السرقات الأدبية بين الكانتونات الإدارية في منتديات الانترنت
السرقات الأدبية بين
الكانتونات الإدارية في منتديات الانترنت
وطالبو الشهرة بأسهل الطرق..!!
هدلا القصار
شاعرة من لبنان
ربما لم تعد سرقة الكتاب والشعراء من المنتديات موضوعاً جديداً، لكن الجديد هو أن تكون السرقة من المشرف أو المراقب العام للأقسام الأدبية بالذات ، والأغرب من ذالك هي تغطية السارق من قبل إدارة الملتقى أو المنتدى وهدر الحق الأدبي للشاعر أو الكاتب الواقع بين كانتونات الإداريين والمشرفين والمراقبين لمواقع الانترنت ...
بلا شك جميعنا متفقون على سهولة إثبات صاحب النص المسروق، وربما نتفق على أنه لا باس من بلورة أو إيقاظ فكرة أو اقتباس كلمة، أو تناصٍ من أجل الكتابة، بيد إني أفضل تلقائية الكاتب وإحساسه ودوافعه واللجوء إلى أفكاره وتشغيل طاقته، والابتعاد عن الاقتباسات من أجل تحسين أدائه وتميزه، بدلا من الوصول إلى لحظة "السرقة "...!
ومن المفترض والمعروف أيضاً أن مدير الموقع والإدارة والمراقبين والمشرفين هم الذين يتحملون المسؤولية الأكبر لحماية الكاتب من سرقات المتطفلين على الأدب، بدلا من العمل على تأسيس كانتونات إدارية والتستر على ما يحصل في ساحاتهم من سرقات واقتباسات ، ومن المفترض أيضاً هم من يحموا الكاتب من خلال مواقعهم من السرقات، وليسو هم من يسرقون نصوص الكتاب ...! وإن حصل مثل هذا فهو يدل على الاستهتار بحقوق الكاتب ودمعة قلمه .
كما حصل معي شخصيا في إحدى المواقع الأدبية من قبل المراقب العام للأقسام الأدبية حيث تغاضى مدير الموقع عن سرقة المراقب المدعوة (ر . م ) نصا لي بعنوان "هذا الرجل " والمنشور في نفس الموقع قبل سنتين واستبدلت العنوان بــ "ذاك الرجل" ثم سرقت مقاطع كاملة من النص ونشرته باسمها المستعار (ر.م) في أثناء غيابي عن الموقع دون أي اعتبار للقراء... ، متجاهلة صاحب النص والذين وقعوا بإعجابهم أسفل النص بمن فيهم السيدة المراقب نفسها، وعندما أوضحت في تعليقٍ على النص المسروق من ذات الموقع والمنسوب لها، ووضعت رابط صفحة النص ، وطلبت من خلال صفحة الشكاوي تفسيرا .... أو اعتذارا أو تبررا من السيدة المراقب ( ر.م )، فلم يكن أمام مدير الموقع إلا أن كتب لي بالنيابة عنها مقدما اعتذارا باسمها، وأنها نسيت أن تكتب كلمة (منقول) وهذا عذراً أقبح من ذنب لأن المراقبة لم تضع النص كاملا بل محرفا كما ذكرت ، ثم اتصل بي مدير الموقع ليبلغني بأنه انهي الموضوع بحذف النص من الصفحة وانتهى كل شيء . متجاهلا هو الآخر حقي الأدبي كما قام بالرد على رسالتي "من خلال نائبته " أننا مسلمون.. والمسلم متسامح " متجاهلين الاعتراف بالحق فضيلة .
و لاكتشف بعد ذلك بان صفحة الشكاوي لا تفتح إلا لصاحب الشكوى تحديداً، وبعد ذلك حجب عني الدخول للموقع حتى إشعارا آخر، وهذا يعني انه لن يعلم احد بما حصل من مراقبين ومتصفحين وقراء خوفا على موقعه من الفضيحة التي ارتكبتها السيدة المراقبة ، أو ربما له حسابات أخرى .... !!!
و مما يثبت ذلك.. تفاعل الكاتب العضو "عبد الكريم عليان" حين نشر مقالا بخصوص (السرقات الأدبية ومنتديات الإنترنت) عامة، مما أثأر تحسس بطحة رأس صاحب الموقع، وقام بحذف المقالة دون أي مبرر، وكذلك حجب عن الكاتب الدخول إلى الموقع حتى إشعارا آخر ، وهذا يدل على عجز وتورط مدير الموقع بتستره على المراقبة ....
في ذلك الوقت لم يعد يدهشني سرقة النص بقدر ما أدهشني موقف مدير الموقع، وصمت الإداريين ، وتضامنهم مع زميلتهم، وكذلك بعض الكتاب المتكئين على العلاقات "الكنتونوتية" بينهم ، وتسترهم على المراقب والتعتيم على ما حصل . وكأن حق الكاتب مهدوراً، أو أن وجود المراقب السارق أهم من كلمة الكاتب التي يكتبها بكل مشاعره المدونة بدمائنا النازفة من أحبار أقلامنا على صفحاتهم .
لا ادري !! في هذه الحالة من منا المدان ؟ الكاتب، أم المراقب العام، أم السارق..؟ أم تستر مدير الموقع، وتلفيق القضية على هذا الشكل خوفا من أن تجرح كرامة مراقبة الموقع .. !! فيا لهذه الحصانة والمحبة !!!
لكن لو أوقفت المنتديات والملتقيات مثل هذه السرقات بعد كشفها، أو التعدي على سطور أفكار الكاتب وسهره ومعاناته ليقدم مجهوده الفكري وإبداعه وتميزه أيا كان حجم هذا المجهود ، لانتهت السرقات رويدا رويدا .
ولو تضامنوا القراء لمحاربة مثل هذا الداء المنتشر في ساحة المنتديات الانترنتية، لما كثر انتشار هذا المرض المروع!!
نقول ونشدد على أنه يجب على مدراء المنتديات والملتقايات والمواقع الثقافية ردع مثل هؤلاء المرضى الذين يريدون الصعود والشهرة على حساب أكتاف الكاتب . باللجوء إلى مثل هذه التغطية والانتحالات الأدبية المسوغة والمنسوبة للسارق .
وفي هذا السياق أقدم احترامي وتقديري للمشرفين والإداريين والمراقبين القائمين على احدى المنتديات "وأخص بالذكر صاحب المنتدى والقائم على المتابعة، ومراعاة حق الكاتب أينما ذهب في صفحات منتداه، ربما لأنه كاتبا حقيقيا وشاعرا يقدر معنى الكلمة .....
اذكر كيف أوقف مثل هذه السرقة في تجربة مماثلة وقعت في منتداه، بإبقاء النص المسروق والتنويه إلى النص الأصلي، وترك الحوار مفتوحا دون خجل أو تواطؤ ..، مما منع السارق "مريم عمران" وهو بالطبع اسم مستعار من الدخول مرة ثانية إلى منتداه الأدبي الكبير،"للأسف لم تسعفني الذاكرة اسم الشاعرة الأصل ) مما أعطى الكاتبة صاحبة النص حقها الأدبي والمعنوي والشخصي .
يبقى السؤال الذي يجب أن يجيب عليه أصحاب المنتديات هو :
- هل المراقب أو المشرف محصن من الاعتراف أو الاعتذار أو حتى التبرير !! أم انه يحملVIB لدي صاحب الموقع .... !!!
- وهل يجب على المراقب أن يكون كاتبا .... ؟ مما يضطر لسرقة المواضيع التي يشارك بها باسمه، أو "باسم مستعار" ؟؟
- وهل يجب على المراقب أن يكون شاعرا بين ليلة وضحاها ليرضي غروره وتعزيز موقعه بين كبار الكتاب والشعراء ؟! ولما يكتب باسم مستعار مادام لا يكتب بالسياسة أو الجنس على سبيل المثال ؟!
- وهل أصبحت المنتديات والملتقيان الأدبية عبارة عن مجموعة من العلاقات الشخصية والعاطفية والمحسوبيات الكانتوناتية ..؟؟
- وهل يجوز أن نسكت عن مثل هذه المهزلة ونكتم على الموضوع بحجة رأي المنتفعين: "أن ربنا أمر بالستر والتسامح" متجاهلين عقاب المتستر على السارق . والأنكي من هذا وذاك .. هو استمرار السارق في مكانته يسرح ويمرح ويسرق ويتبنى ما يريد من النصوص وربما يترقى بعد ذلك... والسؤال الأهم والذي استوقفنا كثيرا هو ؟؟!!
لماذا إذا نتعاطى مع المنتديات وننشر إبداعاتنا ومجهوداتنا بعد دعوات وإلحاح من أصحابها ؟! وروادها ما دامت حقوق النشر في المواقع الأدبية والثقافية غير محفوظة؟!، من الموقع نفسه على الأقل أم أننا طعم للمراقبين المحصنين من مدرائهم، وبالكنتونات الإدارية التي تحاك من خلف الشاشة الضوئية، وتواطؤ المكالمات الهاتفية الخاصة من اجل حصانة السارق .... ؟؟!!
..............
بقلم/هدلا القصار
هـذا الـرجـل
على مدارِ ضوءِ النهارِ يفكرُ
ويفكرُ بما يقرأُ
يرى ما يريدُ أنْ يري
يذهبُ في بحورِ الأساطيرِ
هذا الرجلُ ... يحللُ في السياسةِ
يتحدثُ عن الطبِّ البديلِ
يحلمُ بالسفرِ الجميلِ
ينجذبُ للماضي البعيدِ/ يتأملُ الحبَّ العُذريَّ
يُعجبُ بالألهةِ والدياناتِ
هذا الرجلُ... يدورُ ويدورُ حولَ نفسِهِ
يميلُ يميناً ويميلُ يساراً
يُحلِّقُ للأعلى
يهبطُ للأسفل
كدوارِ البحرِ يلتفُّ حولَ نفسِهِ
يتأبطُ ذراعيهِ شتاءً
يُحلِّقُ في السماءِ صيفاً
ثم يعودُ للحاضرِ المؤلمِ
فيصطدمُ فيه كالغريبِ
هـذا الرجلُ ... لأحاديثِ قهـوتِـهِ ألـوانٌ
يحدثُني عن بعضِ ما يقرأُ/ أو عن فكرةٍ تسكُنُهُ
يستشهدُ بفلسفةِ سقراط/ وأخرى عن آلهةِ الخصبِ
يُفسرُ لي بعضَ آياتِ القـرآنِ الكريمِ
ويبحثُ فـي الحـاضر ِعن عُقـدةِ أوديب
هـــذا الرجـلُ
لغروبِ نهارهِ نكهةٌ مختلفةٌ
يرتشفُ قهوتَهُ/ يُشعلُ سيجارتَهُ/ يُمسِّدُ شعرَ رأسِهِ
يتأملُ غروبَ الشمسِ
يقرأُ في كتبِ الأعشابِ/ يسألُني عن بعضِ أسمائها
يحاورُني في أزمةِ الوضعِ السائدِ
نتناقشُ /نتشاجرُ/ نختلفُ أحياناً/ نتفقُ أحياناً أخرى
وقبل انتهاءِ قهوتِنا يطلبُ مني اختيارَ مكانِ أمسيتِنا
أو يتركَ الخيارَ مفتوحاً
في المساءِ يستمعُ لجميعِ نشراتِ الأخبارِ
ويعودُ للقراءةِ قليلاً
بينما ينــادي النـومَ
والنـومُ ينـاديـه
في ليلةِ شتاءٍ باردةٍ... استسلمَ للنومِ باكراً
التحقتُ به متأخرةً/ ما إنْ لامستْ يداي الغطاءَ/ وجسدي الفراشَ/
حتى زحفَ إليَّ مختبئاً/ منكمشاً كالهاربِ من الخوفِ دسَّ رأسَهُ تحت إبطي/
نظرتُ إليهِ بدهشـةٍ !!!
رأيت نومَ الطفلِ في جفنيهِ/ ربَتُّ على كتفِـهِ بلمسةِ الأمِ لطفلِهـا
نظرتُ إلى وجهِهِ ... لتختفيَ !! جميع تلكَ الصورُ النهاريةُ كلُّها!!
دمدمتْ شفتايَ تقولُ
إنَّ هذا الرجلَ .... لا يمُتُّ بصلةٍ لــــــــــذاك الرجلٍ
العاصفةُ فيه قد هـدأتْ
والأمواجُ انسحبـتْ
والـدُوارُ استسلمَ
من ديوان نبتة برية