التسلح والجوع
د. صالح بكر الطيار
رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي
كشف تقرير أصدره معهد ستوكهولم لأبحاث السلام أن حجم الإنفاق العسكري العالمي واصل ارتفاعه على الرغم من الأزمة المالية العالمية ، وإن معدل الإنفاق العسكرى زاد العام الماضي بنسبة 6 في المائة تقريبا ليصل مجموعه إلى أكثر من 1500 مليار دولار.وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر إنفاقا في المجال العسكري تليها الصين ثم فرنسا.وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة أنفقت 661 مليار دولار في عام 2009 لتشكل وحدها 43 بالمائة من معدل انفاق دول العالم في المجال العسكري.وجاءت بعدها الصين كثاني دولة من حيث الإنفاق العسكري بمبلغ 100 مليار دولار ومن ثم فرنسا في المركز الثالث بعد أن أنفقت 63.9 مليار دولار.وتأتي هذه الأرقام المذهلة في وقت تتوقع تقارير مختصة صادرة عن منظمات دولية عام 2009 ان يصل عدد الجياع في العالم عام 2015 الى نحو 850 مليون نسمة منهم 820 مليون نسمة يعيشون في الدول النامية.والعالم العربي ينال نصيبه الكبير من هذه الإحصاءات حيث هناك 13 في المائة من سكان العالم العربي يعانون من سوء التغذية أي ما يعادل 39 مليون نسمة.وتوضح التقارير ان العالم بأسره يحتاج الى نحو 50 مليار دولار حتى العام 2015 من اجل القضاء على الجوع الذي يفتك بنحو 20 مليون شخص سنوياً.والمؤسف ان العالم الصناعي لا يكتفي بصرف الأموال الطائلة على التسلح ، ويبخل على صرف جزء يسير للقضاء على الجوع ، بل تعمد بعض الدول الصناعية الى اتـلاف جزء كبير من محاصيلها خوفاً من تدنى اسعار السلع الغذائية التي تنتجها.والمصيبة اكبر إذا علمنا ان العالم يبذر 400 مليار دولار على المخدرات ونحو 100 مليار دولار على الخمور سنوياً، ومع ذلك نسمع يومياً سمفونية العالم «المتحضر» الذي يتغنى بالديمقراطية وحقوق الأنسان فيما دوائره تجهد يومياً في اطار وضع المخططات التي تفتعل الحروب والأزمات الى حد بتنا نترحم على احد العلماء ، رغم لا أنسانية نظريته ، ويدعى مالتوس والذي طالب يوماً بأن نتوقف عن مساعدة الفقراء كحل للقضاء على المجاعة ، ولكي لا يبقى برأيه الفقير عالة على الغني.