بين أهل السنة وأهل الفتنة

بين أهل السنة وأهل الفتنة

محمد هيثم عياش

[email protected]

أرسل لي مجهولون تقريرا يهاجمون فيه جماعة الاخوان المسلمين والحركة السلفية المعروفة لدى العوام من الناس بـ / الوهابية / ويتهموننا بأننا ننتمي الى حركات مشبوهة كما ووضعوا حزب التحرير ضمن لائحة الشبهات . الا أن هؤلاء المجهولين أعلنوا عن أنفسهم بتبعيتهم لجماعة الشيخ عبد الله الحبشي الذي يعتبر رأس فرقة تعتبر أكثر المنظمات الاسلامية ثراء كما وتتمتع بحماية واحترام من اجهزة الامن الاوربية والعربية ايضا ، فالفعاليات الأمنية في المانيا وضعت اكثر المراكز الاسلامية تحت مراقبتها بينما تتمتع  هذه الفرقة بحرية ودعم من الاجهزة المذكورة .

وحذر هؤلاء في تقريرهم العامة من الناس من جماعة الاخوان المسلمين ، متهمين صاحب هذه السطور بأنه , صحافي وهابي اخواني محذرين من التعامل مع الصحافيين الوهابيين .  وقد ذهب الجهل بهؤلاء عندما وضعوني في زمرة اولي الجهاد والفضل من الاخوان والحركة السلفية التي يطلق الجهلة عليها بـ / الوهابية /  الا أنه ربما يكون جراء  متابعتهم  مناقشة تلفزيونية جرت بيني وبين رجل الماني مسلم يعمل في حقل القضاء  يوم االاحد من 9 كانون أول/ديسمبر الحالي بمشاركة رئيسا دائرة المخابرات الالمانية والدائرة الاتحادية لحماية الدستور ارنست اورلاو وهاينتس فروم ، أعلن فيها بأن زعيم تنظيم القاعدة  أسامة بن لادن  ليس له علاقة بالسنة النبوية فأجبته  بأن أعداء الرجل المذكور لم يتهموه بأنه ليس له علاقة بالسنة النبوية لأن ذلك كفر بل يحمل أفكارا  يجب مناقشته فيها ولا نستطيع أن نقول بأنه من الخوارج   الذين قاموا بتأويل القرآن الكريم والسنة النبوية حسب فكرهم ، ويعتبرون  المسلمين كفارا  لأنهم رضوا بالأمر الذي تعانيه الامة الاسلامية أي أن الخوارج قاموا بتكفير المجتمع الاسلامي عندما قامت الصحابة بتحكيم القرآن أثناء الفتنة التي وقعت بينهم بعيد مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنههم أجمعين .

وجماعة الاحباش هذه التي لها قوة سياسية في لبنان معروفة باستمساكها بالبدع التي حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، ويناصرون أيضا الطغاة من حكام منطقة الشرق الأوسط مثل نظام الطاغييتين بشار اسد ومعمر القذافي بل ويؤيدون مذهب التشيع ولا يزالون يعتقدون بإخلاص الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وقاموا بتقل الأفاضل من علماء هذه الامة مثل مفتي لبنان الشيخ حسن خالد والدكتور صبحي الصالح رحمهما الله تعالى .

ودعونا نتطرق الى آراء خبراء السياسة في المانيا في جماعة الاخوة المسلمين ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، فقد أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة هومبولدت لبرلينية  هانس ليبر في كتابه النظريات السياسية منذ القِدَم الى وقتنا هذا بأن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تعتبر رائدة الحركات الاصلاحية منذ القرن التاسع عشر فجميع الحركات الاسلامية التي ظهرت في القرن العشرين تأثرت بفكرها وعزا ليبر محاربة الدولة العثمانية للحركة الى تأثير الصوفية عليها وتأليب أولئك الذين لا يريدون الخروج من الظلام الى النور  على تلك الحركة ، فالدين الاسلامي دين منفتح يطالب بالعلم والحوار واصفا الحملة الشعواء على الحركة السلفية  التي لا تزال يقودها جماعات واحزاب بأنها ظالمة والسلفيين مظلومين . بينما أكد رئيس معهد الشرق الالماني للسياسة الاسلامية والعربية / غير استشراق / اودو شتاينباخ ان جماعة الاخوان المسلمين والحركات الاسلامية الاصلاحية الأخرى تأثرت تأثيرا كبيرا بالحركة السلفية التي قادها الامام محمد بن عبد الوهاب وان الإمام حسن البنا جاء من عباءة هذه الحركة مفندا دعاوى الذين تركوا السياسة للسياسيين مؤكدا بأن الاسلام دين   من ودولة  من الصعب فصلهما وان الصوفية الحديثة  هي وراء عودة المسلمين الى الوراء  بينما اعتبر استاذ علوم مادة الاسلام والعربية في جامعة هامبورج جيرنوت روتر الذي يعتبر احد علماء اللغة العربية وأشرف على معهد جوته للأدب الالماني  في بيروت ودمشق لمدة  وصلت الى اكثر من 15 عاما بأنه لو ساهمت  الدولة العثمانية  بدعم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لبقيت الى وقتنا هذا دولة الخلافة مؤكدا في كتابه  / سيوف على مفتري الاسلام /  بأن جماعة الاخوان المسلمين تعتبر كبرى الحركات الاسلامية التحريرية في العالم وان الإمام حسن البنا رجل إصلاح ومجدد مؤكدا بأن حركة الأحباش لا تملك فكرا سياسيا ناضجا وأنها ألعوبة بيد حكومات تحارب الصحوة الاسلامية.