الفتنة بين السنة والشيعة

م. محمد حسن فقيه

[email protected]

أولا : ظهور الفتنة

طغت على الساحة وطفت على سطحها بعد أن أبحرت يمينا وشمالا في الآونة الآخيرة ظاهرة الفتنة  بين السنة والشيعة ، بدأت بحرب باردة واتهامات متبادلة وردات فعل متشددة فاقت قوة الفعل من أنصار كلا الجهتين ، حتى تحولت إلى فتنة تنذر بشقاق كبير بين المسلمين ، تعمق الهوة وتزيد الفرقة وتمزق الصف الإسلامي وتشتت الطاقات  وتبدد الجهود وتثير الضغينة وتنشرالكراهية وتعمق الأحقاد وتقدم لأعداء الأمة خدمة مجانية مزدوجة ، مما يسهل المهمة على الأعداء لتنفيذ مخططاتهم بإضعاف  الأمة الإسلامية وتمزيقها بالإنحياز لهذا الجانب حينا ، وإلى الجانب الآخر حينا أخرى ، وإشغالها ضد بعضها البعض في معارك طاحنة تخرب البلاد وتدمر العباد ، ينفخون في نار الفتنة يؤججون لهيبها كلما خبت جذوتها ، وهم يرقبون المشهد عن كثب شامتين ساخرين .

متى نشأت الفتنة ؟ ومن أوقظها  ؟ وكيف السبيل إلى  إخمادها ؟ 

لا شك أن الخلاف بين السنة وشيعة اليوم  خلاف تاريخي قديم كان يتفجر حينا ويخبو حينا آخر ، فما سبب بروزهذه الفتنة الجديدة اليوم ؟ . 

كان التواؤم والتعايش والتعاون والتزاوج بين السنة والشيعة جنبا إلى جنب خلال القرن الماضي بل ربما من مئات الأعوام ، بعد أواخر فتنة اندلعت بين السنة والشيعة  في عهد الدولة  الصفوية التي قادت فتنة مدمرة وأشغلت حروبا ضد السنة ، لولاها لعم الإسلام أوربا برمتها  ، ودخل  نور الإسلام وفتوحاته كل بيت في أوربا ، إذ اضطر العثمانيون للإنسحاب من قلب أوربا للرد على الخنجر الصفوي الذي حاولوا أن يغرسوه في خاصرة الدولة العثمانية يوم كانت جيوشها تحاصر فيينا وتنتقل من فتح إلى فتح داخل أوربا ، ما لبثت – الدولة الصفوية –  حتى  أبيدت وانتهى أمرها  واندثرت كحال غيرها  من أمثالها ، كالدولة  البويهية والعبيدية ، أو ما خرج من تحت عباءة الشيعة من حركات باطنية كالحشاشين والقرامطة  وغيرهم .

 هذه الفتنة لم تطل برأسها اليوم  من جديد وتبرز على الساحة إلا بعد قيام الثورة الخمينية في إيران على نظام الشاه ، وبدأت تتغول هذه الثورة يوما بعد يوم مستهدفة العالم السني رغم ما لقته من تأييد وترحيب من الحركات الإسلامية السنية وعلمائها آنذاك  ، وذلك لما سنبين أدناه :

 1 -  مارست إيران الإضطهاد والتمييز ضد أبنائها السنة من عرب وأكراد وغيرهم المتواجدين فوق أرضها  بعد الثورة الخمينية مباشرة ، إذ تبنت المذهب الجعفري الإثنى عشري دينا رسميا للبلاد ، واعتبرت مذاهب أهل السنة من الأكراد والعرب وغيرهم أقليات  دينية  أقل شأنا من اليهود والنصارى  والزرداشت وغيرهم في البلاد ، ومنعتهم من بناء مسجد لهم في طهران بالمقارنة مع سماحها لبناء الكنائس ومعابد لليهود والمجوس وغيرهم .

2 – تنكر الخميني للوعود التي أعطاها للسنة الأكراد والعرب من مواطني إيران حين دعموه ضد الشاه في ثورته ، وبدلا من مكافأتهم  على مناصرته وتأييده فقد ضيق عليهم وشدد الخناق وزج بأئمتهم ورموزهم وعلمائهم في السجون كمفتي زادة وغيره .

3- توجيه إيران بزعامة الخميني إلى حزب الدعوة في العراق ودعمه للتحرك ضد نظام صدام حسين ، وبعد أن رد الخميني على رسالة التهنئة من صدام حسين مفتتحا بعبارة : " السلام على من اتبع الهدى ! " وهو الذي كان قبل ذلك بالأمس القريب يعيش لاجئا في العراق في كنف صدام حسين  وتحت مظلة حزب البعث !

 ثم قام  بعد ذلك بتشكيل حكومة منفى للعراق من رجال حزب الدعوة المعارضين الذين فروا من العراق . 

4 -  تراجع الخميني عن تصريحاته بالإشادة بالحركات الإسلامية السنية وقادتها ومؤسسيها ودعمها ضد الحكومات المستبدة والعلمانية  التي رحبت بالثورة الخمينية في البداية معتبرة إياها فاتحة التغيير في العالم الإسلامي السني ، واعتبارها بداية لثورات أخرى ستتبعها  ضد المستبدين في العالم الإسلامي السني ، وقد أبدى أكثر علماء السنة وأحزابها في البداية تأييد  ومناصرة هذه الثورة ، بل حدا ببعض المندفعين لمبايعة الخميني إعجابا وانبهارا بهذه  الثورة أملا أن تحدوا شعوبهم حدوها ضد أنظمتهم المستبدة ويلتمسون النصرة والتأييد من الثورة الخمينية  ، ولكن المفاجئ للأمر أن النظام في إيران بقيادة الخميني قام بعد ذلك  بالتحالف مع تلك الأنظمة المستبدة التي تحكم بأحزاب علمانية  وأدار لتلك الحركات والأحزاب الإسلامية السنية ظهره ، بل قام بعض أركانه من الملالي والآيات بمد جسورصلة وعلاقات وثيقة وتفاهم مخابراتي وتنسيق أمني مع تلك الأنظمة ، ونقل جميع التفاصيل والأخبار لمخابرات تلك الدول العلمانية عن هذه الحركات والمشاورات معها ، ثم انتهت أخيرا بالتآمر والكيد ضد هذه الحركات بالتنسيق والترتيب مع تلك الأنظمة العلمانية المستبدة .

5 – رفع شعار تصدير الثورة الخمينية ، ومن تراجم هذا  الشعار- تصدير الثورة -   قامت إيران بطباعة وتوزيع آلاف النسخ من الكتب المذهبية المتطرفة الصفراء ، والتئ تسيء بشكل مباشر وصريح لرموز أهل السنة وإلى صلب عقيدتهم ، بل تسيء للإسلام أساسا ككتاب فصل الخطاب في كتاب تحريف رب الأرباب للطبرسي ، وكذا أمهات كتبهم التي تسيء إلى الصحابة وأمهات المؤمنين .

6 –  اختراق العالم السني كأحد التراجم أو مقتضيات  مبدأ تصدير الثورة الخمينية المزعومة ، وبشكل أكثر صراحة إختراقه بتصدير المذهب الجعفري الإثنى عشري ، ومد الأذرعة في أرجاء العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه والبحث عن موطئ قدم  وزرع الخلايا ، والنشاط بالتبشير الشيعي وذلك بالإغراءات المادية والمعنوية ، مستغلين حاجة الناس الفقراء  من جهة ، ودغدغة مشاعر الشباب المراهقين – والكبار - من جهة أخرى .

7 – التدخل السافر في شؤون بعض البلدان العربية والإسلامية كالعراق ولبنان والكويت والبحرين ومصر والمغرب ،  وتنظيم التظاهرات التخريبية ، وتنفيذ التفجيرات في الكويت والسعودية داخل منطقة الحرم ، وآخرها صناعة الحوثيين في اليمن ودعمهم اللامحدود لإنشاء دويلة في شمال اليمن تمثل خنجرا في خاصرة السعودية من الجنوب .

8 – التبشير الشيعي في بلاد الشام ، معقل بلاد السنة وعاصمة الأمويين وتواطؤ حكومة حزب البعث العلمانية حلفاء إيران – الجمهورية الإسلامية -  لهذه المهمة ، وعمل التسهيلات اللازمة لهم وتذليل جميع العقبات ! .

9 – الحرب العراقية الإيرانية وما شابها من عمليات تخريب داخلية وخيانات على الخطوط الساخنة للجبهة ، وما أسفرت عنه من ضحايا وخسائر فادحة لكلا الطرفين ، وما رافق ذلك من مؤتمرات شعبية إسلامية نظمها العراق استقطب فيها معظم علماء ورموز السنة  في العالم الإسلامي وحشد من خلالها الدعم والتأييد لإدانة إيران ومخططها العدواني التوسعي ، وتأييد العراق والوقوف إلى جانبه في هذه الحرب الطائفية .

10- قيام إيران بمساعدة أمريكا في احتلالها العراق وأفغانستان وتقديم التسهيلات اللازمة لذلك ، آخذين بعين الإعتبار أن الذين أغروا أمريكا بغزو العراق وزينوا لها احتلاله كانوا من الشيعة الذين يوالون إيران وأغلبهم تربى في كنفها وتحت رعايتها ، ويكنون لها المحبة والتقدير ويسلمون لها بالطاعة ويدينون لها بالفضل والولاء .

11- الدور السلبي للشيعة العراقيين الذين حكموا العراق في ظل الإحتلال الأمريكي  بعد الغزو من أتباع  مدرسة الخميني وخامنئي  والسيستاني ، ومجازرهم الممنهجة ضد السنة وتنفيذ حرب إبادة عليهم  من تهجير وطرد وانتقام  واعتقال على الهوية ، وتعذيب وحشي في سجون سرية بدوافع انتقامية ولأسباب طائفية بحتة على أيدي ميليشيات شيعية صنعت في إيران وتتلقى منها التوجيهات وتستمد منها الدعم والولاء ، وبالمقابل كانت هناك ردة فعل من المقاومة السنية إذ توجه البعض منها إلى الشيعة لممارسة نفس الأسلوب من القتل والخطف والتهجير مما أوقد فتنة طائفية كان لقوات الإحتلال والموساد دورا في تفعيلها وإذكاء جذوتها ، كادت أن تنتهي بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر لولا أن تداركها بعض العاقلين من الطرفين بعد أن أيقنوا بأنها حرب خاسرة لكليهما .

12- النهج الطائفي  لحزب الله في لبنان ، ودوره السلبي  في إرهاب السنة هناك ، واقتحام بيروت في أيار 2008  مع سب وشتم  ولعن رموزالسنة من  الصحابة الكرام لاستفزاز أهل السنة ، والوعيد والتهديد باقتحام بيروت مجددا اليوم  ، ووقوفه موقف المتفرج كغيره يوم اعتدى الصهاينة على غزة ، وهو يدعي المقاومة وتحرير الجنوب ويتوعد العدو المحتل صباح مساء .

13- استفزاز وتهديد دول الجوار السنية واحتلال بعض أراضيها من قبل إيران ، وإطلاق تصريحات تشنجية بشأن البحرين وجزر الإمارات الثلاث ، والخليج العربي الذي تصر إيران على تسميته فارسيا وهددت خطوط الطيران بمقاطعة الشركات التي لا تلتزم بهذه التسمية .

14 – إطلاق القنوات الفضائية الطائفية الشيعية بالعشرات والتي تبث عقيدة الحقد والكراهية ونهج النوح واللطميات ، والدعوة لثارات الحسين المزعومة ، وذلك بنبش الماضي مع التزوير والتزييف والتحريف ، وما أعقب ذلك من ردات  فعل مضادة من بعض الفضائيات السنية  ضد الشيعة ، فندت مذهبهم وفضحت علماءهم  وكشفت أهدافهم .

15 – البرنامج النووي الإيراني الذي يرى فيه الغالبية الساحقة من  السنة أنهم المستهدفون حقبقة من هذا البرنامج ، ويرى البعض الآخر أنه سيستخدم من قبل إيران بمثابة فزاعة وعصا تهديد بيد إيران مسلطة ضد السنة لإجبارهم على تقديم التنازلات لها وإطلاق يدها لتعبث في ديارهم بلا رقيب ولا  حسيب.

16- أعداء المسلمين من أمريكا والصهيونية العالمية ممثلة بالكيان المحتل لفلسطين وأتباعه من اليمين المتطرف ودسائس الموساد والمخابرات الأمريكية التي قامت بإذكاء هذه الفتنة قديما وحديثا إبان الحرب العراقية الإيرانية ، والتي كانت أمريكا تدعم ظاهرا العراق وتمده ببعض المعلومات ، وكان الموساد ممثلا بالكبان الصهيوني يقدم الأسلحة لإيران .  

بل إن دور اليهود في هذه الفتنة ليس بالجديد بل يمتد إلى  تزوير أمهات كتب الشيعة والإضافات التي أدخلوها إليها  لتصعيد الخلاف وتعميق الهوة بين الطرفين - وهذا بحسب رأي بعض علماء الشيعة العاقلين وأغلب علماء السنة  -  والتي تنال من رموز السنة وتصف الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام بالكفر والنفاق  وتغلو في علي وأئمة آل البيت الكرام  رضوان الله  ورحمته عليهم أجمعين .

بل إن أكثر علماء السنة يرون أن اليهود ومن رائهم الفرس المجوس وراء نشوء مذهب الشيعة أصلا وفكرة التشيع ، لتفريق المسلمين تحت ذريعة حب آل بيت رسول الله ، ويرون أن ابن سبأ اليهودي المسمى بابن السوداء هو أول من بذر تلك الفتنة في التاريخ بين المسلمين ، والتي  ابتدأت بقتل الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان ذي النورين رضي الله عنه ، ويستدلون على ذلك بأن جميع الحركات الشيعية والتي انتهت كلها تقريبا عدا الشيعة الجعفرية ، كان يقف وراءها يهود ثم انحرفت بعيدا عن الإسلام وتحولت إلى حركات باطنية كالكيسانية والإسماعيلية والفاطمية والنصيرية والبابية والبهائية والمكرمية والبهرة والحشاشبن والقرامطة ..... وغيرهم .

ثانيا : السبيل للخروج من الفتنة 

1 - استشعار حجم المؤامرة التي تحاك ضد المسلمين عامة من أعدائه الحقيقيين ،  وأهدافهم الحثيثة لإضعافه وتمزيقه بإثارة النعرات الطائفية وخلق المشاكل وإيقاظ الفتن والنفخ في نارها لتأجيحها .

2 - عدم التحالف والإستقواء با لأجنبي ورفض دعمه لفريق على الأخر ، وعدم تسهيل وإعانة الأجنبي من فريق  ضد الآخر .

3 - تشكيل مجلس عقلاء موسع من الطرفين  يتمتع بصلاحيات واسعة ، يقوم بدراسة  جميع المشاكل والعقبات الأجتماعية والإنسانية والإقتصادية بين الفريقين ويقترح الحلول المناسبة لذلك .

4 -  التنسيق على أعلى المستويات الرسمية لبحث القضايا الإستراتيجية والتوجهات السياسية التي تمس الطرفين ، والأخطار الإقليمية التي تهدد أمنهما  وتضر بالمصالح المشتركة لكليهما في المنطقة .

5 -  تشكيل لجان مرجعية  دينية  من أهل الحل والعقد من كلا الطرفين ، تكون كل فئة مقبولة ومسموعة الكلمة من أتباعها وثمثل مذهبها ، تكون على مستوى عال من العلم والفهم ، وتتمتع بالحكمة والروية  وبعد الرؤية ، وتتحلى باللطف واللين والتسامح ، تقوم بالحوار والمناقشة لجميع القضايا الخلافية الجوهرية التي تمس كلا الطرفين ، وتسبب المشاكل وتثير الضغائن والأحقاد من القضايا الحساسة ،  وتستبعد كل ما يمس رموز وأسس وعقيدة الطرف الآخر ، وتركز على نقاط الإتفاق والمصالح المشتركة ، وتقوم  بتسليط الأضواء عليها وتعميقها .

6 - اثبات حسن النية وسلامة التوجه واستشعار تقوى  الله ومراقبته ، وتمهيد السبل وإزالة العقبات والأشواك من قبل كل فريق تجاه الآخر ، ومناقشة نقاط التماس المثيرة للحساسية والإستفزاز نقاشا علميا موضوعيا هادئا بلطف  وأدب ، للخروج بآراء سديدة وحكيمة بعيدة عن العواطف ، ومستقلة عن القرار والتوجه السياسي ، ومتحررة من القناعات المستقرة والمترسبة في أعماق الغقل الباطن بسبب خلفيات وموروثات لا تستند إلى أي مرتكز حقيقي أو أساس علمي .

7   - الإبتعاد عن  إثارة القضايا  الخلافية إعلاميا ، وعدم طرحها  في المجالس العامة  ووسائل الإعلام المختلفة ، وتركها لأهل الإختصاص بعيدا عن الأضواء .

8 -  السماح بحرية المذهب والإعتقاد وممارسة الشعائر من كل فريق على أرض الفريق الأخر على أن لا يمس الفريق الأخر بسوء أو يسبب حساسية ، وأن يتمتع كل فريق بكامل الحرية والحقوق الدينية والسياسية والمدنية  وحق المواطنة والمساواة على أرض الفريق الآخر من دون استفزاز أو إضرار  .

9- ضبط القنوات الفضائية من إثارة القضايا الخلافية  والإبتعاد عن التشهير والتجريح والسب والشتم واللعن ونبش الماضي والتباكي عليه والدعوة للثأر، وتحويل شحن الحقد والضغينة باتجاه العدو المشترك للمسلمين جميعا والمتربص بهم .

10 - تطمين إيران لجيرانها تجاه برنامجها النووي  بشكل حقيقي يتجلى بالصراحة والشفافية يصل إلى حد التعاون والتنسيق المشترك ، بعيدا عن المكر والتقية والمجاملات الدبلوماسية ، لأن السنة عموما ومنطقة الخليج خاصة يرون أنهم المستهدف الرئيس من هذا البرنامج .

و.....أخيرا

 فإن حسن النية وسلامة التوجه والصدق في الحوار والطرح مع النفس أولا ومع الفريق الآخر ثانيا إن لم يك موجودا والنفوس مهيئة والطريق ممهدة ، فلا يمكن أن يثمر هذا الحوار بنتيجة إيجابية .

 هذا من جهة ومن حهة أخرى إذا أردنا أن نكون صريحين أكثر فإن الخلاف التاريخي الطويل بين السنة والشيعة وما رافقه من تبعات واعتوره من فتن ومنغصات ، قد يكون من الصعب إن لم يك مستحيلا طرح جميع قضاياه على طاولة الحوار دفعة واحدة أو في جولة واحدة ، ولذا فإنه قد يكون من الحكمة ترتيب أولويات ونقاط  محددة للحوار تتقارب فيها وجهات النظر، ليتم الإنطلاق بعدها إلى مراحل أخرى أكثر صعوبة وأعمق اختلافا وأشد تشابكا وتعقيدا خطوة بخطوة ، حتى يتم تبسيط الامر وتقريب وجهات النظر وحلحلة العقد ، فينحج الحوار ويحقق أهدافه المرجوة بعون الله وتوفيقه .