غزة... الكف التي تواجه المخرز

غزة... الكف التي تواجه المخرز

ثامر سباعنه

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

في ظل انشغال العالم وخاصة وسائل الاعلام بأحداث الثورات العربية وما يجري في ليبيا واليمن وسوريا ومصر وووووو ، تعود غزة من جديد لتفتح جرحا لم يبرأ بعد،عادت غزة لتذكر ثورات العرب وشبابهم بأن المهمه لم تكتمل بعد وان حرية الشعوب العربية لن تحصل فعليا الا بعودة فلسطين ، وان كرامة امتنا لن تصان ولن تعود إلا بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني المحاصر بغزة...

في 27/ديسمبر 2008م بدأ العدو الصهيوني على قطاع غزة. ذهب ضحية لهذه الحرب حتى اليوم الثاني والعشرين ما يتجاوز 1300 شهيد أكثرهم من النساء والاطفال وهذه الحصيلة مؤقتة نظرا لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق نتيجة للقصف المكثف, وبعد انتهاء الحرب ومعرفة المفقودين وصل عدد الشهداء الي 1550 شهيد وما يقارب الـ 5300 جريح من المدنيين... حصلت هذه الحرب – بل المذبحه-في ظل صمت عربي رسمي مطبق حيث لم يجتمع رؤساء البلدان العربية إلا في اليوم العشرين من بداية الحرب في الدوحه.

والان وبعد ثورات الشعوب العربية وتغير بعض القاده والحكام العرب وتغير المعادلة-كما يدعي البعض- أين غزة وما يجري فيها في سلم العرب حكومات وشعوب؟؟

غزة دمعة في وجدان الامه بعدما استباح سكينتها الشياطين وزنادقة التاريخ العابرون بين الكلمات يستبيحون كل المحرمات .. حولوا غزة إلى ساحة يمزق نهارها ولياليها صواريخ هؤلاء الملاعين وحمم دباباتهم التي تقف على بوابات البؤساء والمتضورين جوعاً من ألم الحصار .

غزة لسيت شخصا واحدا او فصيلا معينا ..غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين التي لا ولن تتجزأ عن أمتها العربية الاسلاميه ، فمن حق غزة ان تقف معا الشعوب ومن حق غزة وفلسطين ان تكون في سلم أولويات الثورات العربية.

الشعوب العربية التي تحركت كانت تحمل في صدورها مكنونا كبيرا من الغضب على كرامتها ومكانتها وعزتها ، كانت تحمل غضبا وحزنا تراكم منذ سنوات طوال بل أحيانا من أجيال إلى أجيال ، لكن ما الذي ضخ الروح في جسد ألامه وجعلها واثقة انها قادرة على التغيير بل قادرة على الثبات وتحقيق النصر!! ما الذي أعاد للأمة ثقتها بنفسها وبمكنوناتها الرائع التي لا تملكها باقي الأمم والشعوب!!! من الذي اخرج مارد الحرية من قمقمه ؟؟ فإنتفض المارد وكسر حاجز الخوف ، تمرد على كل قوانين الظلم والاستعباد وأعلن أن الامه لازالت بخير .

هناك في غزة كانت البداية ...في غزة بدأت حكاية الحريه الحقيقية للشعوب العربية ، هناك انتصرت إرادة الشعب ، تاريخ  جديد يكتب على صفحات من العز والرفعه ، كف اهل غزة العاري الجائع لكنه يحمل الإيمان انتصرت على مخرز الظلم والفساد الإسرائيلي والعالمي .

استطاع اهل غزة بصمودهم وصبرهم على سنوات الحصار الطويله وانتصارهم على آلة البطش والظلم الاسرائيليه وثباتهم امام تخاذل القادة العرب .

شاهدت الشعوب العربية وسمعت ما جرى ويجري في غزة ، وأدركت في نفسها ان الشعوب العربية مقصرة بل أحيانا متخاذلة في نصرة إخوانهم الفلسطينيين في غزة ومن قبلهم نصرة كل فلسطين ، كما ان حصار غزة من قبل الحكام العرب حرق كل أقنعة الحكام  أمام شعوبهم وكشف مقدار التآمر على ألامه فزاد الغضب الشعبي في الصدور ، وجاء ثبات وصمود اهل غزة رغم الحصار الظالم لأكثر من اربع سنوات وما تخلله من حروب شنتها اسرائيل بكامل عدتها وعتادها على شعب غزة ،إلا انه بقي صامدا قويا لا يستسلم ولم يرفع راية الذل والخضوع .. كل هذه الدروس والعبر كان لها مكان في نفوس الشعوب العربيه وكان لها دور في رسم لوحة الحرية والاصرار على الانتصار عند الشعوب ، لقد أصبحت غزة بأهلها وصمودها عنوانا للشعوب المقهورة في العالم اجمع وفي الدول العربية خاصة.

غزة اليوم ترسم شوارعها بدماء الأطفال .. الليل يسدل ستائره وعيونهم لا تسدل مآقيها من صواريخ المجرمين ممن امتهنوا قتل الأبرياء ..لم يعد أطفال غزة يعرفون أين يسكنون آلامهم ووجعهم وسكينتهم ، يصرخون وأحشائهم تصرخ ألما .. وفي ختام المطاف طوابير الظلم من عصابات الفهلوة مازالت تستمرأ بلا رادع أخلاقي وقانوني لردعهم .. والناس مازالوا لا يجدون من يطفأ جوع أحشائهم.

غزة الان بحاجه لشباب الامه... غزة الان بحاجة لكم، فلا تنتظروا دمار غزة .