الزوجة والانشغالات الدعوية

حسام العيسوي

[email protected]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  -  صلى الله عليه وسلم - .

قد يكون الأخ الداعية في طريقه إلى الله – تبارك وتعالى – فعَّالاً ومتحركاً ، له إسهاماته في كل مكان ، أينما حل نفع ، وأينما تحرك كانت له ثماره .

وهذه منَّة عظيمة من الله عزوجل ، ونعمة جليلة تستحق الشكر ، ولكنك لو فتَّشْت في حياة الأخ الشخصية ؛ لوجدت أن الزوجة خارجة عن نطاق العطاء الدعوي ، وهذه مشكلة كبيرة تحتاج إلى حل .

ما الحل لهذه المشكلة ؟

إن حل هذه المشكلة مرتبط بالداعية نفسه ، ومرتبط أيضاً بزوجنه .

دور الزوج في حل هذه المشكلة .

·                      كن مثل نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم-  .

النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت علاقته بأزواجه قائمة على الحب العميق ، والخوف الشديد على الأسرة من غضب الله – عزوجل –

قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة " [ من الآية 6 – التحريم ] .

ولذلك كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينادي على فاطمة ويقول : يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً .

كان النبي – صلى الله عليه وسلم – قدوة في بيته ، كان قدوة في عباداته ، وأخلاقه وسلوكياته .

 تقول السيدة عائشة - رضي الله عنها – كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يلاعبنا ونلاعبه ، فإذا حضرت الصلاة كان لا يعرفنا ولا نعرفه .

كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يستشير زوجاته حتى في أمور الدعوة ، فها هو النبي – صلى الله عليه وسلم – يستشير السيدة أم سلمة – رضي الله عنها – يوم الحديبية .

 والاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم – هو أول خطوة لعلاج هذه المشكلة .

·                      الدور التربوي للأخ الداعية في بيته  .

للأخ دور تربوي مهم في بيته : وهو مسئولية الارتقاء الإيماني والدعوي بالبيت ، فكثير من الإخوة يشتكي ويقول : إن الزوجة ليست على نفس الهم والحماسة في الدعوة مثلي ، أو أنها مشغولة بأمور أخرى تعوق الأخ في طريقه الدعوي .

ولكن َّ السؤال :

هل قام الداعية بدوره الدعوي والتربوي مع زوجته ؟

أين الجلسة الإيمانية والتربوية الأسبوعية ؟

أين الساعة اليومية التي يحرص فيها الأخ على الاطمئنان على زوجته وأولاده ؟

أين جدول التشغيل أو ورد المحاسبة الذي يفرغه الزوج والزوجة كل يوم ؟

أين يوم الأسرة السعيد الذي يفضي فيه كل من في البيت باقتراحاته وأهدافه أو مشكلاته لطلب الحل ؟

·                      الهم الدعوي المشترك .

هل الدعوة والهم بها لا تقع إلا على أكتاف الأخ الداعية ؟

فهو يفكر فيها بنفسه ، وينشغل بها بانفراد .

لماذا لا تشاركك زوجتك وأولادك في همك الدعوي ؟

لماذا لا يكون لكل من الزوجة والأولاد دور في هذا المهام الدعوية ؟

لماذا لا يفضي الأخ إلى زوجته بهمومه الدعوية وأخذ الرأي والمشورة ؟

هذه بعض أدوار الزوج الداعية في بيته والتي تكفل له السعادة والاستمرار والتقدم في حياته الدعوية .

دور الزوجة في حل هذه المشكلة .

إذا كان للزوج دور في حل هذه المشكلة ، فإن للزوجة دور لا يقل أهمية عن دور الزوج

·                      كوني خديجة .

خديجة – رضي الله عنها – لم تكن زوجة فقط ولكنها كانت أماً ، وأختاً ، وصديقاً هل نظرتِ إلى دورها في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم - ؟

وقفت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وقت الشدة حتى سمِّي العام الذي ماتت فيه ( عام الحزن ) ؛ لوفاتها ، وحزنه – صلى الله عليه وسلم – عليها .

كثيراً من الزوجات يكون زوجها في واد وهي في واد آخر ، قد يكون الزوج مهموماً بأمر من الأمور ، والزوجة لا تبالي بحال الزوج ، ومشكلاته التي يعاني منها .

انظري أختي الكريمة :

عندما جاء النبي-  صلى الله عليه وسلم – من غار حراء ، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم – خائفاً مرتعشاً ، لم يجد إلا خديجة – رضي الله عنها – تواسيه وتؤازره وتذهب به إلى بيت ابن عمها للاطمئنان على حاله – صلى الله عليه وسلم 

·                      كوني عائشة .

عائشة – رضي الله عنها – التي ملأت بيتها بالسعادة ، وخففت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أحزانه ، وهمومه ، وكانت نعم الزوجة .

عَرَقَ- صلى الله عليه وسلم-  مرة وهو عند عائشة رضي الله عنها،وكان – صلى الله عليه وسلم-  يَخْصِفُ نعلاً، وهي تغزل غزلاً، فجعلت تبرق أسارير وجهه، فلما رأته بُهِتَتْ وقالت‏:‏ والله لو رآك أبو كَبِير الهُذَلي لعلم أنك أحق بشعره من غيرك‏:‏

وإذا نظرت إلى أسرة وجهه      برقت كبرق العارض المتهلل

هكذا الزوجة الصالحة مع زوجها ، فإنها تخفف عنه هموم الدعوة ، وتعيد له نشاطه من جديد ، ولا تكون سبباً في كثرة المشاكل ؛ والتي تؤدي إلى فتور الزوج ، وكثرة همومه ومشاكله الحياتية ؛ والتي تؤثر على حياته الدعوية .

·  أشياء مؤثرة في حياة الزوج .

كوني حريصة على الاهتمام بكل تفاصيل حياته والاطمئنان عليها دائماً .

نظافة بيته ومأكله وأماكن راحته .

- الاهتمام بالأولاد وحسن مظهرهم وهيئتهم .

المشاركة الدعوية الفاعلة ، واستشعار المسئولية الجماعية .

وضع أهداف مشتركة ، والاهتمام بالوسائل الدعوية والتربوية .

هذه بعض الحلول لهذه المشكلة الدعوية ، والتي تؤثر على بيوتنا ، وتؤثر على دعوتنا .

ندعوا الله عزوجل أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه .