أدركوا لاجئي عرسال قبل فوات الأوان
يعيش اللاجئون السوريون في عرسال أوضاعاً إنسانية صعبة مع اقتراب فصل الشتاء،
ورغم أن لبنان لا يزال في بداية موسم الأمطار، فإن العاصفة التي ضربت المناطق
اللبنانية كافة، نهاية الأسبوع الماضي، تركت آثارها على خيام اللاجئين.
وغمرت مياه الأمطار خيام النازحين في البلدة، حيث تصل درجة الحرارة إلى 4 درجات
فقط خلال هذه الأيام من ساعات المساء.
وبسبب تأزم الأوضاع الإنسانية في عرسال ومع غياب المنظمات الإنسانية عن
اللاجئين هناك، عقد اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية مؤتمراً صحافياً في
بيروت تحت عنوان "أدركـوا عرسال قبل فـوات الأوان". وتحدث رئيس الاتحاد، الشيخ
أحمد العمري، خلال المؤتمر عن صعوبة الأوضاع التي يرزح تحتها اللاجئون هناك.
وتبين، بحسب الإحصائيات الأخيرة التي قام بها اتحاد الجمعيات الإغاثية أن عدد
المخيمات في المنطقة التي تقع قبل حاجز الجيش وداخل عرسال القرية وصل إلى 67
مخيماً. ويصل العدد الإجمالي للخيم 4809 خيام، تسكنها أكثر من 5000 عائلة، هذا
إضافة إلى 7000 عائلة، على الأقل، تمضي أيامها في بيوت وغرف ومستودعات.
وأبدى الشيخ العمري استغرابه عدم دخول مفوضية اللاجئين حتى الآن إلى عرسال، منذ
اندلاع أحداث أغسطس، رغم وجود أكثر من 80 ألف لاجئ في البلدة معظمهم من النساء
والأطفال.
كذلك طالب الشيخ، خلال المؤتمر، المفوضية العليا للأمم المتحدة والمنظمات
الدولية والإغاثية والإنسانية بالعودة الفورية لإغاثة لاجئي البلدة، مؤكداً أن
البلدية لا تمانع من العمل هناك، مضيفاً "نحن جاهزون لفتح مقر مشترك للجميع عند
حاجز الجيش اللبناني أو قبله في رأس السرج، والتكفل بمصاريفه اللوجستية، مما
يؤمن الراحة والأمن لأي موظف يخشى الدخول إلى عرسال، ونستطيع تنظيم زيارة
اللاجئين إلى هذا المركز بالتنسيق مع القوى الأمنية الموجودة هناك، وذلك كي
يتمكن الناس من الحصول على المساعدات اللازمة".
وأكد أن المخيمات في عرسال باتت خالية من أي سلاح، وقد داهم الجيش اللبناني
معظمها ولم يصادر قطعة سلاح واحدة.
وبحسب العمري، فإن جهات أمنية أبلغتهم بمكان المخيم الذي انطلقت منه النيران في
9/10/2014، مما أدى إلى إطلاق نار كثيف على المخيمات بمنطقة البابين.
وتابع قائلاً: "تبين أنه مخيم خارج نطاق حواجز الجيش عند مدخل وادي حميد بعد
حاجز المصيدة، مما يؤكد أن المخيمات داخل عرسال مخيمات مسالمة وليس فيها سلاح".
كما طالب بإطلاق سراح من تبقى من المعتقلين بسبب المداهمات الأخيرة، خاصة أن لا
ذنب لهم بالأحداث المفتعلة.
من يمنع الدخول إلى عرسال؟
من جهته، تحدث عضو اتحاد الجمعيات الإغاثية، الشيخ حسام الغالي،
لـ"العربية.نت"، عن وجود طرف يمنع المفوضية من الدخول إلى عرسال، رغم أن الجيش
اللبناني والبلدية والمفوضية لم يمانعوا دخول الجمعيات إليها لمساعدة اللاجئين.
غير أن المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين في بيروت، دانا سليمان، أكدت عدم وجود أي
طرف يمنع أعضاء المفوضية من الدخول إلى البلدة، مضيفةً "عندما نزور مناطق خارج
بيروت، نحن بحاجة إلى إذن أمني من قبل منظمة تابعة للأمم المتحدة وتدعى سيوك
(SIOC) وإلا لا يمكننا زيارة بعض المناطق. عرسال تقع اليوم ضمن المناطق التي
تعتبرها سيوك خطرة بسبب المشاكل الأمنية، وحتى الآن لم نحصل على إذن لدخول
ممثلينا إليها".
وفي ختام المؤتمر، وجه اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية صرخة استغاثة للوقوف
إلى جانب اللاجئين في عرسال، خاصة خلال فصل الشتاء الذي قد تؤدي قساوته إلى موت
الأطفال إذا لم تقدم للعائلات هناك المساعدات الإنسانية اللازمة.