نهايات الحكم الجبري
نهايات الحكم الجبري
د. خالد أحمد الشنتوت
*روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ تكون فيكم النبوة ماشاء اللـه أن تكون ، ثم يرفعها اللـه إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، تكون ماشاء اللـه أن تكون ، ثم يرفعها اللـه إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً عاضاً فتكون ماشاء اللـه أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ماشاء اللـه أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت ]. رواه البزار ، وأخـرجه الطبراني في الأوسـط ، ورواه أحمد في مسنده واللفـظ لـه ، (4/273) . والسلسة الصحيحة للألباني (1/8) رقم (5) .
ويقول الشيخ سعيد حوى - يرحمه اللـه - ( في جند اللـه ، ص 47 ) : ( فالذي يبدو أن الملك العاض قد انتهى بانتهاء السلطنة العثمانية ، ويبدأ الملك الجبري من ذلك الوقت وحتى الآن ، ولا يزال مستمراً ومظهره تلك الانقلابات الكثيرة التي توصل بها أصحابها إلى الحكم غصباً عن إرادة الشعب وبدون رأي الأمة ، بـدأها كمال ( أتاتورك ) في تركيا ، وتتابعت في كل مكان ( من العالم الإسلامي ) ، ولكن اليقظة الإسلامية الحالية تبشر بأن ذلك لن يطول إنشاء اللـه . وعلى كل حال طالت المدة أم قصرت ، لا بد من تحقق وعد رسول اللـه صلى الله عليه وسلم )
هذا النص من اطروحتي للدكتوراة ( التربية السياسية في المجتمع المسلم ) .... ويتضح اليوم كيف أن الشعب التونسي ( من أنعم الشعوب العربية وقد أثرت فيه السياحة تأثيراً سلبياً كبيراً ) كيف استطاع هذا الشعب أن يقتلع حكماً ( جبرياً ) جثم على صدره نصف قرن ... وكيف أن الشعب المصري ( ابن القاهرة والاسكندرية وليس أبناء الصعيد فقط ) هؤلاء الشباب تجرأوا على الحكم الجبري ( العسكري ) الذي يجثم على صدورهم منذ (1952) ، وسوف يتخلصون منه بإذن الله ....
ويبدو أنها سنة الله عزوجل ، التي خططت لانتهاء فترة الحكم الجبري ، الذي بدأ في تركيا على يد أتاتورك وانتهى فيها على يد العدالة والتنمية ....وهاهو الحكم الجبري ينتهي في تونس – ومصر ....وسوف يجر الحبل بإذن الله لتتخلص الشعوب العربية والشعوب المسلمة من حكم العسكر حكم البسطار وأزلامه المافيا أمثال ليلى الطرابلسي التي أخذت بيدها عند خروجها أونصات ذهبية بقيمة ( 49) مليون يورو ، وأمثال سوزان مبارك ( أم جمال ) حيث غادر مطار القاهرة قبل يومين أو ثلاثة ثلاث طائرات محملة بأولاد مبارك وبناته وثروتهم إلى لندن ، وتعرفون أكثر من هذا عن أمثالهم في بلدان عربية أخرى ؛الذين نهبوا خيرات الشعوب العربية والمسلمة ....
وسوف تنشر الديموقراطية راياتها في ربوع العالم العربي والإسلامي ، والديموقراطية ــ إذا أحسن الإسلاميون ــ الاستفادة منها هي الطريق السليم نحو الفقرة الأخيرة من الحديث الشريف (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت ) والله غالب على أمره ، ولكن أكثر الناس لايعلمون ...
*دكتوراه في التربية