلنا والغدر بنا بل تنفيذ ذلك في أقرب الفرص وأولها!
إن من يفكر بالتعامل مع هؤلاء القوم الغدر سيحترق بنارهم عاجلا غير آجل وهذا طارق الهاشمي السياسي العراقي البائس الخائب قد أعطاهم كل ما يريدون وأظهرهم بمظهر غير الطائفيين بدخوله معهم في الحكم -رجل كرسي زائدة لا سلطة له- بل خذل لأجل ذلك قومه جمهور السنة بل حاربهم! فما كان منهم وقد استنفذوا منه ما
أرادوا إلا أن لفقوا له تهما ولاحقوه يريدون إعدامه! لأن العنصرية المجوسية لا تقبل أن يكون غير الصفوي -وبخاصة السني- في موضع رياسة ولو اسمية لا فعلية!
ولا يبعد حال النصيرية العلوية عنهم كثيرا -وأسسهم الفكرية متقاربة وأحيانا متطابقة في شأن الآخر السني ووجوب التخلص منه وقتله- إلا في الإعلان ووقته فهاهم وقد شعروا بالقوة وانتشر السلاح بين أيديهم ووجدونا عزلا مسالمين فما لبثوا أن أعلنوها علينا حربا طائفية وهم يرفعون الرايات الخاصة بمذهبهم الفاسد وفكرهم العفن المثير للسخرية والذي ما هو إلا ترهات وخزعبلات أسموها دينا بل هم أشد ضلالا وبعدا عن الأديان من الرافضة وليس هذا ما يعنينا ما يعنينا هنا هو أنهم استئصاليون غدرة إن كانوا في ضعف لم يظهروا شيئا وإن كانت لهم القوة رأيت تعطشهم للدماء وللقتل وهم ليسوا بأعداء للسنة وحدها بل معاداتهم للسنة هي الأظهر فإنهم لم يدعوا أحدا من شرهم لا نصارى ولا دروز ولا غيرهم كما فعل كبيرهم حافظ المقبور وعليه فلا يستحق دينهم أن يسمى فكرا بل هو دون ذلك هو دعوة للقتل ولا أدل على ذلك من أحداث سورية في العام الفائت ثورة سلمية انتشرت في كل أنحاء البلاد وشارك فيها أكثر الناس إلا هم فلم نرى منهم في صف الشعب إلا أفرادا بعدد أصابع اليد الواحدة وهم عند الطائفة لذلك منبوذون وخونة فكل أفراد الطائفة ولا نقول أكثرهم هم من العصابة أو معها أو وراءها فأكثر الشبيحة القتلة من أولادهم، وأكثر رجال القمع الخونة الكاتمين على أنفاس الشعب بكل مكوناته من رجالهم، وحتى نساؤهم لا يألين جهدا في دفع أبناءهن لقتلنا وقتل أطفالنا بل الاشتراك في القتل طبيبات وممرضات -وكثير منهن ممرضات-، إنها طائفة مشتركة جميعها في قتلنا إلا ما ندر -ولا حكم للنادر-، عمت المظاهرات أرجاء البلاد ولم نرى في قراهم أو مستوطناتهم –المنتشرة حول مدننا- مظاهرة واحدة ضد هذه العصابة لأنهم هم العصابة ومن قال غير هذا فعليه بجلب البرهان ولن يجد!
كان القرد الأب قد مكن لهم فالتفوا حوله وآزروه وأجرموا معه ولما استولى الابن على السلطة كانوا معه وتقاسموا معه هذه المرة الكعكة السورية فازداد اندماجهم في العصابات وصاروا أشد استفادة، سيقول البعض قراهم قرى متخلفة وفقيرة! ونكذب هذا فلئن كانت كذلك ومتضررة من العصابة فلم لم تنضم إلى الثورة؟! ولكن الفرق بينها وبين غيرها أن منها صغار الكسبة المساعدين في الجيش والقرود الصغار الشبيحة ومن تلك القرى المخدومة كالقرداحة العتاولة الكبار سادة القرود ولو قارنت هذه بتلك لصدقت ولكن بالسبب الذي ذكرت!
هذا كلام يجب أن يقال لقد عضضنا على الجرح عقودا وسكتنا لأكثر من سنة ونحن نتوقع منهم صحوة ضمير كإنسان كمواطن يعيش معنا على الأرض فإذا هم يزدادون بغيا وسوءا؛ فهاجم من كان منهم في حمص جيرانهم في الأحياء الأخرى وارتكبوا المجازر بحقهم فغضبنا وأنذرنا ولكنهم بدل الندم على ما حصل أغرتهم المسروقات التي اتهبوها من بيوت بابا عمرو الخاوية -بتهجير أهلها وهربهم من جيرانهم القتلة- فلم يلبثوا أن هاجموا أهل الحولة؛ قصفت قوات الجيش الخائن الأحياء فيها ولما أمنوا الرد وعرفوا أن ليس ثمة إلا العزل هاجموها كقطعان الثعالب والذئاب الغادرة بل كالعقارب والأفاعي فيؤكد الشهود من أهل الحولة أن من هاجمهم هذه المرة وذبح أطفالهم بالسكاكين والحراب ليس الجيش الخائن بل أهل القرى المجاورة الخائنة من تلك الطائفة الخبيثة المجرمة!
يتشاركون ويتقاسمون الأدوار كلاهما الرافضة والعلويون: قناصة، ذابحو أطفال، منتهكو أعراض، مجهزون على جرحى، شاتمين لرب العالمين، مؤلهين لعلي تارة ولبشار تارة أخرى، اجتمعوا على قتالنا! بل قتلنا!! بل قتل حتى الرضيع فينا!!! فأما الرافضة فقادمون من وراء الحدود ولن يخرجوا منها سالمين وفينا عرق ينبض وأما النصيريون -ولا يستحقون أن يقال: علويون- فقد حكموا على أنفسهم بالذبح كما ذبحوا أطفالنا إلا أن يستسلموا ويدعوا هذا الفكر المتخلف العفن وينضموا إلى صفوفنا الآن، الآن وليس بعد سقوط القرد وعصابته وليعلموا أن ليس لهم ولا لأي صاحب فكر يأمره يقتل الناس أو إجبارهم على خرافاته أن يكون له وجود على أرضنا
لن نقبل بأن تمضي مئة عام أخرى ليولد لهم حافظ جديد أو خميني جديد فيجمعهم لقتلنا في غفلة منا نحن الطيبون المسالمون فإن أرادوا البقاء فلينفوا هذه الأفكار الفاسدة ولنقبلهم بعدها كأهلين ومواطنين أما وهم ذباحين قتلة فلا وألف لا!