التعصب الوقح
.. وإلغاء الإسلام!
أ.د. حلمي محمد القاعود
[email protected]
( فبراير
2008م
) ، حضره المتعصّبون
القادمون من أمريكا وأوربا ، وشاركهم بعض اليساريين والعلمانيين ، وعبّروا من خلاله
عن رغبتهم الطائفية في إلغاء الإسلام ، وتحويل الأغلبية الإسلامية إلى مجرد تابع
للأقلية الطائفية ، انطلاقاً من كون الأغلبية
– في مفهومهم
- من الغزاة البدو الذين جاءوا من الجزيرة
العربية ، واحتلوا مصر بقوة السلاح ، وحوّلوا الناس قسراً إلى دينهم
" الإسلام
" .. وأخذ الطائفيون المتعصّبون في وقاحة غير مسبوقة ، يُملون شروطهم لتكون
مصر بلداً مطيعاً ، يُطبق حقوق الإنسان ، ويعيش بالمواطنة ، ولا يُميز بين مسلم
وطائفي
.
" أقباط المهجر
" ، واحتكار صفة
" الأقباط
" تعنى أن المسلمين ليسوا مصريين ولا يمتون إلى مصر بصلة ، لأن كلمة الأقباط
تعنى السكان الذين يعيشون في مصر
( " مصر" اسم يُنسب إلى أول من
سكن أرض مصر:
وهو
"مصرييم"
- اسم
"عربي"
مشتق لا ينصرف
– بن سام بن نوح
.... بن آدم ، لذلك سميت مصر بـ
"أم الدنيا"
، وهى أول دولة
"عربية"
الأصل في التاريخ وسكان مصر هم الأقباط نسبة إلى قبطيم وهو أبن مصريم وأول
من وُلِدَ على أرض مصر وعليه سمى جميع أهل مصر
"أقباطاً"
ومنها جاءت كلمة
"إ.قبط" أو
"إ.جبط" أو
""EGYPT
، فقبطي لا تعنى نصراني وإنما تعنى من يسكن مصر
) .
" إدريس
" عليه السلام ، حتى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام
. مروراً بموسى وهارون وشعيب
ويوسف عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، فقد كان هناك مصريون موحّدون ويهود
ونصارى ، وإذا كان النصارى يحتكرون الجنسية القبطية فمن باب أولى أن يدّعى اليهود
أنهم أصحاب مصر الأصليون ، حيث نشأ وتربى وبُعث موسى وهارون ، وحكمها يوسف الصديق
عليه السلام ، ونظم مواردها وماليتها ، على النحو الذي جاء في السورة الكريمة التي
تحمل اسمه
.
: لا يجوز أن يكون في الدستور المصري ما
يشير إلى مرجعية دينية ، لأن ذلك تمييز ، وإخلال بمبدأ المواطنة
! وهو بالطبع يقصد أن تكون
المادة الثانية في الدستور غير قائمة ، فلا تتحدث عن الدين الرسمي للدولة التي
يُمثّل المسلمون أكثر من
96% من سكانها ، ولا تكون الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ، وهذا
لعمري سوء أدب ووقاحة من متعصّب جاء بشعور الاستقواء بأعداء المسلمين والإنسانية في
الولايات المتحدة وغيرها
. ومن أعجب العجب أن تسعى أقلية الأقلية لفرض إرادتها على الأغلبية الساحقة
اعتمادا على أن هناك من يُظاهرها ويساعدها ويُموّلها ، ويستطيع التأثير على السلطة
الضعيفة لتحقيق إملاءاته المتعجرفة
..
. وقد رأينا ما جرى لأسقف كانتربرى
– وما زال
– لمجرد أنه تلفظ باسم الشريعة الإسلامية لحل بعض مشكلات الأقلية الإسلامية
في بريطانيا ، مع أن الأسقف لم يفعل ذلك حُبّاً في سواد عيون المسلمين ، ولكنه فعله
من أجل بريطانيا البروتستانتينية التي تسعى للهيمنة على غير المسلمين في داخلها
وخارجها بوسيلة ، وأخرى
.
. ويبدو أن أمثال هذا المتعصّب الوقح يُريد
من شعبنا المسلم
– وأقول المسلم لأن الإسلام عقيدة الأغلبية وثقافة الأقلية
– أن يحذف القرآن الكريم ، ويُلغى الإسلام تماماً ، كي تتحقق
" المواطنة
" التي يلوكونها في أجهزة الدعاية والصحف
. المواطنة هذه صارت مصطلحاً مراوغاً ، يحمل معنى بسيطا قريبا وهو أن يعيش
الناس في أمان ، ويمارسوا عباداتهم وشعائرهم دون أن يمنعهم أحد ، ويحمل أيضاً معنى
آخر يقصده المتعصبون المتوقحون الموالون للغرب الصليبي المتوحش وهو إلغاء الإسلام
تماماً
..
.. ومن ثم كان الدين عند الله هو الإسلام أي
التسليم بألوهية الخالق جل وعلا ووحدانيته
..
" البلاك ووترز
" المتعصّبين المتوقحين لمحاربة الإسلام
والمسلمين
!
– بأي معيار
– أن يحكموا على الإسلام أن يزول ويختفي
،ولا المسلمين في مصر أن يُغيّروا طبيعتهم أو عقيدتهم إرضاءً للعملاء والبلاك ووترز
، وأظن أن المصريين مسلمين وغير مسلمين ، سيدافعون عن الإسلام بكل ما يملكون من قوة
، ومهما كانت التضحيات ، إذا ما أراد أحد أن يمسّ الدين أو العقيدة
!
" إسلام
" ولكن هذه السلطة سمحت للمتعصّبين من متعصبي المهجر الذين ترعاهم الصليبية
الاستعمارية الوحشية العالمية في الغرب ، أن يعقدوا مؤتمرهم العنصري العدواني ، في
قلب المحروسة عقل الإسلام ، وطليعته التاريخية ، دون أن تفرض عليهم شروطاً أو
تلاحقهم بتحريات ، وسمحت لهم أن يُمارسوا غطرستهم وعجرفتهم ، وهم يعلنون ضرورة
إلغاء الإسلام وتعيين ثلث الوزراء من غير المسلمين
!