الوعد الحق والوعد المفترى

والله ناصر من ينصره (3)

أذاعت الهيئة الشرعية في اللقاء الاسلامي الوحدوي البيان التالي:

بعد أن استقرت السلطة في أيدي حكومة المستوطنين برئاسة نتنياهو في فلسطين المحتلة، بدأنا نسمع على ألسنتهم بقرب خروج المسيح الحقيقي (الدجال) ليقيم مملكة اليهود وتسلطها على باقي الامم، طبقاً كما صوره تلمودهم بالحرف: يجب على كل يهودي أن يسعى لأن تظل السلطة على الارض لليهود دون سواهم وقبل أن يحكم اليهود نهائيا باقي الامم ويجب أن تقوم الارض على قدم وساق ويهلك ثلث العالم وسيأتي المسيح الحقيقي ويحقق النصر القريب وحينئذ تصبح الامة اليهودية على رأس باقي الامم عند مجيء المسيح!!

وجاء في سفر التكوين 15/8ـ 21 ما نصه "في ذلك اليوم قطع الرب مع إبراهيم (عليه السلام) ميثاقاً قائلاً: لنسلك أعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير (الفرات). ومن هذا المنطق أعلن الزعماء الصهاينة "أن فلسطين أعطيت لنا من الرب" ولهذا يسمونها أرض الميعاد، أي الارض التي وعدهم بها بوصفهم أبناء إبراهيم وتجاهلوا أن إسماعيل " أبا العرب أيضاً من أبناء إبراهيم"

إن اعتقادنا ان الصراع مع آل صهيون سيطول، رغم دعاوي الداعين الى السلام، فان السلام الذي تقبله اسرائيل سلام يقوم على اشلاء أهل فلسطين (سلام القبور) هو السلام الذي نهى الله عن قبوله او الدعوة اليه لانه سلام الواهنين والمتخاذلين "فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّـهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ " ، إن اسرائيل لن تكف عن أحلامها التوسعية وإذا أرغمتها أوضاع السياسة أن تقبل قدرا من السلام الهزيل، الذي يعطيها أكثر مما يأخذ منها، فإنما هو هدنة على دخن، وانحناء للعاصفة حتى تمر، ثم تحارب من جديد لاقامة (اسرائيل الكبرى). إن إسرائيل لا تذعن لقوة المنطق، بل لمنطق القوة، وهكذا كان تعاملها حتى مع الله! فقد تمردوا على تعاليمه، حتى رفع الطور فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم. ولولا هذا التهديد ما رضخوا.

صحيح أن كفة اسرائيل اليوم راجحة، ولديها ترسانة أسلحة هائلة، وبيدها "حبل من الناس"   تتمسك به، ولكن الزمن ليس في صالحها، إنها تحاول أن توقف سير التاريخ، وأن تقاوم طلوع النهار، وأن تحارب الحق بالقوة، ونسيت أن من صارع التاريخ صرعه، ومن غالب الدهر غلبه، وأن الحق فوق القوة، والله فوق الناس.

ولقد جربت هذه المنطقة غزوات التتار الذين زحفوا عليها من الشرق، والصليبيين الذين أغاروا عليها من الغرب، وأقاموا فيها دهرا، ظنوا فيه ان الاسلام قد طويت أعلامه، وان الزمان قد استدار لصالحهم، وأنهم مانعتهم حصونهم من الله، وأن المقاومة قد ماتت وأهيل عليها التراب.

ولكن سرعان ما استعاد الاسلام قوته، واسترد الايمان جذوته، واستيقظ العملاق من جديد، فإذا الشتات يتجمع، والهامد يتحرك، والمارد يستيقظ، والريح يتغير اتجاهها، فيسجل التاريخ انتصارات حطين وفتح القدس ومعركة المنصورة، وعين جالوت، وفي زماننا انتصار المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان عام 2006 وفي صمود قطاع غزة عام 2008.

الهيئة الشرعية

في اللقاء الاسلامي الوحدوي

بيروت في 04/06/2010

 ـ نتناول في الحلقة القادمة من سلسلة "الوعد الحق والوعد المفترى" واقع العقل اليهودي الانتحاري على مر العصور منذ عهد النبي موسى (عليه السلام) الى الهجوم على قافلة اسطول الحرية في البحر المتوسط  في أول حزيران 2010