الفيس بوك ( facebook )
الفيس بوك ( facebook )
مصطفى حمزة
الفيس بوك ( facebook ): موقع تواصُل اجتماعيّ ، أم ملهى ضَياع جماعيّ ؟!
إنّهُ في معظم مساحته يضيع السامرُ والساهرُ ، وفي ركن ضيق منه مُفيدٌ ومُستفيدُ !
أرادوا به – والله أعلم والواقعُ يشهد – أن يجرفونا عن الأهمّ والمُهمّ في حياتنا وحياة أمتنا، إلى التعبير بأتفه كلامنا عن أتفه أفعالنا وأخصّ خصوصياتنا !
أرادوا به – والله أعلم والواقع يشهد – أن يُصيبونا بسهمه في مقتلٍ من أوقاتنا ، وأولادنا وقضايانا ، وما خلقنا الله لأجله ، العبادة .
أرادوا به – ولا شكّ – أن يقتلوا فينا الورعَ في الحديث ، هذه الفضيلة الكُبرى التي يُعرّفها أحـدُ علمائنا بقولـــه : ( إنّه التورّعُ عن اللغوِ بجميع ضُروبه ، إنه تركُ كلمات الفُضول ، وتركُ كل حديث ليسَ من شأنه إلاّ قطعُ الوقت ، دون فائدة أو ثمرة ) !
(هم) أرادوا ، ولم يُرد ( الفيس بوك ) ذلك ، فإنه – كباقي مظاهر العلم والطبيعة - هِبةٌ من الله تعالى لعباده ،ونوعٌ من الابتلاء والامتحان لهم ، فبأيديهم هم الحدّ بين خيره وشرّه ، وضرّه ونفعه .
فهلموا نردّ سهامَهُمْ عليهم ، كلماتٍ منّا طيّبات ، من ديننا الحنيف ، من رسالتنا الكونيّة ، من آدابنا الإنسانيّة ومن قلوبنا السليمة التي تحمل المحبّة والسلام .
هلمّوا نملأ صفحات هبة الله هذه ( الفيس بوك ) بما يُحبّ الله ، بما يُغني عقولَ عِبادِهِ ، ويسمو بقلوبهم وأرواحهم ويقوّي إخاءهم بالنصح والتواصي ، وبالعيادة والتهاني .
هلموا ، وليكن هادينا - ونحن ننشر في صفحاته وصفحاتِ أمثالِهِ – ( الوَرَع ) ، وَرَعُ القول وَوَرَعُ الفعل ، ليكون كل ذلك من الحلال المُفيد ، الذي نُؤجر عليه في الدنيا والآخرة .