الأجنبي يخترع والعربي يجترع
صباح الضامن
[email protected]
خبر عاجل:
حصلَتْ بريطانيا على فتْحٍ جديد في الطب،
بتجميد دماغ طفل رضيعٍ لُفَّ الحَبل السُّري عليه عند ولادته؛ مما أدَّى إلى مشكلات
صحيَّة، وكانت عملية التجميد قد أعادت الحياة لهذا الطفل بعد أيام؛ ﴿ هُوَ
الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾
[غافر:
68]!.
خبر عاجل:
ستة آلاف مواطن مَدَني ليبي يُقتَلون إثر
هجمات بالأسلحة الحيَّة الثقيلة، منذ اندلاع الثورة الليبية المطالبة بتغيير
النظام القمعي.
ملحوظة:
كان من بين المقتولين أطفال صِغار؛
﴿ إِنَّ
فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ﴾
[القصص:
4].
خبر عاجل:
الاحتجاجات والاعتصامات تَنتقل من بلدٍ
عربي إلى آخرَ، وكلها تُطالب بحقِّ العَيْش الكريم، والحريَّة، والكرامة.
أخبار عاجلة مستمرة نراها تَترى على
الفضائيَّات، نُصبح ونُمسي عليها، نحتضن أطفالنا، نتجرَّع الغصَص من منظر الفوضى
والدماء، والقتْل والكراهية والحزن.
ندور وندور في بِقاع أنفسنا، حدودنا كتائب
حسرة مُدَجَّجة بأسلحة الخيبة والمرار، موجهة إلى عُمق إبداعاتنا، وعُمق ثباتنا.
الكل يريد استعادة رُقعته الكبرى التي يعيش
عليها، فقد أصبحتْ خُطواته بلا أثَر، لقُمته بلا طعم، شَرابه ثقيل، لا يسري
مُنسابًا يُحيي.
وتصوَّب إلى أهمِّ عناصر النهضة قتلُ
الأحلام، تصوَّب عبارات أنهم: بلا حُلم، بلا عيْش، والحلم أيسر من أن نَستدعي له
كلَّ القطرات الحمراء المنسابة سفحًا، وأسرع من خُطوات جبَّارة لحروف تَجمع وتَسقي
عطشنا للعيْش، كما كانوا يعيشون.
سلفُنا كانوا يقومون عُمرًا بالحقِّ،
ويقفون شامخين بالحقِّ، بلا خوف ولا وَجَل؛ لأن مَن يحكمهم يخاف اللهَ.
فاختَرَعوا وسطَّروا حضارة، والآن الكل
يجترع مرارَ الحزن والفشل، وتركوا مَيدان الاختراع لِمَن لَدَيه إسلام وقلبه خالٍ
منه.
والآن الكل يجترع والغيْر يخترع، فقد
استحوذ على ثروة العقل المنهوبة منَّا، وثروة الأمل المسفوكة عندنا.
يا للحزن الذي نجترعه؛ لِمَا نرى مَن يخترع
ونحن بصورة قَتمتْ على النفس، وتَبِعها ليلٌ جثم، وأفرَز حروفًا تبكي على الورق
مجدًا خالدًا، ينساب من بين الأيدي كما الرمل من بين أصابع مكدودة.
يا ناظرين صورًا كهذه، أرادوها فوضى خلاقة؛
حتى يبنوا حضارتهم على أكتاف مطالب حريَّات شعوبنا، كالعَلَق يمتصون دماء صرخاتنا
المطالِبة بالعيْش الكريم، وينتهزون فُرَصها المتاحة، فهل
السبيل أن نقف ونُمصمص الشفاه على ما يحدث، أو ندفن رؤوسنا في حُزننا ونوقِف أيَّ
عملٍ، حتى تعلو راية الحريَّة البيضاء؟!
يا ناظرين صورًا كهذه، أتلك هي الحلول؟
جمَّدوا دماغ طفل؛ كي يعطوه حياة جديدة، فهلاَّ جمَّدنا عقولنا المتخاذِلة،
وهِمَمنا المتوارية خلف الأحزان، وصُوَرَ أشلاء الحقائق المقتولة بيد المتجبِّرين!
يا ناظرين صورًا كهذه، تذكَّروا قولَ
رسولنا العظيم - عليه الصلاة والسلام - عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال: ((إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألاَّ
تقومَ حتى يغرسَها، فليَغرسْها)).
فاغرسوا فسائلكم على الرغم من القيامات
التي تَقلب سطح كُرَتنا، ولا تجعلوهم يَخترعوا وأنتم تجترعوا.
اغرسوها عملاً وعودة لدينٍ أعطاكم حريَّات،
اختَرِعوا توليفة لا أحدَ يُمكن أن يُنكر براءةَ اختراعٍ فيها.
إننا على الرغم من كلِّ القمع والفوضى،
والقتْل والسعي للمطالب الحقَّة المشروعة، إلاَّ أننا نعمل على بناء النفس - مفردة،
مفردة - بعودةٍ وحساب، وثِقة كاملة بِمَن لا تَنام عينُه.
خبر عاجل:
حصلَتْ بريطانيا على فتْحٍ جديد في الطب،
بتجميد دماغ طفل رضيعٍ لُفَّ الحَبل السُّري عليه عند ولادته؛ مما أدَّى إلى مشكلات
صحيَّة، وكانت عملية التجميد قد أعادت الحياة لهذا الطفل بعد أيام؛ ﴿ هُوَ
الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾
[غافر:
68]!.
خبر عاجل:
ستة آلاف مواطن مَدَني ليبي يُقتَلون إثر
هجمات بالأسلحة الحيَّة الثقيلة، منذ اندلاع الثورة الليبية المطالبة بتغيير
النظام القمعي.
ملحوظة:
كان من بين المقتولين أطفال صِغار؛
﴿ إِنَّ
فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ﴾
[القصص:
4].
خبر عاجل:
الاحتجاجات والاعتصامات تَنتقل من بلدٍ
عربي إلى آخرَ، وكلها تُطالب بحقِّ العَيْش الكريم، والحريَّة، والكرامة.
أخبار عاجلة مستمرة نراها تَترى على
الفضائيَّات، نُصبح ونُمسي عليها، نحتضن أطفالنا، نتجرَّع الغصَص من منظر الفوضى
والدماء، والقتْل والكراهية والحزن.
ندور وندور في بِقاع أنفسنا، حدودنا كتائب
حسرة مُدَجَّجة بأسلحة الخيبة والمرار، موجهة إلى عُمق إبداعاتنا، وعُمق ثباتنا.
الكل يريد استعادة رُقعته الكبرى التي يعيش
عليها، فقد أصبحتْ خُطواته بلا أثَر، لقُمته بلا طعم، شَرابه ثقيل، لا يسري
مُنسابًا يُحيي.
وتصوَّب إلى أهمِّ عناصر النهضة قتلُ
الأحلام، تصوَّب عبارات أنهم: بلا حُلم، بلا عيْش، والحلم أيسر من أن نَستدعي له
كلَّ القطرات الحمراء المنسابة سفحًا، وأسرع من خُطوات جبَّارة لحروف تَجمع وتَسقي
عطشنا للعيْش، كما كانوا يعيشون.
سلفُنا كانوا يقومون عُمرًا بالحقِّ،
ويقفون شامخين بالحقِّ، بلا خوف ولا وَجَل؛ لأن مَن يحكمهم يخاف اللهَ.
فاختَرَعوا وسطَّروا حضارة، والآن الكل
يجترع مرارَ الحزن والفشل، وتركوا مَيدان الاختراع لِمَن لَدَيه إسلام وقلبه خالٍ
منه.
والآن الكل يجترع والغيْر يخترع، فقد
استحوذ على ثروة العقل المنهوبة منَّا، وثروة الأمل المسفوكة عندنا.
يا للحزن الذي نجترعه؛ لِمَا نرى مَن يخترع
ونحن بصورة قَتمتْ على النفس، وتَبِعها ليلٌ جثم، وأفرَز حروفًا تبكي على الورق
مجدًا خالدًا، ينساب من بين الأيدي كما الرمل من بين أصابع مكدودة.
يا ناظرين صورًا كهذه، أرادوها فوضى خلاقة؛
حتى يبنوا حضارتهم على أكتاف مطالب حريَّات شعوبنا، كالعَلَق يمتصون دماء صرخاتنا
المطالِبة بالعيْش الكريم، وينتهزون فُرَصها المتاحة، فهل
السبيل أن نقف ونُمصمص الشفاه على ما يحدث، أو ندفن رؤوسنا في حُزننا ونوقِف أيَّ
عملٍ، حتى تعلو راية الحريَّة البيضاء؟!
يا ناظرين صورًا كهذه، أتلك هي الحلول؟
جمَّدوا دماغ طفل؛ كي يعطوه حياة جديدة، فهلاَّ جمَّدنا عقولنا المتخاذِلة،
وهِمَمنا المتوارية خلف الأحزان، وصُوَرَ أشلاء الحقائق المقتولة بيد المتجبِّرين!
يا ناظرين صورًا كهذه، تذكَّروا قولَ
رسولنا العظيم - عليه الصلاة والسلام - عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال: ((إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألاَّ
تقومَ حتى يغرسَها، فليَغرسْها)).
فاغرسوا فسائلكم على الرغم من القيامات
التي تَقلب سطح كُرَتنا، ولا تجعلوهم يَخترعوا وأنتم تجترعوا.
اغرسوها عملاً وعودة لدينٍ أعطاكم حريَّات،
اختَرِعوا توليفة لا أحدَ يُمكن أن يُنكر براءةَ اختراعٍ فيها.
إننا على الرغم من كلِّ القمع والفوضى،
والقتْل والسعي للمطالب الحقَّة المشروعة، إلاَّ أننا نعمل على بناء النفس - مفردة،
مفردة - بعودةٍ وحساب، وثِقة كاملة بِمَن لا تَنام عينُه.