إلى وزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة
رسالة مفتوحة
من الشعب السوري العظيم
د. أبو بكر الشامي
السادة وزراء الخارجية العرب ، المجتمعون في القاهرة لبحث الملف السوري ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على انتفاضة شعبنا السوري العظيم ضد عصابات القتل والإجرام الأسدية ، وشبّيحته الفاجرة الكافرة ، وبعد أن سالت الدماء أنهاراً ، ودفع شعبنا على طريق حريّته وكرامته عشرات الآلاف من الشهداء والمعتقلين والمفقودين والمشرّدين ...
وبعد أن تجاوزت آل الأسد المجرمون القتلة كل الخطوط الحمراء والصفراء ، ضاربين عرض الحائط بكل القوانين والشرائع والأعراف ، العربية منها والإسلامية والدولية ، والسماوية منها والوضعية ، تساندهم في إجرامهم ، وتشدّ من أزرهم في عدوانهم عصابات القتل والإجرام الصفوية والشعوبية والطائفيّة ، حتى وصلت شظايا إجرامهم إلى أهلنا في الخليج ، والمملكة العربية السعودية بالذات ، بل طال تهديدهم على لسان بعض أبواقهم ومنافقيهم أقصى أرجاء الأرض ، في أمريكا وأوربا ، وغيرها من بلاد العالم .!!!
بعد كل ذلك ، وغيره الكثير مما لا يتسع المجال في هذه المقالة لذكره ، كان لا بد للعرب والمسلمين من وقفة تاريخيّة شجاعة ، تحفظها لكم الأجيال ، ويسجّلها لكم التاريخ ، وتضعون فيها حدّا لهذه العصابة القرمطية الحاقدة ، التي تسللت في غفلة من الزمن إلى عاصمة الأمويين ، فعاثت فيها خراباً وفجوراً وإجراماً ، وسامت الشعب السوري العظيم عبر ما يزيد على أربعين سنة من حكمها البائس كل أشكال الظلم والقهر والعدوان ، فقتلوا العباد ، وخرّبوا البلاد ، وسرقوا الثروات ، وهتكوا الحرمات ، ودنّسوا المقدّسات ، وظهر حقدهم الباطني اللعين عبر الأشهر الثمانية الماضية ، بما أذهل العالم ، ودوّخ الدنيا ، ثم اتخذوا من عاصمة الفتوحات الأموية دمشق وكراً للتآمر على الأمتين العربية والإسلامية ، بل والإنسانية أيضاً ، ولقد ، والله ، بلغ سيل الظالمين الزبى ، وجاوز القتلة القرامطة المدى ، وحقّ الجهاد ، وحقّ الفدى ، ولم يعد لدينا في قوس الصبر منزع ، وإنها لفرصة العمر ، وغنيمة الدهر ، أن تستثمروا ثورة شعبكم السوري العظيم ، وانتفاضته المباركة ، وتضحياته المشرّفة ، والتي توّجها بمجلسه الوطني ، الذي يعبر عن غالبية أطيافه وشرائحه وفئاته ، مع توافق عربي وإقليمي ودولي ، ساقه الله إليكم على طبق من ذهب ، بسبب تخبط تلك العصابات الغبيّة وإجرامها ، وتكشير أسيادها في طهران عن أنياب الحقد والغدر الفارسية والمجوسية، ومحاولتهم الخسيسة اغتيال سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن ، وتهديدهم بإرسال انتحاريين وإرهابيين وقتلة إلى أوربا وأمريكا ، كل ذلك يثبت بما لا لبث فيها ، خطورة هذه الجرثومة القرمطية الحاقدة وأسيادها وأذنابها ، ليس فقط على الشعب السوري العظيم ، الذي طالما اكتوى بنيران حقدها وظلمها عبر أكثر من أربعين عاماً ، بل على الأمن القومي العربي والإقليمي والعالمي ....
أيها السادة الوزراء ...
إن شعبكم في سورية الجريحة ، الذي يدفع في كل يوم عشرات الشهداء والمعتقلين والمهجّرين والجرحى ، ليتطلّع إليكم وإلى اجتماعكم في القاهرة ، بعين الأمل الألم ، ويرجو من حضراتكم ، أن ترتقوا إلى مستويات تضحياته الباهرة المشرّفة ، التي رفعت رؤوسكم ، وبيّضت وجوهكم ، وأثلجت صدوركم ، وتتخذوا فعلاً عروبيّاً تاريخيّاً مقتدراً ، يتناسب مع عظمة الموقف وخطورته ...
موقفٌ عروبيٌّ إسلاميٌّ بغطاء أممي ، تكسرون به ظهر الأفعى الفارسية الصفوية القرمطية في دمشق ، وتسحقون رأسها في طهران ، وتقطعون ذيلها في جنوب لبنان.
(( ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله))
صدق الله العظيم