لتصحيح البوصلة... الشعب هو الحل
د. عصام مرتجى- غزة
[email protected]
بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة، حطموها على قحف أصحابها،
اعتمدوا القلب، فالقلب يرف مهما الرياح الدنيئة سيئة جارفة.
غريبون هم الشعراء ، أحيانا تشعر بأنهم مُلهَمون ينطقون حكما
خالدة، يصفعون وعيك ويصفعون الواقع المخزي والمرير، حتى تبكي.... وما زلنا نبكي
فلسطينيتنا وعروبتنا حتى تبتل اللحى مع قصيدة الأساطيل للشاعر الكبير مظفر النواب .
بين شطري السلطة، وكأن الزمان ليس له معنى، يقف الناس شاخصة ً
أبصارهم ، ينتظرون شمسا طال غروبها. لا يعرف الناس إلى أين تشير البوصلة، وهل هناك
بقي لنا بوصلة ؟؟!!
تتغير المنطقة من حولنا، وتسقط رايات وترتفع رايات ، ونحن ....
كل شيء معلق ومرهون ونحن نتظر!! .... تُرى ماذا ننتظر؟
توقفت المفاوضات، توقفت المصالحة، توقف ملف شاليط، وتوقفت
المقاومة، وغزة مازالت في حصار والضفة لا زالت في احتلال، واللاجئون لا زالوا في
الخيام أو تحت الصفيح في هذا الصقيع الذي يعصف بالمنطقة بلا رحمة .... وجميعنا
كفلسطينيين ننتظر .... تباً لنا ... ماذا ننتظر ؟؟!
سؤال يغص في حناجرنا ... نهرب منه بالكناية و بالتلميح والهروب
من التصريح، حتى كاد كلام الناس ونكاتهم تفوق كليلة ودمنة ......... خوفا من عواقب
التجريح !!
إن وضعنا الفلسطيني يحتاج لقرارات شجاعة وتاريخية من كلا طرفي
الانقسام. ومازال هناك عجز وصعوبة في اتخاذ هذه القرارات فلماذا لا نرجع إلى الشعب
..... أليس هو مصدر السلطات ؟؟!!
والجميع من الشعب ومع إجماع الشعب، ومن يوكله الشعب في أمره بعد
هذا الوضع المأزوم، حتى لو قرر أن نولع جميعا بأنفسنا، ونمضى جميعا على خطا بوعزيزي......فهو
مقبول ويسري على الجميع.....
ولكن نحترق معا ، برضا مطلق عما نفعل، وبتوافق وطني، فنحن من
علمنا الشعوب معنى الإحتراق حبا في سبيل الوطن وفجرنا أنفسنا وأشعلنا أجسادنا
مبتسمين لأجل فلسطين.
ولكن على من يقودون المرحلة أن يعلموا بأن العالم من حولنا يسير
ويتقلب في أتـّـون التغيير، ونحن لا زلنا واقفين مكاننا ولا ندري ماذا ننتظر.
ألاف الخرجين الجامعيين بلا عمل، مئات العائلات التي شُردت بعد
عدوان ومجزرة 2008 ، لا زالت تنتظر فك الحصار وإعادة الإعمار، وعمال بلا عمل وبلا
أمل، .......... ماذا ننتظر ؟؟؟!!
في النهاية أقول ، علّنا ننتظر قرار شجاعا ، يأخذ بأيدينا من
وحل الانقسام ومن هذا الظلام، لنعيد ترتيب أولوياتنا ونعود لأبجدياتنا كفلسطينيين.
قد تضل الحكمة عمن كانوا أمراؤها ، ولذا كانت الديمقراطية هي
الحل، وكان تداول السلطة سلميا حلا يبحث عن الحكمة في الجيل الشاب.
فليس دوما الصواب مع الجيل الذي هرم، فقد فهم الله نبيه سليمان
ما غاب عن نبيه داود : {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ
إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ،
فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا
مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ } الآيات 78
/79، من سورة الأنبياء.
، وفاز سيدنا إبراهيم بالهداية ومَدَّ لأبيه، الذي غرق في
الضلال، يد العون و الإنقاذ:
{يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ
يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً } الأية 43من سورة مريم.
يا من وُلـِّيتُم أمرنا، لا تدعوا الزمان يتوقف عند نقطة عجزنا
وعجزكم، ولتبحثوا عن الحكمة الضالة عنا وعنكم في أبناء فلسطين ، و فيمن يتداول
السلطة سلميا بعدكم .
ولتبقى سلطة الشعب منه وإليه.... أرجعوا الأمر إليه، ليقول
كلمته ولا تتركوا عدونا يسرق أوطاننا، و الزمن يسرق أعمارنا....... ونحن ننتظر
مجهولكم.!!!