أيها الزعماء العرب

استيقظوا فالأخلاق ضاعت

محمد هيثم عياش

[email protected]

ربما سمعتم وتتابعون عن كثب الأزمة الدبلوماسية السائدة حاليا بين ليبيا وسويسرا هذه الازمة التي نجمت عن اعتقال نجل الزعيم الليبي معمر القذافي هنيبعل وزوجته في تلك الدولة لإقدامهما على ضرب موظفين لفندق فاخر يقيمون فيه هذه القضية جعلت من القذافي يثور من جديد ويعمل على اعتقال مواطنين سويسريين يساهمان بتطوير اقتصاديات بلده ويقطع النفط عن سويسرا بينما نجله وزوجته يمراسون الفساد في تلك الدولة وهنيبعل هذا له سجل واسع في الشقاء فقد اعتقلته الشرطة الفرنسية في وقت سابق من العام الماضي لانه كان يقود سيارته مخمورا وضرب صاحبته التي أصبحت زوجته وأجهضها جراء ضربه  كما منعته المانيا من دخولها جراء شقاوته. ومما يدل على جهل القذافي الذي يدعي العلم والفقه تسمية ابنه بهذا الاسم فبعل صنم وهني عبد فابنه اسمه عبد بعل ، قال الله تعالى مخبرا عن سيدنا الياس عليه السلام / اتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين اللهَ ربَّكم وربَّ آبائكم الأولين  / الا أنه لا يوجد في ليبيا من  ينكر على القذافي جهله ويدعو الى مكارم الاخلاق والحث عليها .

فالاخلاق الحميدة التي كان العرب بعد اسلامهم وحتى قبل اسلامهم يتحلون بها قد ضاعت في اكثر البلاد العربية الا من رحم ربي ، فأكثر زعماء الدول العربية كانوا أول من حارب الاسلام  قبل محاربة الغرب له الا أنهم عندما تقع قضية ضد الاسلام وخاصة اهانة البعض منهم للرسول محمد صلى الله عليه وسلم  تراهم يثورون ويدعون شعبهم للغضب على اوروبا ، فزعماء تونس وسوريا حاربوا الحجاب ، هل نستيم ما فعلته نساء رفعت اسد في دمشق وحلب وغيرها أوائل الثمانينات عندما نزلن بمظلاتهن في شوارع تلك المدن واعتدين على النساء اللواتي يرتدين الحجاب وانتهاكهن لحرماتهن ؟  قالت لي سيدة تونسية تعيش في المانيا أن حكومتها تمنع الحجاب فقلت لها أنتم ساعدتم حكومتكم بمحاربتها الحجاب لأنكم رضيتم بالواقع فأجابتني بأن الحجاب يجعل من المرأة رهينة الحياء وغير اجتماعية لان صديقتها منذ ان ارتدت الحجاب  في الكويت اصبحت غير مرحة  وكانت قبل ذلك تحب المزاح فقلت لها ان الاسلام امر المرأة والرجل بالمرح ضمن الاخلاق وعدم المرح يعود الى الجبلة التي جُبِل الشخص عليها . الا أن الذي رايته يوم الاثنين من 28 تموز/يوليو الحالي في مدينة هامبورج مع وفد صحافي للمشاركة في حفل تسليم طائرة ايرباض العملاقة لمجموعة طيران الامارات كان وراء سبب كتابة هذه المقولة ، فلم يشارك في هذا الحفل أية فتاة من دولة الامارات / والحمد لله فأهالي افمارات يحافظن على عفاف بناتهن ،  الا أن فتيات من لبنان وسوريا ومصر والمغرب شاركن في ذلك الحفل فسألت احدى اللبنايتين فعلمت بأن احداهن مسيحية والأخرى درزية والسورية علوية فتنفست الصعداء لأن مسيحيي لبنان مثل اليهود يعتبرون انفسهم بأنهم متعالين عن البشر وخاصة عن مسلمي لبنان والدروز ليس لهم دين وأخلاق ومذبذبون  وهم اقرب الى اليهود من غيرهم من الاديان وما خلا درزي بمسلم الا حدثته نفسه بقتله ، والنصيريون  وما أدراك  ما النصيريون أصحاب ابو جعفر القرمطي الذي أباح الكعبة وسرق الحجر الاسود ومحاربتهم الاسلام وتشجيعهم على التشيع في سوريا ويؤلبون الغرب على تركيا لا يجعلنا التعليق على عدم ارتداء تلك الفتاء الحجاب ، وسألت فتاة أخرى لا يكاد ثوبها يستر جسمها عن جنسيتها فأجابت بأنها مغربية فسألتها أمسلمة أنتِ فأجابت بالايجاب فقلت لها غاضبا ألا تستحين من هذا اللباس كان عليك ان تخرجي عارية فألقمتها حجرا  وكادت أن تذوب من الحياء وهربت مني ، وقال لي قائل أن رب عملهم أمرهم بذلك فقلت له حاشا لله أن يأمر حكام الامارات بالفحشاء هذا افتراء عليهم وأنتم تعملون عندهم .

ونريد ان ننصح زعماء الدول العربية من ضياع الاخلاق التي أمر الاسلام بصونها وخاصة المحافظة على عفاف المرأة فالمرأة المسلمة مستهدفة لأن حجابها يصونها ولم يعيق الحجاب المرأة من العلم والمعرفة والمرح ،  والأخلاق جنة لجميع الشعوب ،  الم تذكورا ما قاله أحمد شوقي رحمه الله :

انما الأمم الاخلاق ما بقيت فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا  

هل تذكرون ايها الزعماء فيلما سينمائيا قديما للمطربة اللبنانية  فيروز ؟ ذلك الفيلم  يروي قصة مدينة كانت تعيش آمنة مطمئنة جراء حراس كانوا يقومون على حراسة تلك المدينة ليلا ونهارا فقام رئيس تلك المدينة بعزل الحراس عن عملهم لان الأمان سائد بها   فلما عزلهم ساد المدينة العنف والخوف فرأى أنه لا بد من عودة الحراس الى عملهم من جديد فلما عادوا ساد الامن وذهب الخوف  وكذلك الأخلاق ، وصدق الله القائل / وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف  بما كانوا يصنعون / النحل 112 .