حرائر فلسطين .. جرح نازف
ثامر سباعنه
سجن مجدو - فلسطين
قال رجل للمعتصم : يا أمير المؤمنين : كنت بعمورية فرأيت بسوقها امرأة عربية مهيبة جليلة تساوم روميا في سلعة وحاول أن يتغفلها ففوتت عليه غرضه، فأغلظ لها، فردت عدوانه بمثله، فلطمها على وجهها لطمة فصاحت في لهفة : ـــ واااااااااامعتصماه ـــ فقال الرومي : وماذا يقدر عليه المعتصم وأنى له بي ؟ فارسل اليه رسالة قال فيها(من امير المؤمنين إلى كلب الروم ان لم تطلق سراح هذه المراة ارسلت لك جيشا اوله عندك واخره عندى) فأمر المعتصم بأن يستعد الجيش لمحاصرة عمورية فمضى إليها فلما استعصت عليه قال : اجعلو النار في المجانيق وارموا الحصون رميا متتابعا ففعلوا فاستسلمت ودخل المعتصم عمورية فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها : هل أجابك المعتصم قالت نعم. فلما استقدم الرجل قالت له : هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك قال : قولي فيه قولك. قالت : أعز الله ملك أمير المؤمنين بحسبي من المجد أنك ثأرت لي. بحسبي من الفخر أنك انتصرت فهل يأذن لي أمير المؤمنين في أن أعفو عنه وأدع مالي له. فأعجب المعتصم بمقالها وقال لها : لأنت جديرة حقا بأن حاربت الروم ثأر لك. ولتعلم الروم أننا نعفو حينما نقدر.
قصة لا تخفى على أحد حدثت في عهد الخليفة المعتصم، والان في زماننا هذا كم من اخت مسلمة صرخت وامعتصماه وااااإسلاماه وا عرباه !!!! كم من اسيرة مسلمة في فلسطين تستصرخ الضمائر الحية في العالم!!!
الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي:
ستطاعت أجهزة الاحتلال الإسرائيلية على مدار العقود الماضية اعتقال ما يقارب
العشر آلاف امرأة فلسطينية، الأمر الذي يعكس الدور الريادي للمرأة
الفلسطينية خلال سنوات النضال وان اختلف في أشكاله،
ورافق حملات الاعتقال هذه مجموعة من الممارسات اللاإنسانية من حملات
التعذيب والتنكيل بحقهن وحسب شهادات مجموعة من الأسيرات المحررات فإنهن
تعرضن للضرب والضغط النفسي ووصل الأمر مع المحققين
إلى تهديدهن بالاغتصاب.
وخلال سنوات الاعتقال الطويلة استطاعت المرأة الفلسطينية الأسيرة حتى في
الزنازين أن تثبت للاحتلال أنها عصية على كل مؤامراته في الحط من عزيمتها،
فقد خاضت الأسيرات العديد من الخطوات الاحتجاجية
وسلسلة من الإضرابات
المفتوحة في محاولة لتوفير الحد الأدنى من مستلزمات الحياة الطبيعية التي
منعتها عنهن إدارات السجون، وكذلك كوسيلة ضغط من
اجل رفع التعذيب والاضطهاد
الذي يتعرضن له حتى بعد المحاكمة وانتهاء التحقيق،
بلغ عدد الأسيرات الفلسطينيات منذ بداية انتفاضة الأقصى، وحسب معلومات نادي
الأسير الفلسطيني 36اسيرة، وهذا الرقم غير نهائي، إذ أن حملة الإعتقالات
التي تشرع بها قوات الاحتلال الإسرائيلية تستهدف
في الكثير من الأحيان
فتيات.
تعيش الاسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية حياة ملؤها المعاناة والالم خلف قضبان السجن، ولكن المأساة تكون اكبر اذا كانت الاسيرة أما سلخت عن اطفالها، ففى الوقت الذي تفتقد الآلاف من أمهات فلسطين أبنائهن الذين سقطوا شهداء على طريق تحرير الوطن، فان هناك خمسة وعشرون من الأبناء يفتقدون أمهاتهن اللواتي تم تغيبهن قصراً وراء القضبان وفى عتمات الزنازين الرطبة البائسة ، والعديد منهم حتى لا يستطيع أن يزور أمه ولفترات طويلة ، وإذا استطاع زيارتها لا يتمكن من احتضانها وتقبيلها ، أو حتى الحديث معها بشكل واضح نظراً للحواجز الكثيرة التي تضعها إدارة السجون على شبابيك الزيارة للأسيرات والأسرى.
الاسيرات الفلسطينيات في ارقام:
أن العدد الفعلي للأسيرات داخل سجون الاحتلال هو 33 أسيرة تم توثيق اعتقالهن في سجون الاحتلال: بينهن 21 في سجن «الشارون»، و11 في سجن «الدامون»، وأسيرة واحدة في عزل «نفيه ترتسا» بسجن «الرملة».. والأسيرات بينهن 25 أسيرة من الضفة الغربية المحتلة، و4 أسيرات من القدس، و3 أسيرات من الأراضي المحتلة عام 1948م، وأسيرة واحدة هي «وفاء البس» من قطاع غزة. الوضع القانوني وحسب الوضع القانوني للأسيرات، يذكر تقرير الوزارة أن هناك 20 أسيرة محكومة بأحكام مختلفة، خمسة منهن محكومات بالسجن المؤبد مرة أو عدة مرات، أعلاهن حكماً الأسيرة «أحلام التميمي» من رام الله وتقضي حكماً بالسجن المؤبد 16 مرة، وهناك 10 أسيرات موقوفات ينتظرن المحاكمة، بينما 3 أسيرات يخضعن للاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة، وهناك 6 أسيرات أمهات، ويبلغ عدد أبنائهن 28 ابناً. ويُظهر التقرير وجود 12 أسيرة يعانين من أمراض مختلفة.
حرائر فلسطين ... جرح ينزف
ان بقاء اسيرة واحده بيد الاحتلال الصهيوني هو جرح في جسد كل فلسطيني بل كل عربي ومسلم ، ان ما تعانيه حرائر فلسطين في سجون الاحتلال هو في رقبة كل مسلم وعلى الكل العمل على تحريرهن من القيد والأسر وإعادتهن إلى أسرهن وأبنائهن ،لابد من وقفه فلسطينيه عربية اسلاميه لإغلاق هذا الجرح النازف، الايوجد بأمتنا معتصم جديد يعيد لحرائر فلسطين حريتهن .. بل يعيد لكل فلسطين حريتها.