فِتنُ التفرُّقِ والخلاف ِبين الثوريين
ضياء الجبالي
لم تكد ثورة يناير تبدأ ؟ حتى ظهرت فتن التفرقة بين الثوريين ..
حتى أن تلك الفتن لم تنتظر حتى إلى حين اكتمال خطوات الثورة .. بل سابقت الثوريين في الإعلان عن التفرق والاختلاف !!
ورغم أن كل الثورات الواعية الناجحة قد أكدت على أهمية توافر قوة التوحد والتآزر والتآخي لتحقيق كافة الأهداف المأمولة ..
إلا أن ثورة يناير قد بدأت أولى خطواتها برفض التوحد ؟؟
فلم نر مجلساً أعلى للثورة يتولى كافة شئون الثورة ؟ ولم نسمع متحدثين عن الثورة ؟ أو بيانات لاتحاد أو ائتلاف الثورة ؟ أو أخبارها ؟
وبتنا كل يوم نُفاجأ بمجموعات جديدة تعلن عن نفسها بالإنترنت ؛ وكل منها ينسب الثورة لنفسه ؛ دون أي تأكيد أو نفي لذلك من أي جهة ؟ أو من أي مسئول ؟ نظراً لتعدد الجهات والاتجاهات ..
وباتت أخبار متضاربة تعلن عن ثوريين ؟ ولا أحد يدري مدى صحتها ؟
فما هذا التفرق , والتخبط , والتشرذم أيها الثوريين الأفاضل ؟؟
نحن لسنا مع جبهة أو جهة تجاه باقي الجبهات والجهات ..
ولكننا مع مصر , ومع ثورة مصر ..
ثورة مصر التي عاش الشعب المصري يكافح ويجاهد من أجلها ؛ ومن أجلها قُتل من قتل ؛ وسُجن من سجن ؛؛ ثم لم يبخل الشعب فدفع الثمن غالياً بأكثر من ألف من أبنائه كشهداء للثورة ؛ وأكثر من خمسة آلاف من جرحى الثورة ؛ عدا المعتقلين والمعذبين ..
وبالطبع لم يقدم شعب مصر هذه التضحيات ليجيء الثوريون بعد ذلك ليختلفوا مع بعضهم البعض ؛ ومن أول خطوة ؛ بالاختلاف والتفرق والتشتت ؛ للاستحواذ على الثورة ..
فتكون النتيجة الطبيعية والبديهية أن لا تتحق أية خطوة من خطوات الثورة ..
فلا رئيس محكمة دستورية تولى حكم ؟
و نسيب الطاغية المخلوع يتولى الرئاسة ؟ لنفس الحكومة السابقة ؟
والنائب العام يواجه بمفرده كل قضايا فساد الثورة اللانهائية ؟
والجيش لا يجد من يتحدث إليه ؟ سوى مجموعات متفرقة ؟ يدعي كل منها أنه صاحب الثورة الوحيد ؟؟
وأموال مصر المنهوبة تعبر القارات ؟؟ والجميع يشاهد ويتفرج !!
وبالطبع فنتائج ذلك الاختلاف والتفرق معروفة وحتمية ..
وهي فشل الثوريين المتفرقين جميعاً في إتمام خطوات الثورة الواجبة , وبالتالي فشل الثورة لا قدر الله ..
ونحن وإذ نهيب بكل الإخوة الثوريين الأفاضل إتباع الحكمة في وجوب الإتحاد والتآزر والتآخي , في توحيد الصف والكلمة والأهداف .. لنؤكد أن ثورة مصر هي ثورة جميع المصريين بلا أدنى استثناء ؛ دون أي استئثار أو استحواذ أو ادعاء بملكية الثورة ..
فلا تضيعوا مصر ؛ ولا تضيعوا ثورة مصر .. بتفرقكم وخلافاتكم ..
فقد راهن الحكم البائد السابق على تفرقكم وتشتتكم وصراعكم
وقالوا إن ذلك سوف يحدث ..
واعلموا أن شعب مصر , وأبطال شعب مصر الذين عاشوا جل حياتهم في التحدي المستمر للطاغية المستبد بكل جبروته وأسلحته وتعرضوا للقتل وللاعتقال والحرب والإرهاب ولم يبالوا ..
لن يسكتوا ولن يرضوا , ولن يسمحوا لأحد أياً كان بتدمير ثورتهم , أو الاستحواذ عليها ..
لذلك والعالم بأسره يتابع ثورة يناير المصرية
فإننا نناشد جميع الإخوة الثوريين بتحمل كافة مسئولياتهم التاريخية عن الثورة وخطوات الثورة المأمولة ؛ بإتحاد الرأي ونبذ الفرقة ؛ كي تسير الثورة في طريقها المنشود الذي يحقق كافة أهداف الشعب المصري ؛
ويكفي ثورة مصر حجم التحديات المحيطة الهائل والمتربص بمصر وبالثورة ..
وندعو الله أن يلهم الجميع الحكمة والرشاد ..
حفظ الله شعب مصر وثورة مصر وأبناء مصر الأبرار ..