رسالة إلى رئيس منظمة حقوق الإنسان
سماح سليم شمالي
سيدي الرئيس في الساعة الثانية عشر صباحاً من يوم الاثنين سمعتُ أصوات تدوي لقد انتهت طفولتك كوني كما يراد في مرحلتك الجديدة, لقد أصبحت شابة حسب القانون الدولي لحقوق الإنسان .
هنا أوقفتني نفسي وهمست لي منذ 1/11/1992 وأنت طفلة واليوم 1/11/2010 ستكونين شابة لقد تغيرتِ يا هذه!
ومن قرعة أخرى أسمع صوتك ينبهني بأني قد أدرجت تحت قائمة جديدة إنها قائمة الشباب فتردني نفسي بكل الحزن والأسى لقد أزالوكِ من قائمة الطفولة يا هذه!
دعني أتحدث لنفسي الموسوسة أولا ثم لك معالي رئيس منظمة حقوق الإنسان اسمحا لي بأن اهمس بقرب كل منكما وأقول بيني وبينكما وبعيداً عن مسامع الآخرين وبكل حزن :"كفوا عن هذه السذاجة كفاكما سخفاً" هه يقولون لقد أنهيت مرحلة الطفولة أية طفولة هذه أيها الأغبياء ؟؟ نعم أسألكما أية طفولة؟؟ ..
هنا في غزة ..ولدت على لون الدماء وهناك في العالم أو بالكوكب الآخر أول ما يرون لون النقاء يلفهم..!
هنا في غزة.. أول ما سمعت صوت انفجار وهناك أول ما سمعوا صوت السعادة اللامتناهية بقدوم طفلهم..!
هنا في غزة.. أول ما تمرنت على المشي جربت الذهاب لبلدة أجدادي بأقوى استعجال أما هناك جربوا الذهاب إلى الملاهي دادة دادة..!
عذرا سيدي لا وقت للمقارنة في كل الأحوال أحمد الله فعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ولكن ما يستوقفني هنا هو إصراري على توضيح الصورة أكثر إصراري على عدم الكذب على الآخرين نعم كف أيها الواهم عن وضع قوانين وهمية , يا لك من غريب حقاً ! تعيش في خارج غزة وتنعم برغد الطفولة وتتمتع بالشباب وتسعد وأنا أعيش طفولتي على مضض ثم تأتي وتقول هنا في غزة تنتهي مرحلة الطفولة عند سن الثامنة عشر أي طفولة يا هذا ؟؟ طفولة افتتحت واختتمت بلون الدماء.
سيدي دخلت عالم الشباب حسب ادعائك الباطل وأنا أترقب هل سوف أرى أعظم مما رأيت في مرحلتي السابقة ؟ هل سوف أعيش في جو أخطر من جو حرب الفرقان ؟ هل سوف أرى أكبر من منع عباد الله الذهاب لبيته ؟ هل سوف أرى جريمة أكبر من قتل أصدقائي الأبرياء ؟ أم هل سوف أشاهد على التلفاز فلم أبشع من فلم عائلة السموني ؟ وهل سوف أنام على صوت الموسيقى الكلاسيكي وأشعر بالنقاهة والاطمئنان أم سوف أنام على صوت ضجيج الانفجارات ويرتعب البال؟؟
لست هنا لأملي عليك ما أراه ويراه غيري ممن يسمون أطفالاً حسب قانونكم فإنك بما حدثتُ أدرى, ولكن أنا هنا لأقول لك بكامل عزتي وصمودي "إن كنت تدعي بأني قد أنهيت مرحلة الطفولة ودخلت الشباب فاسمح لي أن استوقفك وأقول لك عذرا أنت مخطئ , لأقول لك إنني اليوم أُنهي مرحلة المشاهدة وأدخل في مرحلة الانتقام واللبيب بالإشارة يفهم"!
أخيرا وليس بيني وبينك آخر أقول لك هذا القرار والقانون لا يلزم أهل غزة أو بالأحرى قانونك ليس بالمقام فلا يليق بنا لذا اذهب به إلى أخوات فلسطين وبنات عمها فسوف يسعدون به وسوف يليق بأبنائهم ولا أخفيك سراً بأنه من المفترض إنك " تنقعه وتشرب ميته "!!