التعاطف يعد أسلوبا هاماً في التعامل مع طفلك
التعاطف يعد أسلوبا هاماً في التعامل مع طفلك
خاصة عندما تتشابه مشاعر جارفة
سحر رجب *
[email protected]
فعندما يسألك طفلك عن شيء ما ولو كان سخيفا من وجهة نظرك إلا أنه يقتنع بإجابة مباشرة لسؤاله .
عندما يطوي الطفل كتبه ويرميها ويصيح قائلاً لا أستطيع تذكر كل هذا ؟
ليكن منك قليل من التعاطف ذا نفع كبير في تهدئته ، فعلى سبيل المثال يمكن القول معك حق فأنا لا ألومك .
عادة يضطرب الآباء عندما يجدون أنفسهم في موقف يتطلب تعاطفاً حقيقياً مع أطفالهم فكيف تتعاطف معه وأنت منزعج أو غاضب من شيء قاله طفلك !!
وهنا يمكن خلط بين التعاطف والتشجيع ويقولون لا تقلق فأنا أثق بك فهذه العبارة تبعث على الحيوية والنشاط ومشجعة إلى حد ما ولكنها لا تؤدي إلى الإحساس بالتعاطف والمشاركة الوجدانية
عندما تبدي مشاركة وجدانية فأنت لا تحاول حل المشكلة أو مداواة جرحه في الحال بل تحاول إدراك ما يعاني منه طفلك من آلم والتحدث معه بطريقة تساعده على إدراك أنك حقا تتفهم حقيقة آلمه .
على سبيل المثال ..
لو جاء طفلك يوما من المدرسة مكتئب ، باكي لأن صديقه فضل صديقا آخر في اللعب .
أرادت الأم أن تخرجه من حالته فقالت له : سوف تعود أختك إلى المنزل ويمكنك اللعب معها ..
هنا تكون الأم مشجعة لطفلها .
أما إذا أرادت أن تبدي مشاركة وجدانية يمكن قولها لا بد أن هذا التصرف جعلك حزين .
هنا سوف يدرك الطفل أنها تفهمت مشاعره وأنها لم تتجاهله . سيهدأ وتسكن مشاعره وتؤكد ذلك قائلة أن هذا الموقف يحدث وقد حدث لها عندما كانت بالمدرسة .
هنا يشعر الطفل أن الأم أدركت مشاعره وأنه محط اهتمام ..
المشاركة الوجدانية الحقيقية مع الطفل تعد بمثابة مرآة تعكس تماما ما تفعله وتخبرك بكل ما تشعر به .
ولكنها لا تنطوي عن حلول حيث تبدو لك الحلول بسهولة أثناء التعاطف وجدانيا فمؤكد سيصارحك أكثر بمشاعره ويكشف لك عن مخاوفه .
عندما يبدو طفلك مطربا ويرفض التحدث معك ، فإن السؤال ( لمَ لا تخبرني عن سبب ذلك ؟) هنا لا يفيد مثل هذا السؤال ولا يكون تعاطفا ولكن استبدل ( يبدو أنك قلق أو مجروح أو حزين ) وأود التحدث معك بشأنه ولكن ربما تفضل التفكير فيه وحدك لفترة .
قد ينجح هذا الأسلوب في جعل طفلك يستجيب لك ..
قد تعتقد لوهلة أنك متعاطف مع طفلك ولكن هناك بعض الدلالات تشير إلى العكس تماما مثل ..
عندما تتعجل بتقديم الإجابات أو الحلول .
عندما تجد نفسك تتجادل مع طفلك بشأن ما ينبغي أن تكون عليه مشاعره .
عندما تريد أن تنهي المحادثة معه .
جنين وجنائن
هنا علينا أن نتفهم كيف يكون التعامل والفرق بين التعاطف والمشاركة الوجدانية ..
*ماجستير صحة نفسية واستشارات