آخر ابتكارات الموضة العصرية

آخر ابتكارات الموضة العصرية

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

آخر ابتكارات الموضة اليوم وبعد تعرية الساقين والفخذين هو تعرية الثديين ، وهي موضة بدأت تنتشر في ارجاء الكون ، ومعها بدأت الابتكارات والاختراعات والتصاميم تسرف في تشكيلات الموضة والتي تتحايل على اظهار الاثداء وابرازها ، وذلك بعد ان انتهت موضة تعرية الظهر والخصر والمؤخرات ، وآخر ابتكارات الموضة يلتقطها مروجوا الموضة مباشرة ومن على منصات العرض في دور الازياء وتعرض على مجتمعاتنا الاسلامية المحافظة جدا ، وبواسطة القنوات الفضائية التي يديرها ويملكها رجال اتقياء محافظون جدا حفظهم الله ، وفي العادة يمتلك هؤلاء الاتقياء الى جانب هذه المحطات التي تروج لاحدث التقليعات الاوروبية ، يمتلك هؤلاء محطات جانبية اسلامية دعوية يطل عليها ومنها اصحاب هذه الامبراطوريات الاعلامية ليقدموا للمستمع المؤمن دروسا في الايمان والتقى والورع ، وهو نوع من انواع الزهد والتقى الفضائي والذي اعتادت عليه عيوننا بعد ان امتلك هؤلاء المال والدين وشيوخه، وتحول الشيوخ الى شيوخ بنجمات ذهبية كفنادقنا السياحية المتعددة النجوم والتي تجمع في وقت واحد المؤتمرات الدينية والفنية والوطنية والانسانية ، وتمر على الجميع اشكال العهر المدفوع الثمن دونما استنكار كنوع من انواع الانفتاح المتعدد الاوجه ، ومع الانفتاح تتعدد اشكال هذا الفتح والانفتاح ، فمنهم من يفتح جيوبه ، ومنهم من يفتح فمه ، ومنهم من يفتح بنطلونه ، ومنهم من يفتح كل مالديه من فتحات ، فتح الله علينا جميعا!!!!!!

اخر ثورات الموضة والتي انتقلت فورا عبر مذيعاتنا الفاضلات واللواتي اسال الله ان يطيل اطلالتهن البهية علينا ، اخر هذه الثورات والتقليعات تتمثل في اظهار الاثداء عارية مكشوفة ، وهي تقليعة بدأت تنتشر على فضائياتنا المحترمة بعد ان اصبحت تقليعة التنورة القصيرة جدا من عاديات التاريخ ، ولهذا فان مسابقات اختيار المذيعات اليوم تضع على رأس اولوياتها ان تكون المذيعات من صاحبات الاثداء الكبيرة ، تشجيعا من اصحاب هذه المحطات الفضائية على تناول الحليب ، ولاباس ابدا من ان تدلّي المذيعات اثدائهن ليرضع منها المشاهد ثلاث رضعات مشبعات كي تصبح المذيعة محرمة عليه ويحل للمشاهد العربي المؤمن التنعم بالنظر اليها وفقا للمذهب الخشعفري ، كما وقد لوحظ ان بعض المحطات بدأت في توظيف مذيعات او مقدمات برامج او استقدام ضيفات للمشاهد العربي المؤمن مع اشتراط الحضور امام المشاهد العربي المؤمن والمحروم without kalson حفاظا على جمهورية وجماهيرية المحطة الفضائية والتي تتسابق على تقديم اشهى الاطباق النسائية للمشاهد الكريم كي يحافظ على عروبته وايمانه ومقدساته !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!

لقد كان اغرب ماشاهدته عيناي هي تلك الموضات التي لم يتقبلها حتى الغرب الذي صنعها وقرف منها، واضرب مثالا على ذلك موضة الاحذية الرجالية وهي السائدة اليوم في البلدان العربية والتي رفضها الغرب منذ اليوم الاول لصناعتها لقبحها والاذى الكبير الذي تسببه للقدمين ، والمضحك ان الزائر للبلدان العربية والذي التزم بانتعال الحذاء العادي والصحي يوصف بالتاخر بسبب انتعاله لحذاء تجاوزته الموضة العربية ، حيث تقاس العقول والوجاهة تبعا لطول الحذاء ، فكلما طال الحذاء ، طال معه مقام الرجال وعلت بهم الهامات وفسخت لهم الجلسات ، وخاصة اذا كان هذا الطول مترافقا مع بذلة انيقة متعددة الالوان ، ولست انسى ابدا كيف اني فوجئت بالاستقبال البارد جدا من بعض اصحاب المناصب في البلدان العربية ، ثم عرفت بعد ذلك ان السبب في ذلك هو فقداني للذوق في ارتداء اللباس في بلدان تبدلت الاذواق فيها بعد ان اصبح المقياس فيها طرديا مع طول الحذاء ومدى دقته من الامام ، وهو حذاء لايصلح ابدا الا لقتل الصراصير والتي تعشش في اذهان تلك العقليات المريضة والعفنة .

مااصعب واقسى ان تنحدر امة اختارها الله لنشر رسالة النور الى مستويات دنيا من الانحدار والسقوط ، في نفس الوقت الذي ينظم العالم جهده لوضعنا في تلك المقامات المتمثلة في الاحذية الرائجة في الاسواق العربية فقط.