قاموس الساسة.. السري
قاموس الساسة.. السري
أ.د. ناصر أحمد سنه - كاتب وأكاديمي من مصر
اللغات، وقاموس مفرداتها، كانت ومازالت، تعبر عما يجول بعقل الناس، وتعكس ما يجيش في وجدانهم وصدورهم. بيد أن هذا الأمر الطبيعي لا يبدو سمة من سمات الساسة، ومفردات قاموسهم اللغوي. إنك إذا تأملت خطابهم السياسي، وحللت مفرداته، وقارنت بينه وبين الواقع المعيش تجد البون شاسعاً، والتناقض باديا، النفاق جلياً، وإن تخفي تحت عبارات وجدانية لا عقلانية.
- "لم نكن أبداً طالبي سلطة".. الواقع يشهد أنهم مستأسدون عليها، مقاتلون من أجلها، يسفكون دماء الأبرياء قرباناً لها.
- "لن نبقي في السلطة، إلا إذا.. طلب منا الشعب البقاء".. تُفصل الدساتير والقوانين والمناخ العام علي مقاس بقائهم الأبدي، وتخرج التظاهرات مدفوعة الأجر للهتاف ببقاء الزعيم، وبذل الروح والدم من أجله، أو من أجل من ير من حاشيته.
- "نعمل علي الاستقرار".. نعم استقرار الاستبداد والفساد والطغيان والظلم الاجتماعي.
- "نحن أو الفوضى، سنبقي حتى استعادة الأمن والهدوء".. الأمن الذي أمرنا، منهجيا وكخطة موضوعة مسبقاً بسحبه لإشاعة الهلع والخوف والإرهاب، واستنزافا وانتقاما جماعياً من المطالبين بحريتهم وتحررهم من الطغيان والفساد والظلم الاجتماعي.
- "نعمل علي السهر علي مصالح الوطن والشعب".. بل نعمل علي تحقيق مصالحنا، واستغلال مناصبنا ونفوذنا لتنمية ثرواتنا، ونصدر الغاز للعدو، ليذهب الوطن والشعب إلي الجحيم.
-"الكفن ما لوش جيوب" فكيف يتسع لثروة، قدرتها مصادر صحفية غربية، ما بين 40-70 مليار دولار؟؟. - - "أليس من حرية التنقل" انتقال أموال الشعب المصري إلي بنوك سويسرا وبريطانيا.
- "سهرنا علي توفير ما كلفتمونا به".. وهم ينامون مبكراً من أجل الحفاظ علي صحتهم، ومن يسهر منهم فمعلوم أين يسهر؟. إنهم لا يقرؤون ما يرفع إليهم من تقارير عن أحوال الناس.
-"منحازون لمحدوي الدخل"، يقصدون معدومي الدخل الذين نهشهم غول المحتكرين السلطويين، وغلاء أسعار السلع الأساسية، فضلاُ عن علاج الوزراء علي نفقة الدولة.
-"أليس صراع الطبقات أمرا من بقايا المنظومة الفكرية الماركسية".. لقد قضينا علي الطبقة الوسطي التي هي عماد هذا الفكر البائد.
- "ليس لدينا أزمة إسكان" الطقس لدينا حار جاف صيفا ، والناس تحب الهواء الطلق.
- هم دوما يؤكدون علي "توفير فرص بطالة للشباب".
-"نحن نشجع الشباب علي الترحال والمغامرة" وبخاصة حب ركوب قوارب الموت إلمرتحلة إلي شواطئ أوربا، ولا مانع لدينا من غرقهم في مياه البحر المتوسط.
- "لتخفيف العبء من جراء تكوين الأسر وإنجاب الأولاد، ومجاراة لروح العصر المتحرر".. كرسنا العزوبة والعنوسة، ولا بأس من تصريف الأمور بالتحرش، وبأنماط إبداعية من الزواج بأشكاله المتنوعة.
-" أنفقنا الكثير علي البنية التحتية".. فلماذا إذن حوادث القطارات والعبارات والسيارات، وأعطال مترو الأنفاق، وانقطاع الماء والكهرباء عن المنازل والمحال والمصانع؟.
- "الذين يجترون التاريخ، الماضويين الذي يعيشون في ذكريان سبعة آلاف سنة زراعة" هذا كلام لا يصلح في القرن الحادي والعشرين.. فقد عملنا علي تخريب الزراعة وبخاصة القمح والقطن، وطورناهما إلي الكنتالوب والفراولة والخوخ.وشجعنا علي البناء علي الأراضي الزراعية، وشكرا للاستيراد والمستوردين والمحتكر والمحتكرين لقوت وغذاء الشعوب.
- بغض النظر عن المعتقلات التي تعج بالآلف من معتقلي الرأي والسياسيين.. نحن حريصون علي "حرية الرأي والتعبير المكفول للجميع".
-" نتحاور ونتشاور".. لكن لا نعمل بالشوري فهي غير ملزمة، ما نريكم إلا ما نري وما نهديكم إلا سبيل الرشاد.
-"التجمع الدستوري" بل "حزب الفرد الدكتاتوري"، ولا تقل "الحزب الوطني الديمقراطي"، بل قل: الحزب اللاوطني النفعي الدكتاتوري".
- "ألا ترون أن الناس تلتحم وتحب المؤسسات الأمنية التي تعمل لخدمتهم".. لدرجة أنهم يموتون داخلها.
- "من خلال مجالسنا المنتخبة".. يقصدون المزورة.
- "لقد نجحوا الوزراء والنواب لأنهم يحوزون علي حب الشعب".. جراء الترغيب بالرشاوى السياسية، والترهيب بالفصل والعزل وقطع "لقمة العيش".
- "إنها الكفاءة والشفافية".. وأبن الرئيس رئيس، وأبن الوزير وزير، وابن مدير البنك مدير الخ، وانتشار الرشوة والمحسوبية والفساد.
- "المحاسبة".. لكن بعد هروب الجناة إلي بريطانيا.
- لا تقدم بدون تعليم راق".. وميزانية الأمن المركزي تفوق ميزانية كلا من التعليم والصحة، ولا موضع للجامعات العربية علي خريطة الجامعات العالمية المرموقة.
- "تنمية أراضي الدولة، وخصخصة شركات القطاع العام" بل نهبها، وسرقة أموالها، وتدمير الشركات وتسريح عمالها، لصالح أذناب الطغمة العولمية الرأسمالية.
-" المشاريع التنموية تعم كل ربوع الوطن"، وبخاصة الولايات والجهات الوسطي والجنوبية مثل "سيدي بوزيد"، وأمثالها.
-"الكل يسعي لدخول موسوعة جينس للأرقام القياسية".. فلماذا لا نبزهم في معدلات الفقر والمرض والأمية والفساد ونهب المال العام والحوادث والمخدرات.. وما يسمي برغيف الخبز، وسعر كيلو الطماطم، وكيلو اللحم فضلاً عن سعر الشقق والعقارات، والحديد الخ؟.
- "الشعب لا يمارس الرياضة" لذا طورنا رياضة الوقوف بلياقة بدنية مرتفعة في طوابير الخبز وأنابيب البوتاجاز، وصرف فتات المعاشات.
- الشعب قوي كالحديد، ولتقوية مناعته" أدخلنا المبيدات المسرطنة.
- "ألم تفرحوا بتأميم قناة السويس".. لذا قمنا بتأميم النقابات المهنية والعمالية ، وحرصنا علي تعيين العُمد والعمداء، وأممنا كل مظاهر العمل الأهلي، ومنظمات المجتمع المدني، فماذا تريدون بعد ذلك؟.
" ننمي الإبداع"، والدليل إبداع رب العائلة، براتبه المحدود، في إيجاد بدائل غير محدودة.
- "لدينا نظام ضرائب غير مسبوق عالمياً" فالضرائب فقط يدفعها الفقراء، حتى لا يزيد العبء علي الأغنياء، فكفاهم ما هم فيه من هموم إدارة ثرواتهم وشركاتهم واستثماراتهم. أما نظام التأمينات وأموالها فلا خوف عليها في يد أمينة تضارب بها في البورصات.
-"نحترم إحكام القضاء" لكن لا ننفذها، "لدينا دولة قانون"، لا تسمعوا لمغرض يدعي بترسانة وغابة من التشريعات صاغها ترزية القوانين.
"الثقافة، الثقافة".. آخر قيافة ونهتم بها قبل رغيف الخبر، ويكفي أنموذج الطرب الأصيل مثل أغاني العنب والحمار.
في الشأن الإقليمي والدولي
- "التعاون الوحدوي والتنسيق العربي يسير علي قدم وساق".. في المجال الأمني وكيفية التحكم وقمع الشعوب.
- "أنظروا إلي دورنا الإقليمي والدولي، وسياساتنا الخارجية".. أولا ليس لنا شأن باحتلال أفغانستان، أين تقع هذه الدولة علي خريطة العالم؟. ساهمنا في احتلال العراق، وحصار غزة، وانفصال جنوب السودان، ومن ثم الدور علي دارفور وشرق السودان. العداء مستمر ومتواصل مع ما يسمون بدول وأحزاب الممانعة: سوريا وإيران وحماس وحزب الله والجهاد الخ. الخلاصة كون أمريكا ومن ورائها إسرائيل القوة العظمي فنحن لا نرفض لهما طلبا، ولا نعص لهما أمراً، ولا نخيب لهما ظناً سياسياَ. لقد كان لنا دورا محوريا في ترك الصومال ليتفتت وينهار. وسياسياتنا الإفريقية أسفرت بنجاح عن تهديد حصتنا التاريخية من ماء النيل
- "إسرائيل .. الدولة الديمقراطية الوحيدة بالمنطقة".. يقصدون النظام العنصري الإستيطاني الإحلالي القائم علي الأساطير.
- "يقوم جيش الدفاع في دولة إسرائيل".. يقصدون عصابات الحرب والعدوان والسلب الني سرقت الأرض، ويحاولون السارقون أن يكرسوا ويقنعوا أنفسهم وغيرهم أنها دولتهم.
- "للغرب مصالحه المشروعة في المنطقة".. بل للغرب مطامعه غير المشروعة في المنطقة.
- "نتعاون مع أصدقائنا وحلفائنا في الدول الصديقة علي الحرب علي الإرهاب".. الصحيح "نأمر عملائنا، ونملي علي النظم العميلة للحرب علي الإسلام.
- "نطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف".. من هو هذا "المجتمع الدولي" بل هي القوي المتنفذة القاهرة المتحكمة في الأمور التي نعجز عن اتخاذ موقف حيالها.
-"نطالب مجلس الأمن الدولي".. يقصدون مجلس الحرب والرعب الدولي الذي يتمتع فيه من انتصر في الحرب العالمية الثانية بحق النقض "الفيتو".
- "يجب أن يتمتع الجميع بحقوق الإنسان".. لا، حقوق الإنسان مقصورة علي شعوب العالم الأول، المتحضر، لا علي شعوب العالم الثالث المتخلف.