الطائفية في المنظور الدولي
الطائفية في المنظور الدولي
معاذ عبد الرحمن الدرويش
يتردد بالاوساط الدولية،تخوف كبير من انجرار البلاد إلى حرب طائفية.
غريبة هذه التصريحات التي ترى بعين و تغمض الأخرى ، و تسمع من هنا و تصم آذانها عن هناك.
فالنظام السوري الطائفي القائم من أساسه على طائفية مفرطة،يمارس أبشع أنواع الطائفية بحق الشعب السوري من قبل بدايات الثورة الثورة.و لولا أنه أسس نظام حكمه على هذه الشاكلة الطائفية لما صمد كل هذه الفترة أمام أمواج الثورة العاتية حتى الآن.
كان النظام يتخفى خلف أقنعة كثيرة في محاولة منه لإخفاء وجهه الطائفي الحقيقي ،إلا أن ذلك كان غير ممكناً في المؤسسة العسكرية و كان يتجلى وجهه الطائفي بكل وضوح داخلها.حيث أن الرتبة ليس لها أي قيمة و لا تعبر عن شيء إذا لم تكن مدموغة بصبغة طائفة العائلة الحاكمة. فربما عسكري مجند من الطائفة النصيرية تكون كلمته مسموعة أكثر من عميد من الطوائف الأخرى.
أم بعيد الثورة مباشرة سقطت كل الأقنعة و ذابت كل الأصبغة التي كان يخفي النظام خلفها لون و شكل وجهه الحقيقي ،و كشر النظام عن أنيابه و كشف عن وجهه الطائفي الحاقد ، ليعلن و بصريح العبارة أنه ليس إلا مجرد عدو كان يعيش و يتغلغل بين أطياف الشعب السوري متستراً و متخفياً بأوجه مستعارة كثيرة و متعددة كالقومية و الممانعة و المقاومة و الصمود و غيرها .
و انطلق يذبح هنا و يدمر هناك بحرب إبادة طائفية ممنهجة،انطلقت بالأفراد ثم بالمجازر الجماعية ثم بالإبادة الشاملة و سياسة الأرض المحروقة.التي لم تذر لا إنساناً و لا شجراً و لا حجراً....
و العالم لا يزال مصر على ""تخوفه"" أن تنجر البلاد إلى حرب طائفية.
في حين ان الشعب السوري الثائر ذو الغالبية السنية لا يزال يتعامل بعقلانية رغم أن الأمور وصلت إلى حد لا يطاق أبداً، ولا يزال يعتبر نفسه أنه ثائر بوجه نظام مجرم و لم يدخل في أي حسابات طائفية حتى لحظة كتابة المقال.
و المجتمع الدولي يدرك حقيقة النظام الطائفي المجرم،و لكنه يتجاهلها رغم أن هناك حرب طائفية تقوم بعمليات إبادة ممنهجة من قبل النظام و رجالات طائفته و على مرآى و مسمع الكون.
فالطائفية التي حكمت سوريا أربعين عاما و أكثر لا تعني للعالم شيئاً، و الطائفية التي تبيد الشعب السوري و تدمر و تحرق سوريا عن بكرة أبيها أيضاً لا تعني للعالم شيئاً.
فالطائفية المقصودة بالمنظار الدولي، في حال تغيرت موازين القوى ،وأصبح بإمكان الثوار التصدي لشبيحة النظام و جنوده و منعهم من ارتكاب أي مجازر بحق أهاليهم،عندها سيتم الإعلان عن وجود حرب طائفية في سوريا في آخر الليل و لن ينتظروا ولوج الصباح.
و سيرسلون جيوشهم بدون مجلس أمن و بدون فصل سابع أو ثامن أو سبعين أو مئة .
تحت ذريعة إيقاف الحرب الاهلية.
طبعاً هذا أسوا سيناريو ممكن أن يحدث للثورة السورية و هو متوقع مع كل أسف و حزن. وهذا ما يسعى إليه العالم المتآمر.لإجهاض الثورة السورية المباركة من جهة.
و من جهة ثانية يريد العالم المحافظة على طائفة النظام التي ستستأنف أدوار الدعارة المرسومة لها بالمنطقة في الأزمنة اللاحقة.من خلال خلق نقطة توتر ديموغرافية بالمنطقة تلهي المنطقة و تشغلها عن إسرائيل.
بالإضافة إلى إبقاء البلاد تحت احتلال دولي يمنع ظهور أي حركة مقاومة يمكن أن تقلق راحة إسرائيل.
حتى يتم ترتيب وضع آمن لإسرائيل بعيداً عن أي حقوق أو حريات أو ديمقراطية للشعب السوري .