أسرى فلسطين... الحكاية لم تنتهِ

ثامر سباعنة

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

تمت صفقة التبادل ( وفاء الأحرار ) وسيتم الإفراج عن 1027 أسيراً من سجون الاحتلال، حققت هذه الصفقة انتصاراً جديداً في تاريخ الصراع الفلسطيني مع الاحتلال ، لكن حكاية الأسرى الفلسطينيين والعرب لم تنتهِ بعد ، ولا زالت المعاناة مستمرة بحق أكثر من خمسة آلاف أسير لا زالوا في سجون الاحتلال.

لا ينكر أحد الحضور القوي لملف الأسرى خلال هذه الأشهر القليلة ، فمن الإضراب عن الطعام الذي خاضه الأسرى في السجون إلى إتمام صفقة التبادل  وما رافقه من اهتمام دولي وإعلامي بالموضوع ، لكن هل سيكون هذا الحضور مجرد حضور محدود ينتهي بانتهاء الحدث أم أنه بداية لتوجه رسمي و شعبي وإعلامي لإعادة الأهمية للأسرى !!

لابد من الاهتمام ببقاء ملف الأسرى مفعلاً وضمن أولويات القيادة الفلسطينية بالإضافة إلى الأهمية الشعبية لهذه القضية الإنسانية الحساسة ، خاصة أن كل ما جرى للآن هو مجرد تفعيل إعلامي محدود ولم يصل للآن لتفعيل الدور الرسمي والقانوني الذي يجب أن يرتقي إلى مستوى معاناة الأسرى في سجون الاحتلال ، وبالتالي الأصل استغلال هذا التعاطف العالمي مع قضية الأسرى والمضي بإيصال صوتهم إلى المؤسسات الدولية والقانونية والإنسانية وطرح معاناتهم بقوة في كل المحافل الدولية .

أمن خمسة آلاف أسير لا زالوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، يعاني الأسرى من ظروف معيشية صعبة بالزنازين ( السجن الانفرادي ) التي تتسم بالرطوبة والرائحة العفنة التي تبلغ مساحتها متر ونصف تقريباً، حيث الأرضية رطبة، والغرفة خالية من الضوء ، أو يسطع الضوء فيها في جميع الأوقات ، وذلك لمنع السجين من النوم ، ويحرم السجناء من النوم لعدة أيام .

 الأسرى الفلسطينيون  يقبعون داخل سجون الاحتلال الصهيوني ، دون محاكمة ، حتى لو حكموا داخل محكمة الاحتلال الإسرائيلية ، فهي محكمة غير شرعية ، بنيت على الباطل التي لا تعرف القانون بأي معنى ، حيث تعتقل قوات الاحتلال  العشرات من المواطنين يومياً ، في مناطق مختلفة من الضفة الغربية ، تحت دواعي أمنية بذريعة أن هؤلاء المواطنين الذين تقوم باعتقالهم يهددون أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي ، كما يدعي الاحتلال كل مرة يقوم بها ، ويرتكب مجازره الوحشية ، أمام مرأى المجتمع العربي والغربي الذي يتحلى بالديمقراطية ، ولكن استمرار مسلسل الاعتقالات يومياً ، ألا وإنه يؤكد على ضعف حكومة الاحتلال الإسرائيلي ، التي تستخدم أبشع الوسائل في تنفيذ عملياتها الإجرامية ، لاعتقال المواطنين ، وعلى الصعيد الداخلي لسجون الاحتلال الإسرائيلي ، في استخدام أبشع وسائلها المحرمة دولياً ، حيث تستخدم وتجرب وتنفذ تلك الأسلحة على الأسرى الموجودين داخل السجون ، في ظل وقوف وتحيز المجتمع الدولي ومجلس الأمن لجانب وصالح إسرائيل ، وكل تلك الوسائل المحرمة التي تستخدمها على الأسرى ، من أجل الاعتراف عن ذنب تعده إسرائيل خطراً عليها ،  لم يقترفه البعض ، تحت مسمى الإرهاب ، الأمر الذي أدى إلى تردي أوضاعهم ، مما أدى إلى إصابة المئات من الأسرى بالإمراض المزمنة ، دون تقديم أي علاج طبي شرعي لهم ، في سبيل الخروج من المحنة الصعبة ، التي يعتاشها كل سجين والتي تهدد حياتهم يومياً .

إن الأسرى الفلسطينيين اليوم وعائلاتهم ينتظرون الكثير الكثير من أمتهم الإسلامية والعربية ، خاصة بعد أن وصل صوتهم لمعظم دول العالم ، لذا لابد من نصرة وتحرك على كل الأصعدة والأطر لإنهاء هذه المعاناة.