أسس (مقترحة) لتأسيس حوار ناجح
عبد الله زنجير *
(عضو رابطة أدباء الشام)
هذا عصر الحوار ، و بين حين وآخر يحسن التذكير ببدهيات تساعد على الوصول لنتائج مشتركة ، في عالم متباين المشارب والمسالك . و فيما يلي بعض الأسس الضرورية لمائدة مستديرة ، تتوخى قيم الخير والحق والجمال ، بعيدا عن الاعتزال والأحكام المسبقة
أولا / الحوار البناء لا يتجلى إلا في معالي الأمور ، ولا جدوى من البحث في السفساف أو اللمم ، فلكل فرد بصمته و تفاصيله
ثانيا / يفتقد الحوار مضمونه عندما يتحول للمراء والرغبة في الجدل للجدل ، وكذلك عندما ترتفع حرارته فيبتعد من مناقشة الفكرة إلى تسفيه قائلها
ثالثا / الحرية أساسية في أي حوار ، والأحرار هم الذين يمتلكون شجاعة التغيير والجرأة فيه . والرشد الحضاري لا يستشف دون حرية الحوار و حوار الحرية
رابعا / أن يكون الحوار بلغة العصر وبأدوات دارجة ومفهومة للأكثرية ، بعيدا عن الشواهد المتقاعدة والمفردات غير المستعملة
خامسا / التجرد أساسي في أي حوار ، وهناك حد فاصل مابين المناظرة وإفحامها ، والحوار الهادئ القائم على الحجة والبينة ومن ثم الإقتناع
سادسا / التواضع من متطلبات الموضوعية ، والحلم من متطلبات العلم وهو سيد الأخلاق . أما التكبر والغضب فمكانهما على حلبة المصارعة وفي ساحة المعركة
سابعا / مهما اشتد الخلاف وتباينت الآراء ، فإن ذلك لا يفسد للود قضية مادمنا نعيش في عالم واحد وتجمعنا القرية الأرضية الواحدة
ثامنا / تتعدد وجوه الحق كما في رواية : لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة . لكنها تتحد إذا كان الحق يقابل باطلا . والقول الأثير : رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ، هو منهج ممتاز في أدب الحوار
تاسعا / كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر - عليه صلوات الله - وفي المصالح المرسلة يجتهد الناس ويتفقون ويختلفون ، والرأي الخاص أو العام لا يثبت على حال واحدة و( العصمة ) ليست لغير الأنبياء
عاشرا / إن كنت ناقلا فالصحة أو مدعيا فالدليل ، والنقل والعقل لا يختلفان .. والتثبت والتوثيق من فضائل الحوار الجاد
لقد طرحت مؤخرا مصطلحات جديدة مثل : فقه الواقع و فقه الموازنات و فقه التدرج ، وطرح أستاذنا الأميري مصطلح ( الفقه الحضاري ) و ربما بات من المناسب أن يطرح شعار : فقه الحوار
والله تعالى أعلم
* كاتب سوري