ثلاثة حروف قاتلة
عبد الواحد محمد
لامراء أننا نسعي لتغير النفس من الداخل بلغة شفافة فيها الصدق الذي يمنحها الإبداع الجاد
بعيدا عن كل الفواصل المزمنة في رحلة الحياة ومن هنا نجد أننا نعيش اليوم في داخل تابو عاري
من القيم التي تربي عليها أجدادنا وأبائنا ومكون من ثلاثة حروف قاتلة وهي ( الجنس ) الذي تفشي
بيننا بكل صوره البغيضة كأنه النجاة من أنغلاقنا علي انفسنا والعالم ؟
وتأملا لهذه الحروف الثلاثة وما تحمله من هوس نحو الجسد العاري بلغة فجة وشاذة تدق ناقوس
الخطر في مجتمعاتنا الإسلامية التي أصبحت للأسف تموج في عالمه إعلاميا وفضائيا وثقافة تعصف
بنا نحو الهلاك ولعل هذا تجسد في دعاة كتاب الف ليلة وليلة بكل يحمله من شذوذ جنسي وغيرذلك
من لغو غير أخلاقي يجسد كل معاني القبح علي أنه الإبداع وبدون ألف ليلة وليلة يسقط الإبداع العربي
في الوحل ونجد من يدافع عنه بيننا اليوم بكل جوارحه أفرادا ومؤسسات مدعومة من جهات غير معنونة
ومعنونة وتعمل بكل تأكيد في الخفاء لتحقيق أهدافها في خروج العقل العربي من أدني تقدم عملي وعلمي !
لذا نجد أن هذه الحروف الثلاثة القاتلة والمعنية ( جنس) هي بوابة سهلة ولاتكلف أعداءنا شيئا
لتحقيق غايتهم الملعونة في هزيمتنا بشكل ساحق ودون تكلفة مادية لاتذكر وذلك بتبني حقوق الشواذ
ورعاية حفلاتهم الماجنة وتقديم اسمي الجوائز لمن يطلقون عليهم مبدعين من الكتاب والشعراء
والروائيين والإعلاميين وغيرهم من الذين يتخذون من الجنس حرفة لتصدير الغرائز لشبابنا عمال علي بطال
وكأنهم نبوءة العصر وكل عصر لتتصدر كتبهم أجنحة المعارض وتسوق بشكل إعلامي لاحصر له
ولانجد قانون يجرم كتباتهم الهزلية تحت مسمي بهلواني الإبداع مكفول للجميع ؟
وهذا ما تفشي في كثير من المؤسسات العربية المعنية بالثقافة ورعاية الأدباء بترك الحبل علي الغارب
لهم لتفعيل ثقافة الجسد ( الجنس ) الشاذ وغير الشاذ وعليك عزيزي القارئ أن تفكر برهة في ما أصاب حياتنا من أمراض ملعونة وفاتكة وعلي رأسها الأيدز والرغبة في الانتحار والأعتداء الوحشي علي المحارم وغيرالمحارم تحت تفشي هذا الوباء بأسم الحرية والإبداع ؟
وما خفي كان أعظم ولم يتوقف الأمر عند الكتب والبرامج الهابطة بل تجاوزت السينما العربية الكثير بتقديمها مشاهد عارية وساخنة بل وحوار سطحي فيه البطل والبطلة تلفظان بعضهما لبعض بابشع الالفاظ تحت كلمة الفن والواقعية ؟
وربما يضيق صدر دعاة الجنس وخدش حياء المجتمع من مقالي المتواضع وهم الذين يبحثون عن الشهرة
والمال علي حساب جيل وأجيال من أبناءنا وبناتنا فلايهم قيم تسود وتفعل فالنجومية لديهم تعرية الجسد
وتحفيز العقل صوب كل الرغبات الحقيرة والشاذة تحت مسمي فن وفنان ؟
ومن المسؤل عن ما وصل له الحال في مدارسنا من تفشي هذه الظواهر المرفوضة والتي يندي
لها الجبين من شذوذ وهنك أعراض لتصبح رسالة المدرسة والمدرس في خطر !
و هنا لابد من ذكر هذه الواقعة التي أهتزت لها أنجلترا عندما عرض فيلم سينمائي بعنوان ( القديسة )
منذ عقد تقريبا من الزمان وفيه صور شاذة تجمع بين البطلتين تحت هذا المسمي الهلامي من الإبداع والواقعية ليعلن مجلس العموم البريطاني استياءه ويامر بوقف عرض الفيلم فورا ومحاسبة المسؤل ؟
والتساؤل هنا لماذا لأنهم يدركون حقيقة غزو العقل البشري بأفكار سطحية تضعف من فلسفته وتشل قدرات المجتمع نحو تحقيق أهداف القوة العملية والعلمية والأقتصادية أما نحن فندافع عن حرية ( الجنس ) بكل غالي ونفيس ونتهم من يقف لهم بأنهم دعاة إنغلاق وجهل ومرض نفسي وهنا لابد من ذكر واقعة خروج اليونان المتقدمة يوما ما من جوهر التقدم والمدنية الحديثة بعدما سقطت في بؤرة الجنس ولم تعد إلي اليوم وأصبحت تتفرج من موقع المشاهدةعلي العالم المتقدم فلم نعد نري بينهم سقراط وافلاطون وغير ذلك كل هذا حدث عندما تفشي في المجتمع حريةالجنس بأسم مزعوم وبراق وشيك جدا جسدي وأنا حر فيه .. حرة فيه .. علينا جميعا أن نستبدل مثل هذه الثقافة الرخيصة بثقافة رفيعة ولا نسوقها بين شبابنا رحمة بما تبقي لنا من حياء ؟