طريقة مجرّبة: ناجعة، ومأمونة.. في محاسبة المسؤولين
طريقة مجرّبة: ناجعة، ومأمونة..
في محاسبة المسؤولين!
عبد الله عيسى السلامة
لا تقل ، للمسؤول : أنت أخطأت ، أو قصّرت ؛ فيعد هذا اتهاماً ، يحقّ له ، أن يقاضيك عليه ، متهماً ، إيّاكَ : بالافتراء ، والتجني ، والتشهير!
ولا تقل له : أنت مهمل ، أو مفرّط ، أو مقصّر ؛ فيعدّ هذا شتيمة ، يحقّ له ، أن يقاضيك عليها ، متهماً إيّاك بالتجريح ، بشخصه .. أو ينعتك : بالسفاهة ، أو الحماقة !
قل له ، بأدب ولطف : لقد اتخذتم ، في مؤسّستكم ، القرار الفلاني .. وأنا أراه خطأ فادحاً ، يؤذينا ، في الحاضر والمستقبل ! فأرجو، أن توضحوا لنا :
ما البدائل ، التي كانت مطروحة ، بين أيديكم !؟ وكيف حسبتموها !؟ ولمَ اخترتم هذا البديل ، من بينها !؟ وكيف حسبتموه ، من حيث : السلبيات والإيجابيات ، ومن حيث : الإمكانية والجدوى .. ومن حيث الدوافع والموانع ..!؟ وما الفروق الجوهرية ، بينه وبين البدائل الأخرى ، التي استبعدتموها !؟
واحرص ، على أن تسأله ، أمام مجموعة من الناس ، المتأثرين بالقرار، ليكونوا شهوداً، على ماتقول ، ويقول ..! وليكون هذا ، أكثر إحراجاً ، له، فيما لو امتنع، عن الإجابة ، أو أخطأ فيها !
فإذا أجابك ، بمنطقية ، ووضوح ، وصدق .. رفعَ الحجّة ، عن نفسه ، وفريق عمله ، وأظهر نفسه ، وفريق عمله ، بالمظهر المناسب ، بصفتهم : صنّاع قرار مؤهّلين ! وإن رفض الإجابة ، أو عجز عنها ، أو أخطأ فيها .. أقام الحجّة على نفسه ، وعلى فريق عمله.. وأظهر نفسه ، وفريقه ، بمظهر العاجزين ، أو الجهلة، او المقصّرين ، أو المفرّطين ! وبهذا ، يقيمون الحجّة ، بأنفسهم ، على أنفسهم ! فإمّا أن يرتفعوا ، في صنع قراراتهم ، إلى مستوى تفكير السائل الواعي ، أو أن يستقيلوا ، بسبب : عجزهم ، أو إخفاقهم.. أو ضعفهم ، في قيادة تنظيم واع جادّ ، يعرف كيف يحاسب مسؤوليه !
أمّا إذا أخذته العزّة بالإثم ، وصرخ ، في وجهك ، قائلاً : من أنت ، لكي تحاسبني !
فقل له ، بأدب جمّ ، وهدوء تامّ : أنا لا أحاسبك ، يا أخي الكريم ، وليس هذا من حقي! لكني أسألك ، عن قرار، اتخذته لي ، ولمن معي ، في هذه الهيئة الكريمة، وهو يتعلق بمصيرنا ، ومصير أهلينا .. ومن حقنا ، أن نعرف : كيف صُنع هذا القرار؛ لنعرف : كيف نتصرف ، على ضوء هذه المعرفة ! أمّا إذا كنت تعتقد ، أنك تصنع قرارات ، لزوجتك وأولادك.. فيمكنك أن تصنع لهم، هذه القرارات ، في بيتك ، ولن يسألك أحد!
وبهذا ، تحافظ على سموّ أخلاقك ، وعلى كرامة مسؤوليك ، وتسهم في رفع مستوى التفكير، لدى أفراد الهيئة التي تنتمي إليها : من مسؤولين ، ومن أفراد عاديين !