الجزيرة تصيب الطواغيت بالذعر
(الجزيرة تصيب الطواغيت بالذعر)
نعم إنه دفاع عن الجزيرة
محمد أسعد بيوض التميمي
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية
[email protected]
حقا إننا نعيش في عصر الجزيرة,شاء من شاء
وأبى من أبى,فإذا ما أردنا أن نؤرخ للعالم العربي في العصر الحديث وليس للإعلام في
العالم العربي فقط,فإننا نجد أننا أمام عصرين,عصر ما قبل الجزيرة وعصر ما بعد
الجزيرة .
فالجزيرة قد أحدثت ثورة إعلامية أحدثت
ثورة في وعي الشعوب العربية,فما قبل الجزيرة كانت الشعوب العربية تغط في نوم عميق
وكالأنعام الضالة,والإعلام العربي الرسمي كان هو الأداة الأساسية والمُخدر الذي
استخدمته الأنظمة المغتصبة للسلطة في العالم العربي لإدخال هذه الشعوب في حالة من
الغيبوبة الفكرية وفقدان الوعي,وجعلها تتحرك حركة القطيع وثقافتها(ثقافة الخوف
والرعب والذعر والإحباط واليأس والتفاهة والانحطاط)التي كان يبثها
هذا الإعلام,وهذا الإعلام هو الذي مهد لكل الهزائم والسخائم والكوارث التي لحقت
بالأمة على أيدي الأبطال المُزورين والمُزيفين( أبطال الانقلابات العسكرية)الذين
زورهم وزيفهم هذا الإعلام باختراعه لهم تاريخا مجيدا مفعما بالبطولات والإنجازات
الوهمية حتى انه جعل من السراب ماءاً.
فما أن ظهرت الجزيرة في منتصف عقد
التسعينيات من القرن الماضي في قطر,فإذا بها تحدث ثورة في الوعي الشعبي
بتقديمها للشعوب العربية إعلاما خارج النص وغير مألوف,وتعمل على نشر ثقافة الحرية
والعزة والكرامة وكسر حاجز الخوف عند الشعوب,وتعمل على أن تستعيد هذه الشعوب
إنسانيتها باستعادتها كرامتها وحريتها.
وها هي الجزيرة اليوم تنطق باسم المضطهدين
والمقهورين في العالم العربي,فأخذت تغوص في أعماق الواقع العربي الرديء المهدم
المردوم لتخرج المخبأ من بين الركام,وتفضح الذي هدم وردم هذا الواقع وخربه,فتعمل
على كشف الزيف والتزوير والمؤامرات التي حيكت وتحاك بليل,وإذا بها تبحث عن
الحقيقة وإذا بها لا تجامل أحداً في الحق,وإذا هي منبر لمن لا منبر لهم الذين
يحملون هموم أمتهم وشعوبهم ولكنهم منبوذين ومحاربين ومهمشين وممنوعين من أن يفتحوا
فمهم أو يُعبروا عن ما في خاطرهم وما يثور ويفور في أعماقهم من شدة الظلم والقهر
الذي يتعرضون له على أيدي الطواغيت الذين يُسيطرون على إعلام الهتك والفتك
والنخر الذي لا يستضيف إلا أصحاب الرذيلة والعاهرات والطبالين والطبالات وكل تافه
وكل مزور ومزيف وكل منافق وخسيس ووضيع ليخربوا ويفتكوا في وعي الآمة بجعل هذه
النوعية من الناس رموز الآمة الفكرية والثقافية والقدوة والمثل.
أما الأحرار والشرفاء والثائرون الغاضبون
على واقع الأمة,محرم عليهم هذا الإعلام التافه الساذج الذي وعلى مدار الساعة لا
وظيفة له إلا التسبيح بحمد الطاغية والحاكم الظالم وأخبار تحركاته وتنقلاته داخل
مزرعته وإقطاعيته التي تسمى دولة وما هي إلا إقطاعية وأخبار سفراته إلى خارجها
وعودته إليها واستقباله للضيوف بها وتغطية أخبار دخوله الحمام وخروجه منه وطلع
الزين من الحمام وخرج الزين من الحمام,وإذا بهؤلاء الحكام وإعلامهم التافه يصابون
بالذعر والخوف والجنون من الجزيرة التي أخذت تزلزل عروشهم,وإذا بهم يُسلطون
إعلامهم لتهاجمها وإطلاق الإشاعات عليها و التشكيك فيها,فالجزيرة كشفت عوراتهم
ومدى هشاشة أنظمتهم وتفاهة إعلامهم الذي أخذ يعقد المؤتمرات والندوات لمهاجمة
الجزيرة والرد عليها وكيفية الوقوف في وجهها بطريقة تدل على السطحية والخواء
الفكري والثقافي,حتى أن بعض الدول من شدة جنونها أنشأت قنوات فضائية لمجابهة
الجزيرة ومحاربتها ولكن الشعوب العربية تنظر إلى هذه القنوات والفضائيات
بشك وريبة واستهزاء ولا تلتفت إليها بل حتى تشتم من يعمل فيها وتعتبرهم خونة
وجواسيس,فالإعلام الوحيد الموثوق في العالم العربي عند الشعوب العربية هي الجزيرة.
فها هو الشعب المصري الثائر المنتفض لا
يُشاهد إلا الجزيرة ولا يثق إلا بها بل أنها فضحت وعرت إعلام الطاغية,فكان
للجزيرة دورا أساسيا كبيرا وعلنيا بإسقاط الطاغية اللامبارك,فهي قد انحازت للشعب
المصري انحيازا كاملا مما جعل نظام الطاغية الساقط يعمل بكل الوسائل على تعطيل بث
الجزيرة على قمر نايل سات ولكن الجزيرة كانت تبث على ترددات جديدة وعلى أقمار أخرى
كان الشعب المصري والشعوب العربية تنتقل إليها فورا وبمتابعة حثيثة,حتى أن
الجماهير الغاضبة الثائرة في مصر صارت ترفع شعار الجزيرة وتحييها وتشكرها على
موقفها ولقد لعبت دورا كبيرا في إسقاط( الطاغية زين العابدين بن علي)في تونس.
وها هي الجزيرة تكشف حقيقة الزمرة
الخائنة والعميلة التي حملها اليهود والأمريكان على رقاب الشعب الفلسطيني,فتصيبهم
بالذعر والخوف والرعب وفقدان الاتزان بعد أن قدمت للشعب الفلسطيني والشعوب العربية
في برنامج خاص كشف المستور من الوثائق التي تتعلق بالمفاوضات التي تجري بين الكيان
اليهودي وبين هذه القيادة الخائنة العميلة التي تعمل على التنازل عن جميع حقوق
الشعب الفلسطيني الشرعي والتاريخي,وكيف أن من يُسمى بكبير المفاوضين في هذه
القيادة والذي لا يمثل إلا نفسه والزمرة الخائنة معه يريد أن يعطي اليهود اكبر
أورشليم بالتاريخ,ويريد أن يتنازل عن عودة اللاجئين ويفتخر بأنه قتل الشعب
الفلسطيني إرضاء لليهود والأمريكان,ولقد حاول كبير الخائنين هذا أن يدافع عن نفسه
ولكن نتيجة غباءه المفرط ثبّت على نفسه كل ما جاء في الوثائق التي نشرتها
الجزيرة وكبير المفاوضين هذا الذي اختاره وصنعه رئيس وزراء العدو إسحاق شامير في
عام 1991 ليكون عضوا في الوفد الفلسطيني المفاوض في مؤتمر مدريد,وهذا الوفد كان
جميعه من اختيار شامير حيث قال يومئذ إنني سأختار وفدا فلسطينيا مفاوضا لا يكون
له أي صلة لا بمنظمة التحرير ولو صلة نسب ولا يكون له علاقة بالقدس ولا علاقة له
باللاجئين ولا يؤمن بالعمل المسلح وسأفاوض نفسي من خلال هذا الوفد,وبالفعل اختار
وفد من الخونة والجواسيس وكان كبير الخائنين منهم وبعدها لا ادري كيف صار كبير
المفاوضين وعضو لجنة تنفيذية ولجنة مركزية في فتح رغم انه لم يكن له علاقة
بفتح,وبالفعل كما قال شامير قبل عشرين عاما لقد تبين أن اليهود يفاوضون أنفسهم من
خلال كبير المفاوضين الذي أطاحت به الجزيرة وألقت به إلى مزابل التاريخ,هذا الخائن
الذي يريد أن يبيع فلسطين وكأنها مزرعته الخاصة,و لقد أصيبت هذه الزمرة ( بذعر
الجزيرة) فأخذت تعقد المؤتمرات الصحفية والندوات والمهرجانات وتحرك المسيرات من بعض
أزلامها لمهاجمة الجزيرة والقائمين عليها,وهم بذلك يظنون بأنهم يفقدون الجزيرة
مصداقيتها وهم لا يعملون بأن الشعب الفلسطيني يعتبر الجزيرة ناطقة باسمه,وهي أصدق
من يُعبر عن قضيته ولا يُنسى دورها في تغطية العدوان على غزة عام 2009 وكيف كانت
تفضح هذا العدوان ولولا هذه التغطية لحصل دمار وقتل أكثر من الذي حصل بكثير ولا
ينسى الشعب الفلسطيني تغطية الجزيرة لانتفاضة الأقصى ومعركة جنين الخالدة وحصار
ياسر عرفات في المقاطعة,فحقا أن الجزيرة هي قناة الشعب الفلسطيني وليست قناة ما
يُسمى بقناة فلسطين لأنها قناة ياسر عدو ربه .
فالهجوم على الجزيرة من قبل الأنظمة
العربية أكسبها مصداقية عالية جدا عند الشعوب العربية,حتى أنها صارت لا تصدق أي خبر
إلا إذا كان صادر عن الجزيرة ,فأي خبر يريد أي إنسان أن يتأكد منه يقول هل أذاعته
الجزيرة,فإذا أذاعته الجزيرة يُصبح مصدق ومتداول,حتى أن مذيعي الجزيرة أصبحوا
نجوماً مشهورين ومحترمين عند الشعوب وفي العالم وتحفظ أسمائهم عن ظهر قلب,وأصبحت
الجماهير العربية من المحيط إلى المحيط تنتظر برامج الجزيرة التي أعادت لها الوعي
وكشفت لها الحقيقة وكثيرا من عمليات التزوير والتزييف والخداع والتضليل والمؤامرات
والخيانات وكثيرا من الجرائم التي ارتكبتها و ترتكبها الأنظمة ضد الآمة ومن هذه
البرامج:
(برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمه
الإعلامي الاستثنائي الزعيم الجماهيري ومفجر عصر الجماهير فيصل القاسم)
فالشعوب العربية مساء كل يوم ثلاثاء من
كل أسبوع تنتظر طلته على أحر من الجمر وإذا ما كان الإنسان متأخرا عن البيت في تلك
الليلة فإنه يستعجل أمره للعودة سريعا من اجل أن يلحق ببرنامج( الاتجاه
المعاكس)من بدايته وثاني يوم تجد الحديث والحوار بين الناس يدور حول برنامج الاتجاه
المعاكس وما جرى فيه من حديث ومواضيع,وعن فيصل القاسم وضيوفه,حتى أن فيصل
القاسم صار أشهر شخصية إعلامية في العالم العربي وصار أسطورة,فصار الاتجاه المعاكس
البرنامج الأول في العالم العربي بل أن شهرته تعدت إلى العالم بأسره,حتى أن بعض
المفكرين والصحفيين والكتاب السياسيين الغربيين افتخروا بأنهم استضيفوا في هذا
البرنامج الذي أصاب الطواغيت بالجنون,وهاهي الجزيرة تساهم بإسقاطهم,فالحلقة التي
سبقت سقوط الطاغية ابن علي بثلاثة أيام ساهمت بتسريع إسقاطه,حيث كان
موضوعها عن ظلم وإجرام وفساد ابن علي وزوجته وأسرته,فهذا البرنامج كان أحد
العوامل الأساسية في نجاح الجزيرة,حتى أنه صار مدرسة إعلامية صارت كثير من المحطات
الفضائية العامة والخاصة في العالم العربي تحاول أن تقلد برنامجه والمذيعون
يحاولون تقليد صاحبه( فيصل القاسم) والضيوف يحاولون تقليد ضيوفه.
ومن برامج الجزيرة الأخرى التي ساهمت في
إيقاظ وعي الآمة والتي تقوم على كشف حقيقة الواقع التي تعيشه برنامج(بلا حدود)
لأحمد منصور والذي كان له دور في الغوص في أعماق الفساد في مصر والعالم العربي
ولإظهاره للشعب المصري والشعوب العربية الأخرى,والكشف عن مدى خطورة تردي الأوضاع
الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومدى الخراب الذي أحدثه نظام الطاغية مبارك في
مصر,فخصص عدة حلقات من برنامجه بلا حدود عن هذه الأوضاع,والتي أحدثت ردة
فعل قوية عند الشعب المصري ضد نظام مبارك,فزادته غضبا على غضب واحتقانا بالآضافة
إلى برنامجه الآخر(شاهد على العصر) والذي يكشف فيه حقيقة كثير من الأشخاص
والأحداث التي تم تزوير وتزيف حقيقتها وإظهار الحقيقة للناس كما هي,فهو يقوم
باستنطاق ضيوفه باقتدار كبير,ومن منا ينسى دور احمد منصور في تغطية العدوان
الأمريكي على العراق (الفلوجة )عام 2004 وكيف فضح هذا العدوان بكل جرأة وهو
تحت قصف الطيران والمدفعية والدبابات لم يكن يومها احمد منصور مراسل صحفي بل
كان مقاتل مدافع عن أمته عرض نفسه للقتل بالقصف الأمريكي بأية لحظة .
وهناك برامج أخرى مثل برنامج ما وراء
الخبر وبرنامج منبر الجزيرة وفي العمق والملف والحوار المفتوح.
ومن الصفات الحميدة التي تتمتع بها
الجزيرة متمثلة بإدارتها الوفاء الكبير والاستثنائي لموظفيها ومراسيلها,وهذا
الوفاء الكبير والاستثنائي لا يوجد عند فضائيات أخرى ولا حتى عند جميع الدول
العربية,والأمثلة على ذلك متعددة فعندما اعتقل مراسلها في أفغانستان تيسير
علونيبتهمة الإرهاب والتعامل مع القاعدة وهي تهمة خطيرة ترتجف منها دول,فإنها
لم تتخل عنه ولم تخشى أمريكا بل وقفت إلى جانبه وساندته بقوة رغم أنها لا تعرف هل
هو بريء أم لا؟؟واختارت له أشهر المحامين ليدافعوا عنه,وكانت تضع على شريط
الجزيرة يوميا خبر اعتقاله وحالته الصحية في المعتقل واتصلت بجمعيات حقوق الإنسان
من اجل العمل على الإفراج عنه,ووضعت صورته على صدور المذيعين والمذيعات وعملت وقفات
تضامن معه غطت تطورات قضيته وكأنه زعيم دولي,وبالفعل استطاعت أن تدافع عنه وتثبت
براءته وأن التهمة كانت كيدية من قبل الأمريكان الذين حاولوا أن يقتلوه عندما قصفوا
مكتبه في كابول نتيجة مهنيته العالية في تغطية العدوان الأمريكي على أفغانستان
وفضح الجرائم التي ارتكبها الأمريكان,فهذه التغطية التي سجلت في تاريخ الجزيرة .
ولم تنسى الجزيرة مصورها في أفغانستان
سامي الحاج الذي اعتقل في غوانتانامو,فإنها لم تتخلى عنه فبقي خبر اعتقاله
وخبر أوضاعه في السجن يحتل الشريط الإخباري طوال فترة اعتقاله وكانت تتابع أخباره
يوما بيوم وتعمل على الآفراج عنه,حتى فرج الله عنه بعد سبع سنوات وعندما تم الآفراج
عنه غطت عملية وصوله إلى بلده السودان مباشرة على الهواء وذهب مدير قناة الجزيرة
وضاح خنفر ليكون في استقباله .
وأي مراسل يعتقل في أية دولة تقيم الدنيا
ولا تقعدها,حتى أن الدول صارت تحسب ألف حساب لمراسيلي الجزيرة وتهابهم,فمن يفعل ذلك
إلا من كان يقدر من يعمل معه ووفيا له ويحترم نفسه ويحترم ويقدر من يعمل معه,في
حين نجد أبناء الدول التي تهاجم الجزيرة يُقتلون ويُذبحون على يد الأمريكان وغيرهم
وهم لا يحركون ساكنا ولا يبدون حتى انزعاجا أو اعتراضا,فكيف إذاً لا نحترم ولا
نصدق الجزيرة والقائمين عليها .
فسلام على الجزيرة,وسلام على
مراسيلها,وسلام على مذيعيها ومذيعاتها,وسلام على كل العاملين فيها خلف
الكواليس,والسلام على إدارتها المبدعة,واللهم اجعلها في ميزان حسنات من كان وراء
فكرتها ومن أنشأها ومن يرعاها ومن يحتضنها لتبقى تصدح بالحق و لتبقى كابوساً يُسيطر
على عقول الحكام الظالمين القاهرين لشعوبهم وتزلزل عروشهم .
ولكل من يهاجم الجزيرة نقول له موت
بغيظك, فالجزيرة أصبحت الناطقة باسم الأغلبية الساحقة المسحوقة المقهورة المضطهدة
في عالمنا العربي, وصارت هذه الأغلبية تعتبر كل من يشتم الجزيرة محسوبا على أنظمة
الطغيان التي أصيبت بفقدان الوزن والاعتبار والاحترام.