قضاء أطفال غزة يحاكم باراك مجرم حرب

رضوان سلمان حمدان

رضوان سلمان حمدان

[email protected]

نظم "البرلمان الفلسطيني الصغير" محاكمة صوَرية لوزير الإجرام الصهيوني إيهود باراك شكّل هيئتها القضائية أطفال فلسطينيون بمخيم رفح جنوب غزة الأربعاء 12-3-2008. وصدر الحكم بإدانة المتهم بأنه مجرم حرب تسبب بقتل أطفال وذويهم بغزة والضفة وتدمير مئات المنازل وتشريد سكانها.

هذا المشهد والخبر أثار في نفسي الشجن.. فأي دروس نتلقاها - بل الأمة - على أيدي أطفال غزة وفلسطين.

رئيسة الوزراء الصهيونية السابقة جولدا مائير، وهي من خالت ذاتها تستشرف مستقبل الفلسطينيين عندما قالت "كبارهم سيموتون وصغارهم سينسُون".

وها هم أطفال غزة كبارهم يًستشهدون ويفوزون بإحدى الحسنيين، وهم يسيرون على درب الكبار وقد أشربوا الصبر والجهاد والصمود ويواصلون المسيرة وهم يعلمون أن الطريق طويلة والتضحيات جسام، ولكنهم تعلموا من مدرسة الشهادة أنها إحدى الحسنيين إما النصر والتحرير والكرامة وإما الشهادة بعز وشرف وشموخ وجنة عرضها السموات والأرض.

لم ينس أبناء فلسطين قضيتهم ولن ينسوها، إن كبار اليوم هم الأطفال في وقت السفّاحة المجرمة "مائير"، وكثير منهم بل الأكثر كانوا نطفاً في ظهور آبائهم، اليهود الصهاينة مثل أذنابهم "الدنمارك" لا يفهمون الإسلام ولا يعرفون نبي الرحمة والجهاد - وهذا هو مقتلهم - لا يعرفون أن الإسلام محفوظ بحفظ الله تعالى ، وأن المسلمين أفرادا ودعاةً وعلماء ومجاهدين هم خريجو مدرسة الإسلام الخالد.

يقول خريج مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" هذه هي أجيال الإسلام وأجيال فلسطين، وها هم أطفال غزة يستوعبون الدروس جيدا ويتفوقون فيها ويبزون أجيالا بكاملها تربَّوا على الخنوع والذل والفسوق والعصيان.

لقد عرف أبناء فلسطين أن المدرسة الوحيدة التي ستوصلهم إلى النصر والتحرير والخلود هي مدرسة الإسلام، بعد أن جًرِّبت كل المدارس والسبل المختلفة والتي ما زادت الأمة إلا ضياعاً وضلالا وتراجعا وسقوطا واستسلاما... { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }

هل تعرفون من قتل فرعون الأمة أبا جهل؟ إنهما غلامان من مدرسة الإسلام.. حينما كان عبد الرحمن بن عوف يقاتل المشركين في بدر فإذا بغلامين ليس منهما واحد إلا وقد ربطت حمائل سيفه في عنقه لصغره، فالتفت إليه أحدهما فقال:

 - يا عم, أيّهم أبو جهل؟

-  وما تصنع به يا بن أخي؟

  -  بلغني أنه يسب رسول الله صلي الله عليه وسلم, والله فحلفت لئن رأيته لأقتلنَّه أو لأموتنَّ دونه. - درس لمن كان له قلب-

فأشار عبد الرحمن بن عوف إلى مكان أبي جهل وقال:

-  من أنتما؟

 - ابنا عفراء

فخرج يعدو إليه كأنه سبُع ولحقه أخوه

وغدوا يضطربان بالسيوف فإذا بأبي جهل يسقط ويخبُط في دمه.

ها هم صغارنا وأطفالنا أمس واليوم وغدا بعون الله تعالى ولو كرهت مائير وتلامذتها "جنرالات الإرهاب"