احزم أمرك فأنت مع من.. فالطوفان قادم
محمد فاروق الإمام
[email protected]
بداية أتوجه بالسؤال إلى كل سوري وحيثما كان موقعه موظفاً عاملاً فلاحاً عسكرياً
شرطياً رجل أمن تاجراً مهندساً طبيباً عالماً مدرساً حرفياً طالباً مثقفاً كاتباً
فناناً صحفياً محامياً قاضياً مذيعاً حزبياً في السلطة أو خارج السلطة أنت مع من
فاحزم أمرك فالطوفان قادم؟ ولك العبرة مما حدث في تونس الخضراء وقاهرة العز بن عبد
السلام، فقد صنفت الثورة في ذينك البلدين مواقف الرجال فإما في القوائم السوداء وقد
سموها (قوائم العار)، وإما في قوائم العز والفخار وقد سموها (قوائم الشرف) فتحسس
ضميرك وحدد موقفك فالزمن ليس في صالح أحد، فلا تلعبن على حبل النفاق والتخاذل، ولا
تكن كذلك الرجل
الذي كان يصلي
في معركة صفين وراء علي عند إقامة الصلاة، ويهرول إلى موائد معاوية في مواعيد
الطعام، وعندما يحتدم الصراع يترك المتحاربين ويعتلي جبلاً مجاوراً يشاهد
المتقاتلين، وعندما سئل عن ذلك وجد لنفسه مخرجاً وتعليلاً انتهازياً بقوله: الصلاة
وراء علي أقوم، والطعام على مائدة معاوية ألذ وأدسم، وظهر الجبل آمن وأسلم. اليوم
لن يجد أي إنسان نفسه في مأمن من عين الرقيب فقد تغيرت الأحوال وبات الناس كلهم
بفضل الإنترنت والفيسبوك والفضائيات والأقمار الصناعية وغيرها من وسائل الإعلام
المتطورة والحديثة في دائرة مراقبتهم ورصد حركاتهم وتسجيل أقوالهم وحتى همساتهم في
ليلهم ونهارهم، ولم تعد هذه الوسائل حكراً على أجهزة القمع وأعوان السلطان، ولهذا
نقول للجميع حددوا مواقفكم فإما مع الطغاة والمستبدين أو مع الثورة القادمة لا
محالة بحسب ما تقوله نواميس الحياة.
وانا هنا اضع أمام المترددين والمتخاذلين صورة عما فعله شباب مصر، وهذا ما سيفعله
شباب سورية في قابل الأيام التي هي تتسارع بقوة الغليان والاحتقان لتتفجر من حيث
يظن المستبدون والطغاة أنهم في حصن حصين منها.
أطلقت عدة صحف ومنظمات حقوقية مصرية حملة لتوثيق الهيئات والأشخاص ممن أسموهم
(المحرضين) ضد
ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني.
فقد
أعلنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، يوم الأحد الثالث عشر من شباط 2011،
عن إطلاق موقع إلكتروني جديد مخصص لنشر أسماء الإعلاميين والفنانين والشخصيات
العامة المصرية التي تحدت إرادة الشعب المصري، ودعمت نظام الديكتاتور المصري
المخلوع حسني مبارك.
وجاء الموقع تحت اسم (قوائم العار) حيث ينشر قوائم لأسماء الشخصيات التي أدلت
بتصريحات ضد الثورة المصرية والمطالبين بالديمقراطية في كل مدن مصر وخاصة ميدان
التحرير، بالإضافة إلى صفحة سمتها (قوائم الشرف) تقدم فيها الشكر إلى كل الشخصيات
العامة التي شاركت ودعمت المظاهرات، ووقفت في صف الشعب المطالب بالديمقراطية.
وكان عدد من الشخصيات العامة، سواء فنانين أو صحفيين أو رياضيين، قد ساهموا في
حملات التشهير ضد المعارضين لنظام مبارك المخلوع، ونظموا وشاركوا في تظاهرات ضد
الثورة، وتجاوز الأمر ببعضهم إلى أن قام بسب الشباب في ميدان التحرير، والتحريض
ضدهم، واتهامهم بمحاولة تخريب مصر وعملهم وفق أجندات خارجية، وهذا ما يفعله جلاوذة
النظام وخفافيشه بحق كل معارضي النظام في سورية،
ونقول لهم لقد ولى زمن تزييف الحقائق وخداع الجماهير
وتضليل العقول وتلفيق التهم الباطلة بحق المعارضين ووصمهم بالعمالة والخيانة،
وإصدار الأحكام الجائرة بحقهم والتي كان آخرها الحكم على الطفلة البريئة طل الملوحي
بخمس سنوات عقاباً على كتاباتها الوطنية التي تعالج حال الأمة وما وصلت إليه
والكتابة عن القضية الفلسطينية، وسوق الشيخ السبعيني المهندس غسان نجار إلى أقبية
التحقيق لأنه دعا إلى يوم غضب ضد النظام الاستبدادي الجائر، وإبقاء شيخ الحقوقيين
القاضي الثمانيني هيثم المالح وراء القضبان مع المئات من أصحاب الرأي منذ سنوات وصل
بعضها إلى أكثر من ثلاثين سنة، ظناً من النظام أنه في أفعاله القمعية هذه سيرهب
الشباب السوري الذي يزداد احتقانه يوماً بعد يوم ويُشحن بمزيد من ثورة الغضب التي
ستتفجر ولابد قريباً لا آجلاً.
إن
النفاق الفج والرخيص والحياد
المزيف والوهمي الذي تلبسه العديد من هياكل الوطن وخاصة في مجال الإعلام والثقافة
والفن الرخيص والاتحادات المفبركة وأعضاء السلطتين التشريعية والقضائية والمنضوين
تحت عباءة النظام الاستبدادي بما يسمى (الجبهة الوطنية التقدمية)، إنما هي جرائم
يرتكبها هؤلاء بلا قلب ولا ضمير وهي انتهاكات وجرائم
لا
تقل إثماً وعدواناً وإجراماً عن جرائم نظام المافيا الذي يحكم دمشق، الذي قتل بكل
وحشية آلاف المواطنين السوريين العزل والمسالمين عبر مجازر نصبها لهم في العديد من
المدن السورية، وأغرق السجون والمعتقلات وأقبية التحقيق بآلاف الرجال من صفوة
المجتمع ومثقافيه ووطنييه وعلمائه.
إن
قوائم باسم هؤلاء المجرمين لابد وانها ستسجل أفعالهم وجرائمهم ونفاقهم وتخاذلهم،
وهذا هو واجب وطني
لتعريتهم وفضح مواقفهم وردعهم عن مواصلة تزييف الوعي وخيانة الضمير الوطني حيث
هؤلاء جميعا شركاء في جريمة نظام الاستبداد في دمشق.
ونذكر هؤلاء الحيرى إلى أي من الفريقين ينحازون بموقف نبيل وقفه مواطن فرنسي عندما
كانت بلاده تحتل الجزائر وترتكب فيها أفظع الجرائم، هو الطبيب النفساني والفيلسوف
الاجتماعي فرانز فانون (1925 – 1961) الذي عملَ في
مستشفى البُـلَـيدة بالجزائر يومَ كانت الجزائر مستعمرةً، ووجد نفسه أمام
موقفين إما أن يكون مع أبناء جلدته الذين يظلمون ويعيثون فساداً في الجزائر، أو
ينحاز إلى الحق لمناصرة المظلومين والمضطهدين، وآثر الوقوف إلى جانب هؤلاء
المستضعفين أصحاب الأرض فالتحق بالثورة الجزائرية ، فسجل أحرار الجزائر اسمه في
قائمة الشرف والجميل والعرفان.
أخيراً نتوجه إلى كل السوريين بكل أطيافهم ومعتقداتهم وأعراقهم وتوجهاتهم بنداء
العقل والضمير ان يتخذوا القرار الذي لابد منه، فإما الانحياز إلى الشعب والوطن أو
الانحياز إلى أعداء الشعب والوطن فسجل القوائم سوف لن ينسى موقع كل واحد منكم!!