رسالة إلى الرئيس بشار الأسد

عبد الحليم خدام

بعد توليك لرئاسة الجمهورية حرصت على مساعدتك لنقل البلاد من حالة المعاناة والفقر والخوف والقمع والفساد والتخلف إلى حالة النهوض والتقدم .

قدمت لك حزمة مشاريع لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري والقضائي بالإضافة إلى مشروع لإصلاح الحزب وتطوير فكره ونهجه.

كان كل طموحي أن أساعدك في عملية التغيير والتحديث والتطوير لأني كنت أرى حجم معاناة الشعب وحجم تردي الأوضاع وحجم الأحقاد التي أفرزتها ممارسات النظام في الساحة الداخلية.

لم تسمع للنصائح وآثرت الاستمرار بالنهج القائم بكل ممارساته في تغييب الشعب وقمع الحريات العامة والفردية واستخدام كل وسائل القمع بكل أدواته لاستمرار ثقافة الخوف .

بحثت كل ذلك مع الرئيس الراحل حافظ الأسد ومع الآسف كان صوت الذين حوله أقوى من صوتي .

أتمنى أن تذكر آخر اجتماع للقيادة القطرية في أواخر أيار عام 2005 لمناقشة ما يمكن أن يطرح في المؤتمر القطري وتحدثت آنذاك عن سوء الأوضاع الداخلية وما يتحدث به الناس كما قلت أن البلاد ككومة قش تشتعل بأول عود كبريت كما تذكر كلمتي أمام المؤتمر القطري حول الأوضاع الداخلية والسياسة الخارجية.

أتوجه إليك اليوم بهذه الرسالة وأنا أدرك خطورة الوضع في البلاد وحجم الاحتقان بكل أنواعه  , كما أدرك حالة التذمر والمعاناة من الأوضاع  القائمة

 لا سيما سوء الأحوال المعيشية واستيلاء ذئاب الفساد على ثروة البلاد ومواردها مما زاد هذه المعاناة وفي حجم التذمر.

أدعوك من أجل الشعب الذي صبر على المعاناة والقمع والقتل والسجن والفقر واحدا وأربعين عاما أن تقوم بخطوة تاريخية وهي تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية تسلمها السلطة وتتخلى عنها لتعمل هذه الحكومة على إجراء انتخابات حرة لمجلس تأسيسي يمارس السلطة التشريعية وتنبثق عنه حكومة شرعية ويضع دستورا جديدا للبلاد كما يضع المجلس التأسيسي القواعد القانونية لانتخاب رئيس جديد للبلاد.

لا تسمع إلى الذين يقولون لك أن الجيش والأمن يحميان النظام فتمعن بما جرى في تونس وفي مصر وفي الذي يجري في ليبيا.

لا تسمع للذين ينصحوك بالبقاء واستخدام القوة فالوضع أخطر من ذلك بكثير لأن استخدام القوة سيؤدي إلى سقوط الجيش وأجهزة الأمن والى دماء غزيرة ودم أي مواطن يجب أن يكون أغلى من أي سلطة أو رئاسة.

لا تتردد فالوطن أهم من شخص أو مجموعة أشخاص وأهم من كل المصالح , بادر إلى اتخاذ قرار تاريخي تنقذ فيه سورية وادخل التاريخ من باب الوطن وليس من باب القمع والفوضى المجبولة بالدماء