تجارة الدين والجنس والمخدرات والسحر
تجارة الدين والجنس والمخدرات والسحر...
الزوار الإيرانيون في سورية نموذجا
د. علي الفريجي
ساقتني اقدار الشتات العراقي ليكون اللقاء الذي يجمعني بعائلتي بعد عقدين من الفراق في الجمهورية السورية وتحديدا في منطقة السيدة زينب كون امي اطال الله في عمرها احدى تلك العجائز المولعات بالزيارات الدينية ، ونزولا عند رغبتها طلبت العذر من معشوقتي فينا لمدة اسبوع والتحقت بركب العائلة ولم اكن اتوقع اني بعد عملية تنقيب وبحث لم ابذل بها مجهودا كبيرا اني سأصل الى ملامح مخطط ايراني مخيف في سورية واليكم القصة ..
تحول مرقد السيدة زينب في سورية او ما يعرف بمنطقة السيدة الى مركز ديني وتجاري يتجمع فيه الشيعة من اللاجئين العراقيين والزوار الإيرانيين بالاضافة الى الالاف من الزوار من شيعة الخليج الامر الذي اصبح يشبه دويلة دينية داخل دولة بعثية !!
حيث تنتشر في المنطقة عشرات الحوزات العلمية الدينية والحسينيات والمراكز الثقافية والتعليمية الدينية الإيرانية والعراقية الى جانب عشرات المشافي والمستوصفات التي تحمل اسماء رموز دينية شيعية مثل (مشفى الإمام الخميني) و ( مستشفى الامام الصدر ) ...
المنطقة القريبة من مخيمات عرب 48 باتت مركز حراك تجاري وديني كبير فرضه رغبات ودوافع الزوار فالنصب والاحتيال باسم الدين سواء كان بدوافع العلاج او بدوافع اكمال اركان الزيارات الدينية الشيعية جعلت المنطقة باسرها تخضع لمبادئ العرض والطلب مما تسبب بانتشار تجارة المخدرات الايرانية التي هي سمة غالبة لشريحة واسعة من الزوار الايرانيون الرجال وانتشار زواج المتعة الذي تبادل فيه الرجل والمرأة الادوار حيث يؤكد الكثير من القاطنين في المنطقة انهم تعرض عليهم طلبات زواج للمتعة محددة من قبل الزوار النساء ايرانيات وغير ايرانيات
يقول ع .م وهم عراقي مقيم بالسيدة منذ 2003 ان هنالك الكثير من الزيجات الدينية تقام في المنطقة بتراضي الطرفين ولمدة محدودة حيث يعمد الكثير من شيعة الخليج الى عقد زواج مؤقت مدة زيارته والعكس يحدث مع زائرات ايرانيات وعراقيات يعرض الفكرة ذاتها على رجال سوريون وعراقيون وايرانيون وخليجيون ويؤكد ح . ن وهو فلسطيني من عرب 48 ان الزواج يحدث من خلال مكاتب بعض المرجعيات الدينية او على يد احد رجال الدين وهو معلوم المدة وتحفه في بعض الاحيان شروط صارمة خوفا من الاستهتار بامره ...
يعني تصوروا معي الموضوع .. مخدرات وجنس ومصائد مغفلين ينصبها محتالون باسم الدين ؟؟
ويقصد اكثر من 700 الف زائر سورية سنويا من ايران وحدها تحقق سورية من استقبالهم عائدات تصل إلى أكثر من 100 مليون دولار أميركي في العام الواحد، بحسب المعلومات المتداولة وهو رقم مهم بالنسبة لسورية الدولة لكن نتخوف ان يكون بداية للاضرار بدور سورية العربي المشهود له عبر عقود النضال العربي ..
من ناحية اخرى ساهم الاكتظاظ السكاني في اضعاف البنية التحتية التي وجدت لعدد اكثر بقليل من الناس مما يؤثر على مستوى النظافة حيث تقوم البلدية يوميا باخراج ما يقارب 80 طنا من القمامة وتقوم الشرطة باعتقال ما معدله 30 شخص يوميا في شجارات وصراعات واعتداءات المنطقة تحولت الى مكان غير نظيف ولا يليق باقدم عواصم الدنيا وانتشرت الرشوة بشكل كبير فالكل يرشي الكل وهي ظاهرة يمكن للمسؤول السوري ان يلمسها بنفسه في حال نزل الى ميدان المشكلة ، وانتشرت عشرات العيادات العطرية التي تقدم نفسها كمراكز للاعشاب ولكنها بالحقيقة مكان لممارسة الشعوذة والسحر ..
لا يمكن لاي كان ان يزايد على اصالة وعراقة الشعب السوري ومواقفه وتضحياته ولكن الحقيقة مؤلمة وقد لا ترضي الكثيرون ...
على الصعيد المذهبي لم يكن يوجد في سوريا حتى العام 1995 سوى حوزتين للشيعة، وقد أرتفع هذا العدد الى اثنتي عشرة حوزة شيعية، في سوريا هي: (الحوزة الحيدرية، حوزة الإمام جواد التبريزي، حوزة الإمام الصادق، حوزة الرسول الأعظم، حوزة الإمام المجتبى، حوزة الإمام الحسين، حوزة الإمام زين العابدين، حوزة قمر بني هاشم، حوزة إمام الزمان التعليمية، حوزة الشهيدين الصديقين، حوزة الإمام المهدي العلمية للدراسات الإسلامية، حوزة فقه الأئمة الأطهار، التي أنشئت عام2006 ) وكل الحوزات تقوم بأعمال التدريس من غير اشراف سوري على المناهج او حتى اسلوب التدريس وفي عام 2003حصلت أول جامعة إسلامية شيعية متخصصة بالعلوم الدينية على ترخيص أمني للعمل داخل سورية، وتبع ذلك تأسيس «مديرية الحوزات العلمية» بدمشق التي باشرت عملها في عام 2005، خارج نطاق الإدارة المختصة لمراقبة التعليم الديني في سوريا، وهي إدارة التعليم الديني في وزارة الأوقاف السورية، وذلك بعد حصولها على موافقة جهاز الأمن السياسي التابع لوزارة الداخلية السورية
هنا لابد من سؤال يطرح نفسه بقوة لماذا هذا التواجد الايراني الضخم والمبرمج ؟
فان كان الموضوع دينيا مذهبيا فالكل يعلم ان الشيعة الإمامية أقلية ضئيلة في سورية ورغم انه ليس من السهل الاستناد إلى إحصائيات دقيقة عن أعداد المجموعات الدينية في سورية، بسبب حساسية السلطة تجاه مثل هذه البيانات، إلا أن تقرير "الحرية الدينية في العالم" لعام 2006، الذي يصدر عن وزارة الخارجية الأمريكية، يذكر أن العلويين والإسماعيليين والشيعة يشكلون ما نسبته 13 في المائة من عدد سكان سورية، أي قرابة 2.2 مليون من إجمالي عدد السكان، الذي يبلغ 18 مليون نسمة ..
أما التقرير الصادر عن مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية بالقاهرة عام 2005، بعنوان "الملل والنحل والأعراق"، فيشير إلى أن الشيعة يمثلون (1) في المائة من عدد السكان، في حين يشكل العلويون من 8 إلى 9 في المائة. بينما تشير المصادر الشيعية على شبكة الإنترنت إلى أن شيعة سورية يمثلون نحو 2 في المائة من إجمالي السكان.
وان كان سياسيا فالكرة في ملعب ساسة العرب لانهم المعنيون بالامر
الدكتور علي الفريجي
كل حياتي عشتها في قارورة حلم ، هذه عبارة كل عربي قبل إغفاءته الأخيرة