حول تعريب العلوم

عبير قهوجي

[email protected]

انتشرت في هذه الأيام المدارس الأمركيه والبريطانيه , وتهافت إليها جميع الخلق , حتى من يشتكي ضيق الحال وكثرة العيال ,,, فمن التقصير برأيهم ان تزج بابنك إلى مدرسة عربيه ليصبح المسكين ناطقا ومفكرا باللغة العربيه في جميع العلوم!!!وهي حال يأسى لها الفؤاد والعقل في هذا الزمان المأساوي , ولا تفتأ النسوة من حولي يسالنني   ((إلى أي مدرسة أودعت ابنك))؟ وعندما يأتي الجواب انها مدرسة عربية إسلاميه , فلا ترى إلا حاجبين مقوسين حزنا أو مرفوعين دهشة وكأنها مصيبة ألمت بالصبي أو عجيبة من عجائب الدهر.... لكنني كنت ومازلت معتزة بلغتي العربيه ,أؤمن إيمانا كاملا ان لغة القرآن هي لغة العلوم , واننا أقدر على الابداع حين نفكر كما ننطق ,,,. وكلما دار هذا الحوار بيني وبين إحداهن لا أملك إلا ان أعود بذاكرتي إلى مقاعد السنة الأولى من الدراسة الجامعيه حيث كانت بيننا وبين الأستاذ طلال جلسة حوار مفتوح أثارها هو وتناول موضوعها عن تعريب العلوم والدراسة باللغه العربيه بين مؤيد لها ورافض , فكان حانقا على دراسته مهاجما لسيلسة التعريب برمتها,, وكنت حينها ممن أدلى بدلوه مؤيدة التعريب من حيث اننا ان لم ندرس بلغتنا العربيه ونحن عرب ولم نفكر بالعربية ونحن عرب فلن يعلو لنا ذكرا ولن يسمع لنا ركزا ونحن عرب , ثم ان من سبقوناوتغذوا من أمجاد علومنا وحضارتنا الغابره قد رفعوا من لبنات وضعها علماء عرب صروحا عالية من العلم والحضارة ولكن بعد ان ترجمت إلى لغتم فلم تأت تلك الصروح والامجاد بألوان عربيه إنما اتت بملامح غربيه لأنهم تحولوا إلى لغتهم ,فلم يكتبوا العلم بمداد عربي  إنما بأقلامهم الغربيه وان ذلك من الذكاء والفطنة بمحل .. فلم نأت نحن ونزيد في بنيانهم علوا وبأمجادهم عزا بدراستنا بلغتهم  ؟؟؟انا لا أقول ان لا نتقن لغتهم ولا نتعلمها بل هو واجب اكيد ,, لكني أؤيد تعريب العلوم والاضافه لها بعقول عربيه وبخط عربي ,,كانت هذه كلماتي التي أسمعتها لجمهور الصف واثقة برأي وتفكيري , فما كان من الاستاذ الكريم إلا ان أعقب كلماتي بتهكم مدعيا ان التعريب ليأتي بكلمات تثير السخريه وكان مثال ذلك عند كلمة (غول ) وهي معربة كما يدعي من كلمة  ( AL COHOL ) الكحول ... هنا ...لم أملك إلا ان أصوب إليه سهم الحق قبل ان تلتصق بالعقول معلومة مغلوطه والعلم فوق الجميع ,,,فقاطعته لضرورة الموقف قائلة : أستاذ أن كلمة غول هي الكلمة العربية التي وردت في القرآن الكريم في سورة الصافات في وصف خمر الجنه قال تعالى : (( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون )) أما كلمة كحول فهي ولادة غربيه من الام العربيه ((غول)) لغتنا يا أستاذنا الفاضل هي أم اللغات بغض النظر عن سياسات التعريب أو التغريب ...... بعد كلماتي هذه سادت لحظات من الصمت حسبتها سنه ثم أفاق الاستاذ من صدمته اللغويه على ضجيج الطلاب وهم يتباحثون موضوع الجدل بفوضى عارمه أما الاستاذ فقد أنهى المحاضره بعد ما وقع له من محاصره ......

عذرا للأستاذ ولكن أظنني أنقذت ما يزيد عن مئة دماغ من معلومة خاطئه والمصلحه العامه فوق الخاصه ..