ما جزاء من سحق الشعوب بالدبابات
وسرق المليارات، وخان الأمانات؟.
أ.د. ناصر أحمد سنه - كاتب وأكاديمي من مصر
أي شرعية لمن سحق الشعوب بالدبابات، وسحل الناس في الطرقات. "لماذا يقتلوننا؟".. يولد الناس علي ثري أوطانهم الطاهرة الحبيبة، يريدون أن يعيشوا ويحيوا ويعمّروا، فتغتالهم عصابات الإجرام الفاسدة المُفسدة، الطاغية المستبدة؟
أي شرعية لمن قتل الشباب والرجال والنساء والأطفال، وفقأ أعين المئات، وبقر بطون الأمهات، وأحدث آلاف العاهات؟. يقول الله تعالي:" مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" (المائدة: 32). فما حجم القصاص ممن يبيد شعوباً إبادة جماعية، ويتسبب بجرائم بحق الإنسانية؟.
هل طلب الحرية والكرامة والعدالة جريمة؟، بل هو استحقاق:"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" (الإسراء: 70). الذين يعذبون الناس في مخافر الشرطة، ويقتلونهم دون محاكمات، مجرمون آثمون ينتهجون "شرعة الغاب" بحاجة لقصاص عادل. لكن الجرم أكبر، والقصاص آكد وأشد للذين يقتلون كل الشعب ويصفعونه، ويذلونه، ويهينونه، ويركلونه بالأحذية .. ليل نهار.
هل نشدان المواطنة والمساواة في الواجبات والحقوق، والعدل والعدالة، وحرية الاختيار، وإرادة التغيير، والشفافية والنزاهة جريمة؟.
أي شرعية ، وأي جزاء لمن فسد وأفسد، وأفقر وأجاع، وأذل وطغي، وأستبد وظلم، وتكبر وتجبر واحتقر من وُظفه؟.
أي شرعية ، وأي جزاء لمن دمر البلاد، وافسد العباد، وأضر بالإقتصاد وسجل ـ بفساده وإفساده ـ أعلي معدلات البطالة والعزوبة والعنوسة والطلاق والجريمة والمخدرات والعنف الاجتماعي؟.
أي شرعية ، وأي جزاء لمن أضر بالمال العام وتربح من وظيفته فاستولي وسرق وأختلس وأرتشي؟.
لماذا يكون لأبنائهم المُلك، وقصوره، ومنتجعاته، ويخوته، ولأبنائنا ـ شركاء الوطن الصالحين المُصلحين ـ الفقر والمرض والشتات واللجوء والموت وقواربه؟. لقد باتت أغلي أماني الشباب أنْ تغرق بهم ـ مرة بعد مرة بعد مرة ـ قوارب الموت أمام شواطئ أوربا. لقد فعلوا كل ما بوسعهم ـ تعلماً وتعليماً، قدرة ومُقدرة، كفاءة ومهارةـ يلقون حتفهم ـ يأساًـ بحثاُ عن "فرصة عمل".
لماذا لأبنائهم صولجان المُلك، وأبهة السلطان، ولأبنائنا ـ شركاء الوطن، الأسوياء، الصالحين المُصلحين ـ عصا الذل، ومهانة الحرمان؟؟.
لماذا كرسوا"عقم الأوطان" عن أن تنجب أمثالهم؟، ولماذا استباحوا الأوطان، كرسوا الحروب والفتن والفتنة والتفريق والتفتيت لتدمير نسيج المجتمعات والأوطان ليسهل السيطرة عليها؟. قزّموا الأوطان فجعلوها كضيعة تُـدار، وتتناقص من أطرافها كل يوم.
ما جزاء من من كتم الأصوات، وقصف الأقلام، وأفسد الإعلام، وملأ المعتقلات، وأحتكر السياسات، وبدد الطاقات، ونشر الأمراض والسرطانات، وأهان الإرادات، وزور الإنتخابات؟.
ما جزاء من احتكر و"اغتال حلم" أبناء الشعب.. الأكفاء الأقوياء الأمناء:" قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ" (القصص: 26)، بتبوء مكانهم ومكانتهم، ومساهماتهم ومشاركاتهم في الشأن العام؟.
ما جزاء من عاون أعداء الأمة وأحبهم وتحالف معهم وأمدهم بحاجاتهم؟
ما جزاء من لم يطلق طلقة واحدة ضد الأعداء وأخذ الشعب رهينة، "فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، و"أين هي المعركة"؟.
ما جزاء من جفف ينابيع حضارة الأمة وارتهنها لأعدائها، وعاونهم في الحرب والعدوان علي مقدراتها، استباحة بيضتها؟.
أي "عفو" يريدون؟، وكيف يعطي "من لا يملك لمن لا يستحق"؟.
أي عفو عمن سرق قوت الشعوب، ونهب أموالهم، وخان أماناتهم، ودمر كيانهم؟. عن عروة عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال:" أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
لماذا الكيل بعدة مكاييل؟. إن قتل نفس، أو سرقة دينار، أو خيانة أمانة كلها جرائم. لكن ماجزاء من قتل شعباً وسرق أمة، وخان وطنه؟.
أين القانون وسلطته وعدالته؟، "فالعدل أساس الملك"، والعدل والعدالة لا تتجزأ.
أين القصاص العادل؟
أين القصاص العادل؟.
أين القصاص العادل؟.