دمشق تعيش فريسة لوباء الوافدين
دمشق تعيش فريسة لوباء الوافدين
وصمت مريب لأهل الأمر فيها!!
محمد فاروق الإمام
نشر موقع (أمهات بلا حدود) يومم الاثنين 24 أيار الحالي دراسة تحت عنوان (حملة للنظافة الاجتماعية - الفاشيَة الوبائية... قضية أمنٍ وجودي).. ومما جاء في الدراسة:
(يشير المتابعون لأبعاد الظاهرة المريبة والخطيرة إلى أن الساحة الاجتماعية السورية
أصبحت ملتقى لبنات الخطيئة من سوريات وروسيات ومغربيات وعراقيات..
وأن الخطيئة تمارس بشكل فاضح في جميع المدن الكبرى وفي دمشق والمدن السياحية وعلى
الساحل السوري بشكل خاص. وأن فنادق ساحة المرجة في دمشق أصبحت مباءة. وأن مناطق مثل
دمر والبرزة والمزة ومناطق أخرى كثيرة غصت بالإثم الظاهر والخفي
وأن آلاف الشقق السياحية في دمشق وحدها برسم الخدمة المريبة. وأن سائقي تكسي المطار
يستقبلون السياح العرب وغير العرب بألبومات الصور (للسلع الآدمية) للاختيار قبل أن
تحط أقدامهم أرض العاصمة دمشق..
وتضيف التقارير أن في دمشق وحدها مائتي ملهى ليلي، وفي كل ملهى عشرون راقصة أكثرهن وافدات....
وأن نقابة الفنانين في سورية تمنح ترخيص (المهنة) بشروط ميسرة جدا تحت عناوين الرقص الشرقي والباليه، مقابل ثلاث مائة دولار شهريا سعر رخيص للحصول على وصف فنان أو فنانة!!
وأن هذه ( ... ) تحصل على موافقة أمنية!!! وشهادة صحية!!! وعقد عمل من صاحب ملهى, والكل مستفيد من لحم الضحية وكدها!!!!
وتضيف التقارير أنه في بعض المناطق، وتسهيلا للخطيئة على الشباب المأزوم ممن يمتلكون بقية وازع ديني، تتم ممارسة الجريمة المنكرة في مواقع مثل مقام السيدة زينب والسيدة نفيسة!! تحت مسمى (نكاح المتعة) بصيغة لا يقبلها فقه سني ولا شيعي؛ فالمتعة محرمة مطلقا في الفقه السني؛ ولها في الفقه الشيعي المعتمد شروطها وقيودها التي تؤكد أن ما يجري هناك هو الزنا بعينه هو الفاحشة التي نهى الله عنها مهما حاول تجار الخطيئة أن يخادعوا الله والناس...
القانون السوري ولا شك يجرم الممارسات تلك جميعا ويعاقب عليها؛ ولكن المتاجرين في المحرقة الآدمية تلك يجيدون شراء الصمت. بحيث أصبح الطاعون يحظى بأشكال من الرعاية لا يحتمل الحديث عنها المقام).
إن ما جاء في هذه الدراسة وهذه التقارير لأمر جلل ومرعب، وهو أخطر على سورية من كل قنابل إسرائيل النووية، لأن قنابل إسرائيل تجمع الشعب السوري والمجتمع السوري معارضة وحكم، وتجعله ينبذ الخلافات والاختلافات مهما صغرت أو كبرت ليقف في وحدة وطنية متماسكة لمجابهة أي عدوان غادر قد تقوم به الدولة العبرية على الشام، أما ما جاء في هذه الدراسة وهذه التقارير المرعبة فإنه يمزق المجتمع السوري وينسفه نسفاً من جذوره وقد تردت أخلاقه وقيمه إلى الدرك الأسفل من قيم المجتمع وأخلاقياته التي تحافظ على نسيج الوطن وترص بنيانه، وللأخلاق في ديننا مكانتُها الخاصة ومنزلتُها الرفيعة، لدرجة أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قصر الهدف من رسالة الإسلام على تتميم مكارم الأخلاق في واقع الناس وسلوكهم.. وهذا مدلول قوله- صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، وهذا حقٌّ وصدقٌ؛ حيث نلاحظ دائمًا أن الهدفَ الخلقيَّ والسلوكيَّ هو المبتغَى من وراء التكليف بالعبادة في إجمالها وفي تفصيلها، فلا عجب إذًا أن يعتبر سلفنا الصالح الدينَ هو الخلُق، وهذا ما عبر عنه ابن القيم- رحمه الله- بقوله: (الدين الخلُق، فمن زاد عنك في الخلق زاد عنك في الدين، ومن نقص عنك في الخلق نقص عنك في الدين).
وقال شوقي عند تحلل الأمم من أخلاقها:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ... فأقم عليهم مأتماً وعويلا
وقال أيضاً:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ... فقوم النفس بالأخلاق تستقم
والنفس من خيرها في خير عافية ... والنفس من شرها في مرتع وخم
وقال الرصافي عن قيمة الأخلاق:
هي الأخلاق تنبت كالنبات ... إذا سقيت بماء المكرمات
فكيف تظن بالأبناء خيراً ... إذا نشأوا بحضن السافلات
من هنا فإننا نحذر النظام في سورية من هذا الخطر الجاثم على الشام وأن على النظام أن يتحمل المسؤولية كاملة تجاه هذا الوباء الذي، كما جاء في الدراسة، سوف يجعل من المجتمع السوري بكل ألوانه وأطيافه فريسة لهذا الطاعون الأخلاقي طالما أن النظام همه هو الحكم فقط وليس العمل على تنظيف المجتمع الذي اتسخ بكل الوفادات الضارة والمهلكة بتشجيع من القائمين على الأمر وسكوت مريب منها، وتسهيل لممارسة البغاء والرذيلة وتقنينها عبر منح الترخيص القانوني والرسمي لها، وقد أعماها الجشع وملأ شريان قلبها الفساد وحب المال وجمعه من أي طريق أتى!!