أحبتنا الأسرى.. أليس الصبح بقريب
طارق شمالي - غزة
لا زالت قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية تشغل مساحة واسعة من دائرة اهتمامات المواطن الفلسطيني، على الرغم من الوضع الميداني المتوتر على مختلف الأصعدة، محلياً؛ وإقليميا؛ وفيما يتعلق بالاحتلال وجرائمه المستمرة والمتواصلة .
فقد سطّر الأسرى في السجون والمعتقلات الصهيونية أروع ملاحم الصمود والتحدي، وانتصروا على ظلم سجانيهم، وأفشلوا كل مساعيهم ومآربهم الخبيثة للنيل من كرامة وشرف هذا الأسير .
وطالما حلم قادة العدو وتمنوا أن يخرج الأسرى من سجونهم بعد قضاء زهرة شبابهم خلف القضبان، في ظل التعذيب الهمجي والحرب النفسية والحبس الانفرادي والتنكيل والقسوة، وقد تخلوا عن مبادئهم وأهدافهم وثوابتهم التي اعتقلوا من أجلها .
فراهن السجان الصهيوني على عدة أمور من خلال عملية الأسر والاعتقال أهمها :
أولاً: إفراغ المناطق الفلسطينية والتنظيمات؛ من القادة المؤثرين، ومن لهم بصمات واضحة في عمليات المقاومة من جهة، وخدمة المجتمع المحلي من جهة أخرى، وذلك بزج العديد من القادة سواء كانوا سياسيين أو عسكريين أو حتى مدنيين في السجون لقضاء فترات طويلة من الحبس والاعتقال، ينالوا خلالها كل ما تشتهي النفس الصهيونية الحاقدة من تعذيب وإذلال .
ثانياً : الحد من عمليات المقاومة ومحاولة القضاء عليها تارة باعتقال نشطائها، وبتشويه صورة مناضليها عبر عملائها المنتشرين في مختلف السجون وبمسميات مختلفة يعرفها الأسرى جيداً تارة أخرى .
ثالثاً : التأثير على معنويات الجيل الفلسطيني الصاعد من خلال الحرب الإعلامية الرامية إلي تصوير مشهد قضاء أسير ما معظم سنيّ عمره خلف القضبان دون أن يتمتع بحياته كباقي البشر .
ولكن صمود وثبات الأسرى من جهة، وإيمانهم بعدالة قضيتهم وشرعية حقوقهم من جهة أخرى، أفشل الرهان الصهيوني على تركيعهم وهزيمتهم بشتى الوسائل .
وهناك العديد من النماذج الحية في مختلف فصائل العمل الوطني تؤكد صحة ما نرمي إليه.
فالعديد من فصائل المقاومة الفلسطينية اعتمدت بشكل كبير في تطوير نشاطها السياسي والعسكري وفي شتى المجالات على أسرى محررين قضوا سنوات عدة خلف القضبان، عادوا بعدها إلى عملهم الجهادي أكثر نشاطاً وحيوية، وأكثر اصراراً على الدفاع عن حقوق شعبهم، وأكثر تمسكاً بثوابته وأهدافه الوطنية، بل وهناك العديد من الشهداء والجرحى والمطاردين يحملون لقب "أسير محرر" أو "معتقل سابق"
وهذا إن دل فإنما يدل على فشل سياسات العدو الصهيوني في التعامل مع أسرانا ومعتقلينا من ناحية، وانتصار حقيقي وواضح لجميع الأسرى الفلسطينيين على عتمة السجن وظلم السجان من ناحية أخرى .
إلى جانب الاهتمام الكبير الذي يبديه المواطن الفلسطيني بقضية الأسرى، من خلال متابعته الدائمة لأخبارهم، والمشاركة في الاعتصامات والمسيرات الداعية لإطلاق سراحهم .
وكذلك هناك اهتمام واضح من فصائل المقاومة الفلسطينية بقضية الأسرى، فخلال عدة سنوات تم تنفيذ العديد من عمليات الخطف والأسر لجنود صهاينة من أجل مبادلتهم بأسرى فلسطينيين، ووجود نية واضحة لدى فصائل المقاومة لانتهاج سياسة الخطف والأسر لتحقيق الهدف المرجو منها .
لذلك ملحمة جديدة من ملاحم التضحية والفداء، والتي يشتهر بها الشعب الفلسطيني يسطرها اليوم أسرانا البواسل وأسيراتنا الحرائر خلف قضبان الذل الصهيونية، فلا ظلام السجن يرهبهم، ولا قسوة السجان، فالعهد هو العهد، والمقاومة مستمرة، والأرحام التي أنجبت القادة مازالت ولادة .
ونشيدنا يشدو به والد الأسير وأطفاله وإخوانه، تشدو به أم الأسير وزوجته وأخواته ، ويشدو الشعب بأكمله يقولوا للأسير خلف القضبان ....روحك ما يهمها اعتقال ، مهما طال السجن وطال
هذا دربك درب رجال ...سجنك خلوة وابتهال والزنزانة جمع أبطال ، منك سجانك ما ينام ، رأسك عالي ، جبينك عالي ، عزمك صامد مثل جبال ، وأنت الغالي لأهلك غالي ..قسماً تحريرك بالبال ...
وصدق رب العزة "إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ " .