الإخوان المسلمون والحملة الشيطانية
الإخوان المسلمون
والحملة الشيطانية
أ.د/
جابر قميحةعاش الإخوان من سنة 1928 حتى الآن في مواجهة لا تهدأ مع المحن ، ما بين قتل وسجن وتشريد وافتراءات ، ولكن الله سبحانه وتعالى كتب لهذه الجماعة أن تزيدها هذه المحن قوة على قوة ، فبدأت جمعية من ستة أفراد ، واتسع نطاقها من جمعية إلى جماعة ، ثم أصبحت تيارا عالميا في كل أنحاء العالم .
ولكن المؤسف حقا أن نرى وسائل الإعلام المصرية في عهد ثورتنا المجيدة وقد تحولت إلى تيار كريه يزكم الأنوف ، ويهاجم الجماعة بشتى الطرق في غلو وإسراف .
ولنلق نظرة على العدد الأخير من أخبار اليوم ( 14 / 4 / 2012 ) لنرى السيد أحمد رجب في كليمته يقول : " لماذا يحرص الإخوان على خلق الحذر منهم عند الناس برغم أن فيهم رجالا محترمين ، لكن العمل السري تحت الأرض جعل من السرية أسلوب عمل وحياة ، فيقولون غير ما يفعلون ، وأفضى النجاح في الانتخابات إلى فرط ثقة انقلبت إلى غرور ، وجربوا السلطان فنبتت فيهم غدة تفرز استحواذا ، واستصغروا شأن الناس ، وصورت لهم خمر السلطة أن الناس لا يدركون ما هو الدستور ، وهل هو شيء يؤكل أو يشرب أو يدق في الهون ؟ وخاب ظنهم ... الخ " . ونسأل السيد أحمد رجب أين العمل السري عند الإخوان ؟ وأين الغرور ؟ وأين الاستحواذ ؟ وأين استصغار شأن الناس ؟ !!! .
ونسي أحمد رجب أنه بمنطقه هذا لا يهين الإخوان فحسب ولكن يحقر من قيمة شعبنا كذلك .
وفي الصفحة الأولى نفسها نجد رسما كاريكاتيريا كبيرا بعنوان " الكل كليلة " فالمرشد الدكتور محمد بديع له صورة ضخمة وهو ينحني على يد نفسه ويقبلها ، ويهتف بحياة ذاته ... الى أخره .
وكذلك بقية الصفحات شأنها شأن الصحف المباركية التي كانت تصدر قبل الثورة ، حتى سولت لهم نفوسهم أن يستعيدوا نفس الروح ، ويعود حمدي رزق وممتاز القط وأمثالهما إلى سيرتهم الأولى .
ونفس النهج تنهجه القنوات التلفازية وكثير منها يتولى الانفاق عليها نجيب ساويرس ، ورأينا إحدى القنوات تكرر مرارا ما قاله عبد الناصر في جمع ضخم :
" سألت الكبير بتاعهم أنتوا عايزين إيه ؟ فكان جوابه : عايزين نلبس النسوان طرح . وينخرط عبد الناصر في قهقهات عالية : إزاي دا انت لك بنت في كلية الطب مش لابسه طرحة ، ويأتي صوت من بعيد من أحد السوقة : يلبسوها هُمّه " . ويزداد عبد الناصر سعادة . وتكرر هذه الحلقة عدة مرات في اليوم . ثم كانت محنة الإخوان على يد عيد الناصر بعد تمثيلية المنشية التي شنق فيها عبد القادر عودة وإبراهيم الطيب وهنداوي دوير وآخرون . " وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) " آل عمران 126 – 128 .