رسالة للرئيس الأمريكي باراك أوباما

وجه السيد عبد الحليم خدام الرسالة التالية

للرئيس الأمريكي باراك أوباما

السيد الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

مادفعني إلى كتابة هذه الرسالة إليكم خوفي على وطني سورية وعلى الشعب السوري الذي يتعرض لأسوء جرائم القتل والتدمير والتهجير من قبل النظام المستبد في سورية والمدعوم من إيران وروسيا .

لم يستطع مجلس الأمن إتخاذ إجراءات جدية بسبب حق النقض لكل من روسيا والصين وفي الوقت نفسه لم تتخذ الدول الأخرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية إجراءات حاسمة.

عندما إستخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية قررتم معاقبته وأرسلتم جزءا من سفنكم الحربية الى السواحل السورية ولكن الوساطة الروسية التي عرضت عليكم اتلاف المخزون الكيميائي لقاء وقف العمليات العسكرية ضد النظام السوري وبذلك نجحت روسيا بحماية حليفها والذي تشكلت لديه القناعة أن الولايات المتحدة لن تقدم على عمل عسكري ضده فزادت قدرته على زيادة أعمال القتل والتدمير .

يتساءل معظم السوريون عن مسألتين وهما :

المسألة الأولى : لماذا لم تشكل الولايات المتحدة إئتلافا عسكريا دوليا لإنقاذ الشعب السوري الذي نزفت دماؤه عبر سقوط مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وتدمير للبلاد وتهجير للملايين , هل أرهاب الدولة التي تقتل مواطنيها إرهاب مشروع ؟

 ألا تتعارض جرائم النظام مع ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان والقيم الإنسانية ؟

أليست هذه الجرائم جرائم إبادة للإنسانية ؟

الأمر الثاني الذي يتساءل عنه السوريون : تنظيم داعش  احتل مدنا سورية منها دير الزور والرقة ومناطق في إدلب وحلب ومع ذلك لم يجري تحرك لحماية الشعب السوري وإنقاذه . عندما وصل تنظيم داعش إلى حدود إقليم كردستان في العراق وبلدة عين عرب في سورية تم تشكيل إئتلاف عسكري دولي لمحاربة الإرهاب , فهل جرائم بشار الأسد غير إرهابية وهل هناك تمييز بين العرب والأكراد ؟ فكل من العرب والأكراد إخوان في الوطن متساويين في الحقوق عاشوا مئات السنين وبرز منهم زعماء وقادة وطنيين في العراق وفي سورية .

عند هذه المسألة يتساءل الكثيرون من السوريون ومن العرب هل هناك قرار على غرار إتفاقية سايكس بيكو التي عقدت بين الحكومتين البريطانية والفرنسية خلال الحرب العالمية الأولى والتي أدت تمزيق المنطقة ؟

مايقلق السوريون والعراقيون الخوف من نكبة ثانية للعرب كنكبة فلسطين .

السيد الرئيس

عندما زار سفيركم وسفير فرنسا مدينة حماة في سورية واستقبلا استقبالا شعبيا كبيرا وتركت الزيارة إنطباعا لدى السوريين أن الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون سيساعدون الشعب السوري ويدعمونه دعما جديا للدفاع عن نفسه ومساعدته لبناء دولته الديمقراطية التي يتمتع بها السوريون بحقوق متساوية بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس لاسيما أن بشار الأسد عمل على تمزيق وحدة السوريين عبر استخدام الطائفية ونأمل من الدول التي ساعدت بشار الأسد في هذا النهج أن تعيد النظر في مواقفها لأن إثارة مسألة الأقليات وتمييزهم بحقوق عن بقية المواطنين سيشعل النار ليس في سورية فقط بل في معظم دول العالم لأن ليس من دولة إلا متعددة المكونات الدينية والعرقية والطائفية .

أخيرا لكم أطيب تمنياتي

عبد الحليم خدام

النائب السابق لرئيس الجمهورية العربية السورية

باريس 15-11-2014