رأيٌ في برنامج الاتجاه المعاكس
م. هشام نجار
أعزائي القراء
لابد لي في مطلع مقالتي هذه ان أثني على قناة الجزيره المتميزه بأخبارها وتحليلاتها المختلفه إضافة إلى برامجها الجاده والممتعه وفوق ذلك إكتسائها برداء وطني صادق تنقل الينا كل همومنا وآلامنا ... طموحاتنا وأمالنا بمهنية رائعه.الا ان الكمال ليست أداة من أدوات البشر ومن هنا كان اصل علم النقد ..وهكذا وُلِد الرأي والرأي الآخر... وظهر الإتجاه والإتجاه المعاكس. وهذا البرنامج الأخير والذي يديره بكفاءه الدكتور فيصل القاسم هو موضوع مقالتي. الا اني لا أستثني ملاحظات نقديه ليست على إسلوبه فالرجل يتمتع بكفاءة نادره , بل على إسلوب إنتقائه لبعض مواضيعه وفوق ذلك إنتقائه لبعض شخصيات الإتجاه المعاكس
اعزائي القراء
يعتمد برنامج الدكتور فيصل على مبدأ الإثاره والذي ابدع به الأمريكيون في برامجهم التلفزيونيه ذات الحساسيه المفرطه فأجاد الدكتور فيصل هذا الإسلوب والمتميز بتسخين النقاش بغية الحصول على اكبر قدر من المعلومات . واعتبر شخصيآ ان فكرة عرض الأفكار المتناقضه امام جمهور المشاهدين هي فكره ديموقراطيه رائعه وتحتاجها امتنا وعلينا ان ندعمها
إن اكثر المواضيع جذبآ للمشاهد عبر هذا البرنامج هي المواضيع السياسيه والتي تمس حريتنا وديموقراطيتنا المغيبه ويدخل تحت هذا العنوان مداخلات الدول الإستعماريه القديمه والحديثه وكذلك تصرفات معظم حكام العرب ضد قضايانا الوطنيه بما في ذلك ديكتاتوريتهم الخلاقه وفسادهم المتميز, وكذلك بعض المواضيع التي تمس العقيده
إخوتي وأخواتي
اصول الديموقراطيه تفرض علينا إحترام محاورنا وافكاره. والمحاوران يجب ان يمثلا تيارين في مجتمعنا العربي. حجم هذه التيارات شرط ضروري للديموقراطيه .ويجمع بعض المنظرين السياسيين على ان نسبة عشره بالمائه وما فوق من مكونات شعب ما تؤمن بأفكار معينه يمكن إعتبارها تيارآ او محاورآ إختلفنا مع هذا الرأي او إتفقنا, وبناءاً على ذلك فليس هناك أدنى ضير من ان تنقل إلينا الجزيره عبر برنامج الإتجاه المعاكس هكذا حوار حتى ولو كان المحاور يملك تفويضآ بقيمة ١٠% والمحاور المقابل يملك تفويضآ شعبيآ يقترب من هامش ٨٥% ... لا بأس فمشاهده الحوار فيه متعه لاتقل متعتها عن متابعة فريق البرازيل لكرة القدم ينازل فريق حارتنا وخاصة إذا كنتُ فيه حارسآ للمرمى
ولكن ان يأتينا الدكتور فيصل بمحاور لايملك من محاذيب سوى نفسه, وإذا كنا كرماء معه اضفنا له نصف في المائه من مناصرين ثم سمينا ذلك تياراً! وفوق ذلك معاكساً فهنا تكمن خطيئة البرنامج.
الأمثله كثيره لا أريد ان اعددها ولكن يخطر لي مثال قريب وآخر بعيد متداخلان في قصة واحده
أعزائي القراء
منذ حلقه او حلقتين إستضاف الدكتور فيصل رجلآ من أمريكا إسمه مجدي خليل يرأس تجمعآ قبطيآ في واشنطن يستعان به في بعض المقالات في الصحف الأمريكيه على ندرتها للكتابه ضد العرب والمسلمين. والتداخل الذي أشرت إليه هو توجيهه دعوة منذ سنوات لصديقته وفاء سلطان لحضور مؤتمر قبطي في امريكا هاجمت فيه الإسلام كعادتها ,وهذه المرأه ايضآ خصها الدكتور فيصل القاسم في مقابله على الجزيره وفي برنامج يصب في منحى هذه المقاله كونها لاتملك رأياً يساندها سوى نفسها. ليس لأن الملحدين غير موجودين في اوطاننا بل هم موجودن على قلتهم ,الا ان الحقد السفيه الممزوج بتطاير لعابها الى شاشاتنا التلفزيونيه لم يصل إليه عتاة الملحدين المتفلتين من القيم الروحيه, ورغم إنكارها للدين الا انها امتدحت يهودية اليوم المزوره والمنفلته من كل قيمها الإنسانيه وأثنت على القله القليله من الأقباط المتجمعين حولها وشجعتهم على الإنفصال عن مصر. وتأييدآ لصحة كلامي عن هذه المرأه فقد إنقرضت لأنها لاتشكل سوى نفسها مع صديقها مجدي خليل .واعتقد انها مشغوله اليوم في مراقبة حركة الأسهم الأمريكيه بعد ان وُضعَ في حسابها من المال مايكفي لمتابعة لعبتها الماليه
نعود إلى قصة مجدي خليل ...هذا الرجل مغرم ببوش فأورد مقالا اثنى عليه في الوقت الذي كانت فيه الأمه الأمريكيه تلعنه, ناهيك عن العالم بأثره واعتبر ان بوش كان يعطينا دروسآ في العقيده نحن لانفقهها
كتب الرجل
في هذه الظروف جاء جورج بوش ليؤكد لهم (اي نحن المسلمين ) أن التحديث ليس هو التغريب (ياسلام..) وأن الإسلام لا يتعارض مع التقدم(وكيف إكتشفتَ المُكتَشَف! ...احسنت)،وأن الإيمان بالتقدم لا يعني التخلي عن الدين والعقائد والخصوصيات الثقافية (شاطر!) . ولم يصدقوه لأن عقولهم أصبحت مغلقة تماما والحصار محكم حولهم، لم يصدقوه ( هنا تحتاج الى خرزه زرقاء لكي لا يُصاب بالعين) لأن لديهم إحساسا بالعجز والإذلال والفشل
اما ما قاله الرجل في الحلقه الأخيره عن إستهجانه لقوافل الحريه التي إنطلقت لإغاثة أهل غزه المحاصرين فلم يقله نتنياهو بالفلسطينيين. محاولآ إفهامنا بأن من كان على ظهر السفينه التركيه هم حفنة من الإرهابيين. ... وأن غاية الحصار ليست إستهداف اهل غزه واطفال وشيوخ ونساء غزه وإنما المستهدف من الحصار هم جماعة حماس ..اما ماقاله في أوردوغان فحتى الآن لم يستطع احد في إسرائيل ان يتجرأ عليه رغم فجارة حكامها
عزيزي الدكتور فيصل... هؤلاء لا يمثلوا تياراً ولا إتجاهاً معاكسا فليس لهم من الإتجاه نصيب ولا من المعاكسة عزم.عزيزي...احضر من شئت الى برنامجك شرط ان يكون تيارآ ولو كان ضئيلاً وابعد المرتزقه عنه فهؤلاء المستوردون لن يدعموا ديموقراطيه ولن يؤسسوا لوطن معافى
مع تحياتي