نحن لا نحترم هؤلاء
كاظم فنجان الحمامي
[email protected]
نحن
لا نحترم الذين يتسترون بالدين, ولا نحترم الذين يتظاهرون بالورع والتقوى,
ويستبطنون الكفر والفسوق والعصيان, ولا نحترم أولئك الذين تخصصوا في خداع الناس
وتضليلهم, واستغلوا الدين وقودا لإشعال فتيل الصراعات السياسية, وتأجيج نيران الفتن
الطائفية, فدمروا دور العبادة, واحرقوا المساجد, وقطعوا الجسور, وفجروا الأسواق
المكتظة بالناس, وانتهكوا حرمة المدارس والجامعات, والدين منهم براء, وسيبقى
الإسلام رغم أنوف هؤلاء دين السلام والرحمة والمحبة والوئام والتسامح والتعايش
السلمي بين الناس, وسيبقى الإسلام دين التوازن والاعتدال.
ولا
نحترم الذين استخدموا الدين جسرا تكتيكيا عبروا من خلاله نحو تحقيق مكاسبهم
الشخصية, وتوسيع نفوذهم, والاستحواذ على السلطات, ولا نحترم هؤلاء الذين تبرقعوا
ببرقع الإيمان المزيف وهم ابعد ما يكونوا عن الدين وعن طاعة رب العالمين, ونرفض
التعامل مع سوبر ماركت المتاجرة بالدين, ونستنكر التدين التجاري والمظاهر
الاستغلالية التي حولت رموزنا الدينية الشامخة إلى ماركات تجارية تزين واجهات
الأسواق وتروج لبعض السلع التجارية, ولا نحترم هؤلاء الذين أعمى حب المال بصائرهم.
فتمظهروا بكل أنماط الخشوع والتدين, وخلعوا المهابة المصطنعة على عناوين شركاتهم
المتنامية في مستنفعات الفساد, وتحصنوا خلف جدران الرياء وتلحفوا بردائه, واستغلوه
استغلالا بشعا في الترويج لمنتجاتهم وبضائعهم المستوردة, ونرفض الاستخدامات
التجارية للرموز الدينية, ونشجب إقحامها في الأوساط الاستثمارية, التي شهدت في
الآونة الأخيرة موجات جديدة لمشاريع ربحية اصطبغت بصبغة دينية صارخة.
نحن
على يقين تام من أن المتاجرة تحت غطاء الدين ليست اختراعا حديثا, بل هي قديمة قدم
نشوء الأديان وتطورها في عصورها التاريخية المختلفة, فالطبيعة الاستغلالية التي
تكبل الإنسان بالمادية هي طبيعة جشعة من شأنها أن تستفيد من كل فرصة في سبيل تحقيق
مطامعها. فلا عجب أن نرى المتاجرة بالقيم الدينية وقد صارت اليوم هي الوسيلة الأسرع
والأسهل لتحقيق الثراء الفاحش, ولا نحترم هؤلاء الذين امتطوا صهوة التدين السطحي,
واتخذوا منه مطية لتحقيق مأربهم الدنيئة, وهيهات أن نحترم هؤلاء الذين استخدموا
الدين في التأثير على مشاعر الناس, وتضليلهم, فالإسلام أرقى وأنقى وأطهر وأصفى
وأشرف وأكبر وأعز من تفاهات هؤلاء وممارساتهم الرخيصة المفضوحة.