فبركات زغلول نجار

والأحد عشر كوكبا

د. حمزة رستناوي

[email protected]

أولا ً: الآية موضوع البحث

 "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجدين" يوسف 4

 تأويل رؤيا يوسف أن الشمس و القمر هما أبواه,  والأحد عشر كوكبا هي إخوته الأحد عشر , كما جاء في تفاسير القرآن,فيورد ابن كثير:

 "وَقَدْ تَكَلَّمَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى تَعْبِير هَذَا الْمَنَام أَنَّ الْأَحَد عَشَر كَوْكَبًا عِبَارَة عَنْ إِخْوَته وَكَانُوا أَحَد عَشَر رَجُلًا سِوَاهُ وَالشَّمْس وَالْقَمَر عِبَارَة عَنْ أُمّه وَأَبِيهِ"

 و كان ذلك السجود تعبيرا عن فرح والديه بلقائه بعد طول غياب. و قد تحقق تأويل هذه الرؤيا في ختام سورة  يوسف نفسها

" و رفع أبويه على العرش,  و خروا  له سجدا ,  و قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها أبي حقا" يوسف100

 فتفسير الآية الرابعة من سورة يوسف واضح تماما ضمن سياق قصة يوسف نفسها,  فالرؤيا بطبيعتها رمزية - و هذا يشمل كل رؤيا و حلم-  و ما يميز رؤيا يوسف هنا أنها تحققت بالواقع,  انسجاما مع خصوصية منسوبة لرؤيا الأنبياء باعتبارها استشراف يتحقق في المستقبل .

*

*

ثانيا : رأي زغلول نجار في أوجه الإعجاز العلمي  فيها.

 لنرى ماذا يقول الاعجازيون في تفسير هذه الآية القرآنية

فبعد أن يعرض زغلول نجار لمعلومات عامة تتعلق بكواكب المجموعة الشمسية و تواريخ اكتشافها يقول :

" من هذا الاستعراض يتضح أن عدد كواكب المجموعة الشمسية أحد عشر كوكبا كما جاء في رؤيا نبي الله يوسف عليه السلام , و الكوكب هو كل جسم كروي من أجرام السماء يدور حول ذاته,  و يجري في مدار محدد له حول الشمس, و بعض الكواكب لها قمر واحد أو أكثر من قمر على هيئة تابع أو توابع..الخ

هذه الحقيقة لم تتأكّد إلا باكتشاف كوكب "سيدنا" في 14-11-2003  , و سبق القرآن الكريم بالإشارة إلى عدد كواكب المجموعة الشمسية و لو بطريقة ضمنية في رؤيا منامية لنبي من أنبياء الله,  يعتبر من آيات الإعجاز العلمي في كتاب الله تعالى,  و قد يحذِّر دارس من إمكانية اكتشاف كوكب جديد. و لكن على بعد أكثر من تسعين وحدة فلكية " و هي المسافة الفاصلة بين الكوكب الحادي عشر و الشمس" يتعذر على جاذبية الشمس الإمساك بأحد أجرام السماء الذي ينطبق عليه وصف الكوكب.

 و على ذلك فإن قول ربنا- تبارك و تعالى- على لسان عبده و نبيه يوسف عليه السلام إذ قال

"إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجدين" يوسف 4

فيه سبق زمني بأكثر من أربعة عشر قرنا بحقيقة علمية لم تصل إليها العلوم المكتشفة إلا سنة 2003 و بعد ,  مجاهده استغرقت آلاف العلماء لمئات السنين,  و هذا السبق العلمي لا يمكن لعالم أن يتصور له مصدر آخر غير الله الخالق

فالحمد لله الذي أنزل القرآن الكريم  على خاتم النبيين" 

 و يرد في مقال  زغلول نجار كذلك :

"  من الإشارات الكونية في سورة يوسف:

 الإشارة إلى عدد كواكب مجموعتنا الشمسية الأحد عشر بدقة بالغة, فليس من قبيل المصادفة أن يكون عدد أخوة يوسف – عليه السلام- أحد عشر, و يكون عدد الكواكب في مجموعتنا الشمسية بنفس العدد"    

جريدة الأهرام تاريخ 27-2-2006

*

*

ثالثا ً: التعقيب  النقدي:

 - A1ما دلالة كلمة "كوكب"؟

يرتبط حقل العلم بمعناه الخاص بقضية المصطلحات العلمية , فلا علم من دون مصطلحات علمية مُعرَّفة و محدَّدة بدقة من قبل المشتغلين في هذا العلم أو ذاك.

و بذلك يصبح لدينا نوعين من الدلالة للكلمة.

الدلالة الأولى : هي الدلالة- أو الدلالات-  المتداولة التي نجدها في لغة التداول اليومي و  قواميس اللغة و هي دلالة  لا يمكن عزلها عن التاريخ و البيئة ,فثمة كلمات تموت و ثمة كلمات تولد و ثمة كلمات يعاد إحياؤها و أخرى تكتسب دلالات جديدة الخ

الدلالة الثانية: و هي الدلالة المصطلحية و هي دلالة يتم التواضع عليها و تقييد دلالتها بدقة , بغية استخدامها كمصطلح علمي.

و الدلالة المصطلحية هي بالضرورة تالية للدلالة الأولى , و ترتبط بمستوى معين من التقدم في تاريخ الأمم  يسمح  باستقلالية العلوم  و بالبحث العلمي.

و لنتوقف الآن مع دلالة كلمة "كوكب"

زغلول نجار يستخدم دلالة كلمة كوكب – كما وردت في النص القرآني في القرن السابع الميلادي - بنفس دلالتها كمصطلح علمي في علم الفلك , و هي  كما معروف – أي دلالتها  المصطلحية الدقيقة -  ما كان لها أن توجد قبل اكتشاف التلسكوب مثلا , و تمييز الأجرام السماوية المضيئة  بذاتها كالنجوم عن الأجرام العاكسة للضوء كالكواكب.

فتعريف زغلول النجار ينتمي إلى الدلالة المصطلحية العلمية

لاحظ قوله: " و الكوكب هو كل جسم كروي من أجرام السماء يدور حول ذاته,  و يجري في مدار محدد له حول الشمس, و بعض الكواكب لها قمر واحد أو أكثر من قمر على هيئة تابع أو توابع..الخ"

و هو كما سنتبين بعد قليل تعريف غير دقيق,  و إذا ما أخذنا به فسوف يكون لدينا عدد كبير من الكواكب , بما يتجاوز الأحد عشر كوكبا التي جزم زغلول نجار بكونها كواكب المجموعة الشمسية.

و هذه نقطة جوهرية لا يجوز بأي حال من الأحوال التغاضي عنها لأي باحث جاد يستخدم المنهجية العلمية في البحث.

فما هي الدلالة المتداولة لكلمة كوكب  في العربية , ما هي دلالتها في لغة العرب المخاطبين بالقران الكريم كونهم المستهدفين بداية به.

فقد ورد في لسان العرب  "ابن منظور متوفي 711هجري"

" الكَوْكَبُ، معروف، من كَواكِبِ السماءِ، ويُشَبَّه به النَّور، فيُسَمى كَوْكَباً؛ قال الأَعشى:

يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ

مُؤَزَّرٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ، مُـكْـتَـهِـلُ

و عند ابن سيده وغيره: الكَوْكَبُ والكَوْكَبةُ: النَّجْم"

"وكَوْكَبُ الرَّوْضة: نَوْرُها. وكَوْكَبُ الحديد: بَريقُه وتوَقُّدُه"

فالكوكب عندهم مرادف النجم ,و هو مما يشبَّه بالنور و التوقد و البريق.

و لا أثر للدلالة المصطلحية العلمية  و هذا طبيعي و مفهوم في سياقه .

و كذلك في المواضع التي وردت فيها كلمة كوكب في القرآن الكريم لا ترد بدلالتها المصطلحية العلمية , و ليس ذلك بمثار استغراب بل هو أمر مفهوم تماما فالقرآن الكريم ليس بكتاب علوم و علم فلك.

"فلما جن عليه الليل رأى كوكبا"الأنعام 76

"و إذا الكواكب انتثرت" الانفطار2

" إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب" الصافات6

*

 -A2الكوكب كمصطلح علمي – كواكب المجموعة الشمسية.

بداية المصدر  الذي استندت إليه هو موسوعة ويكيبيديا , و هي موسوعة علمية الكترونية مبسطة موثقة متاحة لعموم متصفحي النت حول العالم .

 "ربما كانت الخمسة كواكب التي تُرى بالعين المجردة معروفة منذ قديم الأزل، وقد كان لتلك الكواكب آثار بالغة على الأساطير والعلوم الكونية الدينية وعلم الفلك القديم. ومع تطور المعرفة العلمية، تغير مفهوم كلمة "كوكب" من مجرد جسم يهيم في السماء ([حول نجم معين) إلى جسم يدور حول الأرض (أو هكذا كان يُعتقد قديمًا)، إلى أن اكتشفنا في القرن السادس عشر أن الكواكب تدور حول الشمس"

"و قد لاحظ علماء الفلك كيف أن أضواءً معينة تسري في السماء في اتجاه نجوم بعينها. وقد أطلق قدماء الإغريق على تلك الأضواء "πλάνητες ἀστέρες" (planetes asteres (بمعنى النجوم السيّارة) أو "πλανήτοι" (planētoi (بمعنى السيّارة فقط) ومنه اشتقت كلمة "كواكب" الحالية.[4][5] وكان هذا الاعتقاد سائدًا لأن النجوم والكواكب كانت تبدو لسكان كوكب الأرض كما لو كانت تحوم يوميًا حول الأرض،[6] وكان المفهوم الفطري هو أن كوكب الأرض ثابت ومستقر وغير متحرك."

بينما الكوكب كمصطلح علمي عرّفه رسميا  الاتحاد الفلكي الدولي  عام 2006 بما يلي:

"  الكَوكَب  جرم سماوي يدور في مدار حول نجم أو بقايا نجم في السماء, وهو كبير بما يكفي ليصبح شكله مستديرًا بفعل قوة جاذبيته، ولكنه ليس ضخمًا بما يكفي لدرجة حدوث اندماج نووي حراري ويستطيع أن يخلي مداره من الكواكب الجنينية الكويكبات."

و نتابع مع ويكيبيديا

" وبناء على التعريف السابق فقد " تقلص عدد الكواكب إلى أكبر ثمانية كواكب من حيث الحجم والتي استطاعت تخلي مدارها من الكويكبات (عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشترى وزحل وأورانوس ونبتون)، وتم إضافة قائمة أخرى تضم الكواكب القزمة "

"وقد أقر الاتحاد الفلكي الدولي دخول خمسة كواكب قزمة ضمن المجموعة الشمسية وهي سيريز وبلوتو وهوميا و ماكيماكي و إيريس , و من ناحية أخرى، هناك أجرام أخرى عديدة في حزام الكويكبات وحزام كوبير,  لا زالت قيد الدراسة يمكن القول إن خمسين منها يُحتمل ضمُّها لفئة الكواكب القزمة فيما بعد."

"و مع اكتشاف "حزام كوبير" الكبير والعديد من الأجرام السماوية قرصية الشكل المتفرقة في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين، تم إطلاق لقب الكوكب العاشر على العديد من الكواكب، مثل كواور وسيدنا وإيريس في العديد من وسائل الإعلام، ولكن أيًا منها لم يُعترف به علميًا إلى الآن".

و نقرأ كذلك:

"يعتبر كوكب سيدنا جزء من سحابة أورت أو حزام كويبر، ولا يعتبر كوكبًا حقيقيًا، لكن لا يزال هنالك نقاش حول ذلك."

*

   -A3 تفنيد مقولات زغلول نجار من الناحية العلمية.

يقدم زغلول نجار تصورا ً مبسطا ً لكواكب المجموعة الشمسية لا يتسم بالدقة ,  فالكواكب من وجهة نظره هي عشرة آخرها و أبعدها عن الشمس  كان بلوتو

و مع اكتشاف الكوكب سيدنا أصبح العدد أحد  عشر كوكبا . بتوافق تام مع الأحد عشر كوكبا التي رآها يوسف النبي في منامه؟؟!

إنَّ عدد الكواكب السيارة  للمجموعة الشمسية الموثق علميا – كما رأينا في الفقرة السابقة- من قبل الاتحاد الفلكي الدولي  هو ثمانية أبعدها هو نبتون.

بالإضافة لكواكب قزمة عددها كبير وثق منها حتى 2006 خمسة كواكب ينطبق عليها تعريف زغلول النجار نفسه الذي أقره

لنلاحظ تعريفه:" الكوكب هو كل جسم كروي من أجرام السماء يدور حول ذاته,  و يجري في مدار محدد له حول الشمس, و بعض الكواكب لها قمر واحد أو أكثر من قمر على هيئة تابع أو توابع..الخ"

و الكواكب القزمة ينطبق عليها تعريفه , و بالتالي فهو قد ناقض تعريفه للكواكب و حصرها في أحد عشر كوكبا بدلا من 8+5 =13 على الأقل.

ثم لا أدري كيف لعالم يحمل درجة الدكتوراه أن يتجاهل التعريف العلمي لمصطلح كوكب كما أقر من أهل التخصص" الاتحاد الفلكي الدولي تعريف 2003-و تعريف 2006 " بل انه لم يأت على ذكرهما  إطلاقا.

ثم إن كوكب  بلوتو نفسه لم يعترف به ككوكب سيَّار بل ككوكب قزم ؟

رغم أن زغلول النجار صنّفه ككواكب  دون الإشارة إلى الكواكب القزمة و ضمنها بلوتو

و أما إشارته إلى كوكب" سيدنا" فقد جاءت مجتزئة و انتقائية بما يخدم غرض مسبق

غرض تصنيع الإعجاز العلمي؟

لاحظ ما ورد في ويكيبيديا:

تم إطلاق لقب الكوكب العاشر على العديد من الكواكب، مثل كواور وسيدنا و إيريس في العديد من وسائل الإعلام، ولكن أيًا منها لم يُعترف به علميًا إلى الآن"

فالكوكب العاشر الذي سماه زغلول نجار ب كوكب"سيدنا" و هي تسمية إعلامية غير موثقة علميا حتى تاريخ نشره المقال , و هي في الحقيقة تسمية تطلق – إعلاميا-  على كوكب أخرى منها "كواور – ايريس" و لا تخص كوكب "سيدنا" الذي خصه زغلول النجار.

و لماذا لم يعلق زغلول النجار على هذه المعلومة:

"يعتبر كوكب سيدنا جزء من سحابة أورت أو حزام كويبر، ولا يعتبر كوكبًا حقيقيًا، لكن لا يزال هنالك نقاش حول ذلك."

و اعتبر اكتشاف كوكب " سيدنا" حقيقة نهائية مُدشنة و ختم بالشمع الأحمر على  كواكب المجموعة الشمسية و عددها.

لاحظ قوله:

" و قد يحذِّر دارس من إمكانية اكتشاف كوكب جديد. و لكن على بعد أكثر من تسعين وحدة فلكية " و هي المسافة الفاصلة بين الكوكب الحادي عشر و الشمس" يتعذر على جاذبية الشمس الإمساك بأحد أجرام السماء الذي ينطبق عليه وصف الكوكب.

و يتجاهل المعلومة التالية:

"يعتبر كوكب سيدنا جزء من سحابة أورت أو حزام كويبر، ولا يعتبر كوكبًا حقيقيًا، لكن لا يزال هنالك نقاش حول ذلك."

و أيا كان الأمر فالفكرة التي أود توضيحها هي أن عدد كواكب المجموعة الشمسية قضية معقدة و إشكالية من الناحية العلمية و هناك الكثير مما يجهله العلم بشأنها و لم يحسم العلم شأنه حولها, و ليس كما أوردها زغلول النجار.

لاحظ هذه المعلومة الواردة في ويكيبيديا : و من ناحية أخرى، هناك أجرام أخرى عديدة في حزام الكويكبات وحزام كوبير لا زالت قيد الدراسة يمكن القول إن خمسين منها يُحتمل ضمُّها لفئة الكواكب القزمة فيما بعد."

إن قرار زغلول نجار بتقيد عدد كواكب المجموعة الشمسية لأحد عشر تم بعملية الخطف خلفا , فالحقيقة عنده هي حقيقة الأحد عشر كوكبا؟

و كل ما كتبه هو تصنيع مسبق , تصنيع يتمسّح بمسوح العلم لا أكثر.

فمجموعة الأجرام السماوية التي تسمى "الكويكبات" يطلق عليها اسم " الكوكب الثامن من كواكب المجموعة الشمسية"

مع أنها ليست كوكب بل مجموعة كواكب صغيرة.

و يُقدم " بلوتو" و "سيدنا" ككواكب حقيقية,  رغم أنه علميا لا يُعترف بها كذلك؟

و يسقط من حسابه عشرات الكواكب القزمة المُكتشفة حاليا و الممكنة الاكتشاف و التعريف مستقبلا؟

فلو فرضنا – جدلا- أن  المذكور في الآية القرآنية أن يوسف رأى عشرة كواكب و الشمس و القمر

فتصنيع الإعجاز عندئذ لا يستغرق سوى دقيقة إضافية واحدة : حذف  حزام الكويكبات

فهي ليست "كوكبا"؟

 و بذلك يكون الإعجاز في كون الكواكب السيارة في المجموعة الشمسية عشرة كواكب؟

و إذا كان المطلوب ثمانية كواكب  فهذا سهل أيضا و سنتخيل زغلول نجار و غيره من الاعجازيين يقولون

لدينا ثمانية كواكب سيارة حقيقية تم توثيقها علميا من قبل الاتحاد العالمي للفلكيين في 2006

و عندها سيتم إسقاط الكويكبات و بلوتو  و سيدنا و غيرها..الخ

 و لنا أن نتساءل كذلك  إن  رؤية يوسف للشمس و القمر و الأحد عشر كوكبا تمت و هو على كوكب الأرض, و الرؤية تتم عبر النظر للسماء, أليس من المفترض حذف كوكب الأرض من حساباتنا ؟!

و بالتالي يمكن إنقاص عدد الكواكب المرئية لسبعة؟!

قلي كم كوكبا تريد , و سأصنع لك إعجازا علميا في خمس دقائق؟؟!

*

*

رابعا ً: خلاصة

هذا مثال لما يقوم به الاعجازيوون من تشويه للعلم و الدين معا؟

فكلمة كوكب وردت في القرآن الكريم بدلالتها الرمزية , بكون الأحد عشر كوكبا ترمز لعدد أخوة يوسف الأحد عشر  الذين سجدوا له في نهاية قصة يوسف.

و علينا احترام سياق الآية القرآنية  و دلالتها  و عدم تحميلها مالا تحتمل, فكلمة المجموعة الشمسية لم ترد في سورة يوسف,  و تعريف الكوكب علميا لم يرد في القرآن الكريم,  و هذا ليس نقصا و لكن تخصصا , و لكنه الجهل هذه  الآفة المتفشية بين كثير من علماء المسلمين و للأسف حاملي درجة الدكتوراه منهم.

و نورد  هذا التعليق لزغلول نجار

"  من الإشارات الكونية في سورة يوسف:

 الإشارة إلى عدد كواكب مجموعتنا الشمسية الأحد عشر بدقة بالغة, فليس من قبيل المصادفة أن يكون عدد أخوة يوسف – عليه السلام- أحد عشر, و يكون عدد الكواكب في مجموعتنا الشمسية بنفس العدد"

 و نلاحظ كذلك قوله:

"فيه سبق زمني بأكثر من أربعة عشر قرنا بحقيقة علمية لم تصل إليها العلوم المكتشفة إلا سنة 2003 و بعد ,  مجاهده استغرقت آلاف العلماء لمئات السنين,  و هذا السبق العلمي لا يمكن لعالم أن يتصور له مصدر آخر غير الله الخالق,

فالحمد لله الذي أنزل القرآن الكريم  على خاتم النبيين"

 أين هي الدقة البالغة

و أين هي الحقيقة العلمية

و أين السبق العلمي؟!

 * ملاحظة:  للأسف لا لم يكتشف المسلمون و علماء المسلمين أي كوكب من كواكب المجموعة الشمسية؟ و الأحد عشر كوكبا؟!

و لم يكتشفوا أن الأرض تدور حول الشمس

أو أن الأرض كروية؟

أو أن القمر يدور حول الأرض؟

و لم يتثنى لهم الصعود إلى القمر بعد مرور  41عام على هبوط الإنسان على سطح القمر؟

ملاحظة: يمنع استغلال هذه الدراسة لإثارة النعرات الطائفية و التبشير الديني و اللا ديني .