عشائر أردنية مُتهَمة في عين المخابرات السورية
عشائر أردنية مُتهَمة في عين المخابرات السورية
ماهر أبو طير
يروي سوريون ان المخابرات السورية، تجمع معلومات في مدينة درعا، اذا ما كان هناك اردنيون، ومن عشائر معروفة، وصلوا مؤخراً الى درعا.
سبب التحقيقات، هو الرغبة باتهام الرمثا، ومناطق الاردن المجاورة لسوريا، بأنها تهرب السلاح والمال الى درعا، وان هناك اردنيين من تلك المناطق تسللوا الى مسيرات درعا السلمية.
يتم تركيب الاتهام باعتبار ان لهجة الرمثاويين واهالي درعا تكاد تكون واحدة، لانها منطقة واحدة تاريخياً، فالهوى حوراني.
السوريون المقيمون في لندن يقولون ان معلوماتهم تفيد بأن هناك تخطيطا لدى المخابرات السورية لربط قوى لبنانية معارضة لدمشق، وشخصيات لبنانية، بتحريك شباب من عشائر الشمال، عبر الحدود الى درعا.
العلاقات الاردنية السورية متوترة بشدة دون اعلان، لان المخابرات السورية، والاجهزة الامنية في هذا البلد، تبحث عن متهمين، فتارة يتم اتهام فلسطينيي درعا، بأنهم محركو الفوضى والخراب، وتارة يراد الزج بالاردن، دولة وشعباً في هكذا فوضى.
دمشق الرسمية، التي يقودها زعيم ثبت انه لا بشار ولا اسد، اغلقت الحدود مع الاردن، ونزلت الدبابات الى الشوارع، وسوريا على وجه مذابح دموية، تحت عنوان وجود مؤامرة، بدلا من استيعاب الشعب السوري الاصيل.
نظام دموي لا يمكن الدفاع عنه، ومثلنا كثرة محرومة من دخول سوريا، لاننا انتقدناها في سابق الايام، ومثلنا كثرة من الشعب السوري، محرومة من بلدها، لان النظام هناك يقترب من حدود «الالهة» فلا يجوز نقده ولا الاقتراب من حرمته المقدسة.
هذه جرائم حرب بحق الشعب السوري، جرائم لا يمكن السكوت عليها تحت اي عنوان، والفعاليات الاردنية السياسية التي تهيج في لحظة اذا ضرب شرطي اردني مواطناً اردنياً، تسكت امام محنة السوريين.
عار هذا ما بعده عار. عار عليكم السكوت. الشعب السوري رخيص في نظركم، هل الشعب السوري بلا كرامة، ام ان الاستضافة في فنادق دمشق، والبوظة الباردة في سوق الحميدية، وليالي الشام الجميلة تجعلكم تتجاهلون الدم السوري.
منذ بداية الاحداث ودمشق الرسمية تتفلت يمنة وشمالا، تارة لاتهام قوى لبنانية، وتارة لاتهام عائلات فلسطينية في درعا، وتارة لاتهام عشائر اردنية على صلة دم ونسب مع درعا، ولم يبق الا اتهام السوريين بأنهم يريدون الالتحاق بالاردن، مواطنة وجغرافياً.
المعلومات التي سربها معارضون سوريون قابلة للتدقيق، غير ان عليكم ان لا تستغربوا الزج باسماء اردنية غداً في هذه القصة، والاتيان بعملاء من درعا يتقنون اللهجة الحورانية، بمذاقها الرمثاوي، ليقولوا ان الدولة الاردنية ارسلتهم للتفخيخ والتفجير.
بشار الاسد يشكو وينوح، وقد قال لرئيس مجلس الاعيان طاهر المصري قبل ايام، انه يعتقد ان هناك مؤامرة امريكية على دمشق، ضارباً دليلا على ذلك بخطر قناة الجزيرة التي ُتحرّض ضد نظامه.
كان الاولى بالرئيس السوري اذا كانت هناك مؤامرات فعلا، ان يصون الدم السوري، ويخفف الاعباء عن شعبه، لا ان يرسل الاشاوس لذبح الشعب السوري، وهو الشعب الذي سيحاكم من سكت على دمه المهدور.
لا بشار ولا اسد!.