انتقادات للفتن ضد المسلمين

انتقادات للفتن ضد المسلمين

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / ‏30‏/10‏/10/ ناقش اعضاء شئون سياسة حقوق الانسان والسياسة الخارجية بالبرلمان الالماني  وعلى مدى يومين 28 و 29 تشرين اول / اكتوبر حملات السياسة والاعلام على الاسلام في المانيا وأوروبا ومسألة دمج الاجانب المسلمين بالمجتمع الالماني والاوروبي ، هذه القضايا التي تعتبر حديث الساعة في المانيا بشكل خاص .

فرئيس شئون سياسة حقوق الانسان بالبرلمان الالماني توم كونيغ اعتبر في مداخلته للندوة الحملة ضد الاسلام دعوة صريحة لحرب جديدة بين الاسلام والمسيحية تأييدا لآراء المفكر الامريكي الراحل صموئيل هونينغتون في ندوة معهد  ألفريد هيرهاوزين بفرانكفورت عام 1995  ان الحرب بين الثقافات  ستندلع لا محالة معتبرا في برلين بعيد حوادث 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001 بأن الحرب بين الثقافتين الاسلامية والغربية قد اندلعت جراء تلك الحوادث / .

وأوضح كونيغ   وهو دبلوماسي دولي كان قد شغل ملف الامم المتحدة عن افغانستان ومسئولية ملف حقوق الانسان   في حكومة المستشار السابق جيرهارد شرودر ان الاسلام دين يدعو الى السلام وليس له علاقة بالافكار التي تدعو الى العنف والحملة الشعواء ضد هذا الدين ومطالبة بعض السياسيين الالمان مثل زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي رئيس وزراء ولاية بايرن هورست سيهوفر بوقف هجرة المسلمين وخصة الاتراك  والعرب الى المانيا واوروبا عنصرية قحة ومعاداة وقحة  ضد الاسلام وتأييد ودعم للاحزاب المتطرفة المعادية لهذا الدين في المانيا واوروبا وخاصة دعم رئيس الحزب القومي الهولندي جريت فيلدريز  معلنا بأنه لا ينبغي دمج  مسئولية الاسلام بفشل سياسة دمج الاجانب بالمجتمع الالماني اذ سيؤدي الى ازدياد ظاهرة المعاداة للاجانب في هذا البلد مع المعاداة للاسلام .

رئيس قسم الاديان في مجلس شورى حقوق الانسان التابع للامم المتحدة / الالماني / هاينر بيليفلد الذي شغل بين سنوات 2001 و 2009 رئاسة معهد حقوق الانسان الالماني رأى ان الناس جميعا احرارا باعتناق الدين الذين يريدونه والاسلام لم يُكره احدا باعتناقه والمسلمون لم يكرهوا اي انسان حكموا بلاده باعتناق الاسلام فمصر وبلاد الشام وتركيا وغيرها من بلاد العالم الاسلامي مملتئة بالكنائس والكنس / جمع كنيس وهو مكان صلاة يهود / قبل ظهور الاسلام ومجيئه وانتشاره في تلك الدول واوروبا وافريقيا معربا عن قلقه لارتفاع ظاهرة العنصرية ضد العرب التي ارتفعت بشكل مخيف في المانيا واوروبا والولايات المتحدة الامريكية وغيرهم من العالم بعيد حوادث عام 2001 اضافة الى الحملة الشعواء ضد الاتراك الذين يعتبرون النواة الرئيسية لانتشار الاسلام في اوروبا مؤكدا ان الناس احرار باعتناق اي دين يريدونه واحرار باي لباس يلبسونه فالمعاداة للحجاب في دولة تعتقد بأنها تنتهج نظام العَلَمانية / بفتح العين واللام – فصل الدين عن الدولة / / بكسر العين وسكون اللام – دولة العلم / ومنعه تنتهك بذلك مبادئ العَلَمانية محذرا من حرب حقيقية شبيهة بالحروب الصليبية تقع لا محالة في اوروبا وعودة محاكم التفتيش التي كانت اسباناي تعاني منها تلك المحاكم التي قامت بقتل غير الكاثوليك وارغمتهم على ترك بلادهم وتغيير دينهم .

مسئولة ملف حرية الاديان بالاتحاد الاوربي ولدى الحكومة الالمانية روزماري فيل اعتبرت حرية العقيدة والاديان احد الاسس الرئيسية التي ينص عليها الدستور الالماني واسس الاتحاد الاوروبي الهامة تلك الاسس التي تنص على حماية الشخصية ومعتقدات الفرد وعدم ارغامه على فقدان هويته وشخصيته  وعلى اوروبا وخاصة المانيا التي تعتبر الدولة الكبرى في وسط اوروبا عدم ممارسة اي عنصرية ضد الاسلام وتمييز عنصري ضد المسلمين وعلى اوروبا مساواة الاسلام تماما بالمساواة مع المسيحية واليهودية فهو دين اضافة الى انه يملك معتقدات يملك ايضا حضارة لا احد يستطيع تجاهلها هذه الحضارة التي كانت وراء خروج اوروبا من ظلمات جهل القرون الوسطى معتبرة الحملة ضد الاسلام والمسلمين والاجانب في المانيا وبعض الدول الاوروبية والمطالبة بمنع  المرأة المسلمة من ارتداء الزي الاسلامي / الحجاب /  خرق لحقوق الانسان وكرامته .

الالماني من اصل ايراني نفيد كرماني رأى احتدام المناقشة  حول الاسلام ومنع المسلمين من المجيء الى المانيا واوروبا للحيلولة دون انتشار الاسلام بأنها اصبحت مسألة تهديد الوجود الاسلامي في اوروبا متسائلا ما اذا قام الاوروبيون بحملة إخراج المسلمين من المانيا والاتحاد الاوروبي عن مصير آلاف العائلات التي اتخذت من اوروبا موطنا لها الى أين ستذهب هذه العائلات داعيا اعضاء البرلمان الالماني والاوربي الذين شاركوا بالندوة  عدم اثارة حماس الاوربيين ضد الاسلام  فاوروبا يجب عليها المحافظة على قيمة اوجهها الثقافي اضافة الى قيمة الديموقراطية والحرية التي تتمتع بها وعدم القضاء عليها من خلال الدعوة الى العنصرية والتمييز الديني .

مسئولة  شئون سياسة حقوق الانسان والمساعدات الانسانية لدى الحزب المسيحي الديموقراطي اريكا شتاينباخ رأت ان الاسلام ملكٌ لألمانيا ويجب على الالمان التأقلم مع المسلمين الا ان على الدول الاسلامية حماية المسيحيين في بلادها اذ ان الكثير من نصارى العرب والاتراك لا يستطيعون تأدية شعائر دينهم بشكل حر وبدون وجل .

مدير مركز  بحوث الاسلام وحقوقه في اوروبا  التابع  لجامعة مدينة ايرلنجين ماتياس روهه أكد بأن المسلمين الاجانب في المانيا واوروبا يحترمون قيمة الديموقراطية الاوروبية والدستور الذي قامت عليه  المانيا ومطالبة بعض السياسيين الالمان وغيرهم المسلمين باحترام الديموقراطية يعتبر خارجا عن اشخاص لا علم لهم بالاسلام وبالمسلمين وعلى الاوروبيين أن لا يأخذوا جريرة انظمة بعض الدول الاسلامية التي لا تتمتع بالديموقراطية بتمييزهم المسلمين المنحدرين من تلك الدول  .

مدير عام المعهد العالمي لحرية الاديان ومقره  الرئيسي بروكسل وبرلين توماس شيرماخر اعتبر احتدام المناقشة حول الاسلام وبناء المساجد في اوروبا دعوة صريحة لقطع العلاقات بين اوروبا والعالم الاسلامي وخاصة الدول العربية التي لا تزال تحافظ على الاسلام وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية الا أنه عزا  عدم اندماج المسلمين  الاجانب بالمجتمع الاوروبي يعود الى أن أغلبهم منحدر من بلاد اسلامية تعتبر المسيحية الارتوكسية سائدة بها والانفتاح وحرية الرأي محدودة للغاية او معدومة مطالبا المسلمين الذين يعيشون في اوروبا  الافصاح عن رأيهم حول مفهومهم لحرية العقيدة  وموقفهم من الاديان الاخرى بشكل جلي مطالبا في الوقت نفسه مسئولي سياسة الاندماج محاورة ذوي الفقه والدراية في الاسلام والعقائد الخرى اذا ما أرادوا ان تتكلل الحوارات بين الاديان بالنجاح .

ورأى عضوا  شئون حرية الانسان والسياسة الخارجية / السياسي الديموقراطي / كريستوف شتيريسر و/ السياسية عن حزب الخضر / اينغريد هونيليغر  انه لا ينبغي الصاق تهمة التعصب بالاسلام فكل دين سماوي يوجد به معتصبون  فالتعصب كان وراء الحروب الصليبية واليهودية وراء قيام الحركة الصهيونية ولاسلام لا يعتبر شاذا عنهما داعيا الى ضرورة دراسة الاسلام دراسة واقعية علمية . بينما طالبت / السياسية الفيدرالية / مارينا شوستر تأسيس مراكز اسلامية في الجامعات الالمانية تكون محورا للحوار بمقدورها تطوير   الاسلام في اوروبا كدين عَلِماني  لا يؤمن بالسياسة.

أحد الصحافيين المسلمين رأى أن دعاية الحكومة الالمانية المسلمين بالاندماج تستخدم بدعايتها اولئك الذين ليس لهم علاقة بالدين ، اذ تعتقد ان كل من يتكلم الالمانية بشكل طلق واندمج مع المجتمع ووضع شخصيته جانبا بامكانه حث المسلمين بالاندماج مطالبا الحكومة الالمانية الاستعانة بالاجانب المسلمين وخاصة النساء منهم  الذين تعلموا اللغة الالمانية واستطاعوا تحقيق مستقبل زاهر في هذا البلد محافظين بالوقت نفسه على عقيدتهم وشخصيتهم حث المسلمين بعلم الالمانية والاندماج مع المجتمع مع ضرورة الاحتفاظ بدينهم على حد أقوالهم .

وتعتبر هذه الندوة اهم ندوة حول الاسلام وحرية العقيدة التي نوقشت بشكل علمي .