البؤساء التعساء... وتهميش الإخوان المسلمين

عامر العظم

لست من دعاة إقامة دولة دينية أو خلافة إسلامية لأنها غير عملية وغير منطقية في نظري، لكنني استغرب كيف تحارب معظم الأنظمة العربية التعيسة هذه الجماعة المنظمة والمتعلمة والمنتجة علميا واجتماعيا واقتصاديا، كيف تقبل أنظمة تعيسة ملاحقة وتهميش، وحتى تخوين، قوة هامة من شعبها بذرائع سخيفة!

 تُصدم عندما ترى أنظمة تتصرف كالعملاء وهي تحرض الغرب وشعوبها على هذه الجماعة من أبناء شعبها للحفاظ على كراسيها التعيسة. ما الفرق بين هذه الأنظمة وبين عملاء الاستعمار!

ترى أحزابا علمانية تزعم أنها من دعاة الديموقراطية لكنها تُصاب بجنون البقر عندما تفوز هذه الجماعة، أو  تتخيل أنها ستجلس مع أعضائها تحت قبة البرلمان! تحاول هذه الأحزاب الفاشلة التغطية على فشلها الفكري والسياسي والتنظيمي والجماهيري بالضرب بجماعة الإخوان المسلمين، تحت الحزام وفوقه! منذ أن كنت طالبا وأنا أسمع التحريض السخيف على أن الإخوان المسلمين هم "عملاء أمريكا" ولا أدري كيف يُهمش ويُسجن "عملاء أمريكا" من قبل أنظمة فعليا عميلة لأمريكا! 

لست أبا هريرة ولا أبا جهل، لكنني أرى أن مدمني الويسكي وعملاء الصهيونية هم دائما من يحاربون الإخوان المسلمين. يمكنك أن تشرب الويسكي،  لكن ليس على حساب الحقيقة، وتشويه وإقصاء جزء هام من شعبك! ماذا استفادت الأنظمة العربية بعد خمسين عاما من تهميش هذه الجماعة وقوتها وقدراتها!

اختلف فكريا ومنهجيا وسياسيا مع جماعة الإخوان المسلمين، لكنني لا أستطيع أن أتجاهل دورها البنائي والمطلوب في المجتمع.التنوع قوة ورحمة!

تتابع تصريحات وأفعال الإخوان المسلمين في عدة أقطار تراهم ديموقراطيين أكثر من أدعياء الديموقراطية وأصنام الأحزاب الحاكمة!

الحاكم الذي يحترم نفسه وشعبه هو من يسعى لتفجير كافة طاقات وقدرات شعبه!