عندما يخون الغرب مبادئه
م. هشام نجار
najjarh1.maktoobblog.com
أعزائي القراء
بتاريخ ٨ مارس / آذار ٢٠١١ كتبت مقالاً بعنوان : " أيها العرب…إحذروا
بريطانيا" وقد أردت بهذا المقال أن أوجز موقف الغرب من الثورات الشعبيه المطالبه
بالديموقراطيه من خلال الموقف المراوغ لبريطانيا تجاه ثورة الشعب الليبي العظيم
وإرسال مخابراته إلى بنغازي للتجسس على الثوره دون علم من المجلس الوطني والذي بدأ
بتسيير الأعمال في المنطقه الشرقيه من البلاد.واليوم وبعد مرور أكثر من إسبوع على
تلك المقاله أجد نفسي أكثر قناعة من ان الغرب قام بتوزيع الأدوار بين دولهِ من أجل
إحباط الثورات الشعبيه القادمه والتي مازالت في منتصف الطريق . والسؤال المطروح
اليوم: لماذا خان الغرب مبادئه؟
أجيب على هذا السؤال بمايلي:
الغرب وعلى رأسه الولايات المتحده كان يرغب بتغيير بعض الأنظمه في بعض الدول
العربيه ولكن على طريقته الخاصه وذلك بغية إمتصاص الغضب الشعبي تجاه الغرب وتحويل
مجرى هذا الغضب نحو الحكام .فالغرب كان يطمع بالتغيير وفق أجندته بشكل يستطيع
إختراق وتوجيه الأنظمه الجديده وفق مايريد وبنفس الوقت تقدم التشكيله الحاكمه
الجديده نفسها لشعبها بأنها الوجه الديموقراطي المنتظر وبذلك تنتهي هذه اللعبه
الديموقراطيه وفق أهواء الغرب وإسرائيل. إلا أن ما حصل في ثورتي تونس ومصر من نقاوه
ثوريه لا تقبل انصاف الحلول ولا أجزاءها ولا تسمح لأية جهة خارجيه مشكوك في نياتها
من التدخل في ثورتهم كان برهاناً للغرب على أن مخططاته باللعب في مصائر شعوب هذه
الأمه قد ولّى .ومن هذا يتبين أن الولايات المتحده والغرب عموماً أضحوا خارج
معادلة التغيير.مما جعل حماسهم للثورات الشعبيه ينعدم , بل أكثر من ذلك فقد بدى
جلياً ان الغرب عاد إلى المسانده الغير مباشره للأنظمه القمعيه وعلى رأسها نظام
القذافي السيئ السمعه خشية أن تسير ثورات هذه الدول على خطى ثورتي تونس ومصر.
أعزائي القراء
اليوم هو الخميس ١٧ آذار/مارس ٢٠١١ ومازلنا نسمع تصريحات غير
مفهومه من الساده مندوبي الدول الغربيه في مجلس الأمن فيما يتعلق بمساعدة الشعب
الليبي من التخلص من أسوأ ديكتاتوري العالم,علماً بأن هذا الشعب العظيم قد قطع
اكثر من ٧٥ في المائه من مشواره التحرري والديموقراطي بإمكانياته المتواضعه. فلماذا
خان الغرب مبادئه ولم يقدم له لغاية الآن سوى الكلام الدبلوماسي الذي لايطعم من جوع
ولايحمي من خوف؟
أرجو أن اكون مخطئاً في تقييمي لموقف الغرب من ثورة الشعب
الليبي,ولكن مع الأسف الدلائل حتى الآن تؤكد صحة هذا الموقف.فقد حاول الغرب ومازال
يحاول البحث عن شخصيه فيها من القذافي خيانته وفيها من الرضا الشعبي عنه توافقه.فلم
يجد ولن يجد مما جعل اوراقه تصب لغاية يومنا هذا في صالح أكبر عميل لهم يخلط الهزل
بالجد ويلبس الخيانه ثوباً وطنياً, ويتبرع لهم من أموال الشعب الليبي ما يدعم حملات
حكام الغرب الإنتخابيه كرشوة يستردها منهم دعماً لحكمه كما يحصل اليوم ويتباهى
بذلك إبن القذافي سيف الباطل في تصريحه بالأمس عن الدعم المالي الذي قُدِّم
لساركوزي في تمويل حملته الإنتخابيه.ولاتستغربوا إطلاقاً أعزائي القراء إذا كان دعم
العقيد قد طال نتنياهو وصديقه الإيطالي بيرلسكوني.
القراء الأعزاء
إن اليومين أو الثلاثه القادمه هي أيام حاسمه بتاريخ الثورات
الشعبيه التحرريه والمحك هو ثورة ليبيا, فإما الوصول إلى قرار في مجلس الأمن يصب في
صالح الشعب الليبي ووقف المجازر ضده,وإما ان يفقد هذا الغرب ماتبقى له من ثقه ويبقى
في نظر الشعوب العربيه والإسلاميه :هذا هو الغرب الذي باع مبادئه....ومع ذلك ستنتصر
ثورات الشعوب بإيمانهم بحريتهم وليس بدعمهم وإن غداً لناظره قريب.
مع تحياتي