تعقيباً على برنامج "القاهرة اليوم"
تعقيباً على برنامج "القاهرة اليوم"
وحلقته الخاصة بزكريا بطرس
محمود القاعود
[email protected]
فى
يوم السابع من نوفمبر 2007م قدم الإعلامى المشهور " عمرو
أديب " حلقة من برنامجه الشهير " القاهرة اليوم
" تعرض فيها للقمص زكريا بطرس ، قمص الكنيسة الأرثوذكسية المصرية ، والذى لا يشغله
شئ فى الوجود سوى سب الإسلام وقذفه بكل منكر وباطل وإفك وبهتان .
تحدث الإعلامى عمرو أديب عن ضيقه وضجره مما يقوله القمص وأن الكيل قد " طفح " وأنه
لم يعد يحتمل أكثر من ذلك للسكوت على إهانات القمص التى يوجهها للإسلام ليل نهار
من خلال عشرات الفضائيات التى تبث برامجاً مسيئة وفى قمة التطاول على الرسول صلى
الله عليه وسلم .
وتساءل أديب عن أن العالم الإسلامى انتفض وغضب من الرسوم الكاريكاتورية - المنشورة
فى إحدى صحف الدنمارك - المسيئة للرسول الكريم وعدم الغضب من أحاديث القمص المليئة
بالسباب المقذع المبتذل الموجه لشخص المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وتابع عمرو أنه لن يسكت وأنه يُصعد الموضوع وأنه يُريد الذهاب إلى "
قبرص " ليُوجه إلى القمص كلمة واحدة " أعدى
البحر وأقول له كلمة واحدة " .
وناشد عمرو رئيس الجمهورية أن يسحب الجنسية المصرية من القمص وأنه لا يُشرف
المصريين أن يكون مثل هذا الشخص محسوباً على المصريين
وعرض عمرو على مشاهديه أن يُدلوا بآرائهم ومقترحاتهم فى الموضوع وكيفية الاقتصاص من
القمص وإيقافه عند حده .
واستضاف عمرو الدكتور " محمد سليم العوا " الأمين
العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ، ليُناقش الموضوع ويُدلى برأيه فيه .
وقد
تحدث الدكتور العوا عن سماحة الإسلام موضحاً أن أسلوب القمص بذئ ومتهافت وأن ثقافته
ضحلة وعرض على الحكومات الإسلامية تقديم طلب لإيقاف إهانات القمص ومقاطعة " قبرص "
التى تأويه وعرض الدكتور العوا للموضوع بشكل قانونى وأوضح أن سحب الجنسية قد حدده
القانون المصرى بعشر حالات مشيراً إلى أن فى العشر حالات ما يقضى بسحب الجنسية عن
زكريا بطرس .
كذلك قال العوا أن زكريا بطرس عليه حكم جنائى نهائى فى قضية تزوير ، وفى تلك الحالة
يحق للحكومة المصرية أن تتقدم بطلب للإنتربول الدولى ليقبض على القمص ويُسلمه
للحكومة المصرية .
وتلقى البرنامج العديد من الاتصالات التى وضحت كذب زكريا بطرس وأنه يهرب من
المناظرات وأن العديد من علماء الإسلام قد ردوا عليه وبيّنوا كذبه وفضحوا افتراءاته
. وتحدث البروفيسور " زغلول النجار " عبر الهاتف
موضحاً حقيقة الكتاب المقدس وأنه محرف وأنه " مكدس " وليس " مقدس " وأن الله لم
يُنزل شئ اسمه العهد القديم أو العهد الجديد بل أنزل التوراة والإنجيل .
وتلقى البرنامج اتصالاً من أحد النصارى ادعى أن أسلوب القمص يُشبه أسلوب الدكتور
" محمد عمارة " المفكر المعروف فى تعرضه للنصرانية
، وقد رد الدكتور العوا بأن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق وأنه لو كان الدكتور
عمارة يتحدث بمثل أسلوب القمص لكان هو – أى العوا – أول من يتصدى له .
وأشار عمرو إلى أن القمص هرب من مناظرات عرضها عليه أناس من ( السعودية وقطر ودول
أخرى ) ، وطالب عمرو الكنيسة المصرية بإصدار قرار فصل وحرمان له رقم وتاريخ لهذا
القمص وتجريده من ملابسه الكهنوتية ، بعيداً عن قصة " الشلح " التى يقولونها ؛ إذ
أن القمص مستقيل ولم توقع الكنيسة عليه أى عقاب مما يُعطى انطباعاً أن الكنيسة هى
التى تحرض زكريا بطرس .
وحاول الأنبا مرقص ( أسقف شبرا الخيمة ) أن يُلبس الأمر ويقول أنه مستقيل وليس
للكنيسة وصاية عليه ، فأفحمه الدكتور العوا وضرب له بعض الأمثلة لأشخاص أصدرت
الكنيسة ضدهم عقوبات بالحرمان وأمرت بعدم الصلاة عليهم ومع ذلك ليست للكنيسة وصاية
عليهم ..
وتعقيباً على تلك الحلقة نقول :
· سامحك
الله يا عمرو أديب ! لقد نبشت قبراً أغلقناه منذ أن فُتح .. فالجميع يعلم أن زكريا
بطرس ظاهرة انتشرت لعدة عوامل :
- أنه
المُنصّر الذى استهدف العالم العربى بأكاذيبه التى يبثها من خلال فضائيته ، ساعده
على ذلك كونه مصرى يوجه أحاديثه للمصريين والعرب ويلفت انتباههم بالزى الأسود الذى
لا يرتديه سوى قساوسة وقمامصة مصر .
- أنه
يعتمد فى سرده للأكاذيب على طرق قد تبدو للجاهل أنها منطقية مما يجعل كلامه المغلوط
محل أخذ ورد وجدل ومناقشة .
- أنه
يُظهر عنترية فارغة تخالف الواقع ، فنراه فى برامجه يتحدى شيخ الأزهر وعلماء
الإسلام ، والحقيقة أنه يبغض المناظرات بغض الموت .
- أنه
مُمول تمويلاً ضخماً من جهات كنسية وصهيونية لتنفخ فيه وتجعل منه بطل الأبطال وتروج
له وتؤسس له عشرات الفضائيات التى يظهر عليها بشكل مستمر ودائم ليُهاجم القرآن
الكريم والرسول العظيم صلى الله عليه وسلم .
- أن
شهرته تعتمد فى الأساس على سب الإسلام وقول كل منكر وباطل فى حق الرسول صلى الله
عليه وسلم ، حتى يلفت الأنظار إليه لعلمه أن ما يفعله يُشعل الغضب فى صدور المسلمين
الذين يتأذون من سب الرسول والإسلام .
- سعادة
النصارى بما يقوله وإضفاء هالة من القداسة عليه وجعله البطل المغوار الذى حررهم
من ظلم المسلمين وتعرض علمائهم للعقيدة النصرانية ويستدلون على ذلك بالشيخ محمد
متولى الشعراوى والشيخ أحمد ديدات والدكتور مصطفى محمود والدكتور زغلول النجار
والدكتور عمر عبدالكافى و غيرهم ممن ناقشوا المعتقدات النصرانية .
- أنه
يتحدث من خارج العالم العربى ويستقوى بالقوى الصليبية التى تأويه وتحميه ، وهو يعلم
أن الحكومات الإسلامية تُضيق على من يردون عليه وتعتقلهم وتشردهم ، فتبدو المواجهة
محسومة بالنسبة لصالحه .
· حديث
عمرو أديب جاء فى وقت اختفى فيه زكريا بطرس تماماً وبعد أن أعلن إفلاسه واعتماده
على تكرار أقواله المكذوبة التى فندها الآلاف من المسلمين وبعد أن تم فضحه وتوضيح
عجزه عن الرد على المسلمين ، وظهور فضائيات تُخرسه تماماً وتوضح عوار أقواله
المفتراة الكاذبة ، وللأسف جاء عمرو فى وقت غير مناسب ليُحيى هذا الميت الذى زهقت
أباطيله منذ ميلادها .
· حديث
عمرو جعل من زكريا بطرس فى نظر أتباعه بطل وشهيد وأنه يُحارب فكرياً ، وأن
الإرهابيين يُريدون قتله وخطفه !!
· حديث
عمرو أشبع شهوة زكريا بطرس فى الشهرة وأن يصل اسمه إلى البيوت العربية وأن يُصبح
مثار أحاديث واتصالات ولقاءات ومحاورات .
· حديث
عمرو جاء كأنه يقول أن المسلمين عجزوا عن الرد عليه ! ولو كلف عمرو نفسه عناء البحث
على الشبكة العنكبوتية لوجد آلاف المقالات والكتب ( ومنها كتاب صاحب هذا القلم :
محنة العقل عند زكريا بطرس ) التى ترد عليه وتبين
كذبه .
· حديث
عمرو اعتمد على بعض المعلومات الخاطئة ، منها قوله بأن زكريا بطرس مقيم فى " قبرص "
مما دفعه للوصول لنتيجة خاطئة وهى مقاطعة حكومة قبرص وأن يذهب إلى زكريا بطرس فى
قبرص و ... و .... ، والحقيقة أن زكريا بطرس مقيم فى "
الولايات المتحدة الأمريكية " منذ بدايات الألفية الثالثة الميلادية .
· أضفى
عمرو نوع من الأهمية على زكريا بطرس وجعل لأقواله الهشة قيمة كبيرة بحديثه عن
محاكمته دولياً ، مما دفع زكريا بطرس أن يعتقد بأنه فلتة زمانه وأن أقواله السقيمة
لا يوجد من يرد عليها ، وأنها أحدثت صدمة كبيرة للمسلمين .
· طلب
عمرو أديب من رئيس الجمهورية سحب الجنسية المصرية عنه أعطى لزكريا بطرس قيمة لم يكن
يحلم بها فى يوم من الأيام ، ليأتى بعد ذلك ويقول أن أحاديثه عن الإسلام جعلت رئيس
أكبر دولة إسلامية يسحب عنه الجنسية ! وليدعى لنفسه بطولة زائفة ، فيقول أثناء رده
على هذه الحلقة فى تسجيل صوتى بموقعه بالإنترنت :
((
إن جنسيتى المصرية ليست مثبتة فى ورقة تُسحب ولكنها
موثقة فى دمائى الفرعونية التى تقدست بسر المعمودية فى العصر القبطى للتاريخ
الفرعونى الأصيل )) !!
وأن
يقول موجهاً حديثه لعمرو : (( أما أنت فابحث عن جنسيتك
الأصلية فربما تجد نفسك من بنى قريش أو بنى قحطان الذين غزوا بلادى الفرعونية
واحتلوها وادعوا أنهم أصحاب البلاد )) !!
وأن
يُواصل قائلاً مادحاً نفسه : (( عندى جنسية أخرى لا
تستطيع أنت ولا أى سلطة على الأرض أن تسحبها منى انها الجنسية السماوية التى وهبها
لى الفادى والمخلص يسوع المسيح )) !!
ويواصل تمجيد نفسه : (( أنا قيمتى فى المسيح مش فى كلامكو
)) !!
((
قيمتى محفوظة عند الله )) !!
· صورة
عمرو أديب وظهوره بمظهر الذى عجز عن فعل أى شئ فى التصدى لزكريا بطرس جعل الأخير
يسخر منه بصورة مبتذلة ويقول موجهاً حديثه لعمرو :
((
اسم الله عليك يابنى من أى سكتة قلبية أو انفجار فى
المخ )) .
· محاولة
عمرو أديب إظهار الكنيسة المصرية بأنها بريئة من أفعال زكريا بطرس وأنها تقدر أن
تُعاقبه وتصدر بحقه قرارات حرمان وفصله وعدم الصلاة عليه ! وهذا مخالف لما هو عليه
جميع الناس من أن الكنيسة المصرية هى المحرض والممول لزكريا بطرس ويبدو هذا جلياً
فى رد زكريا بطرس على عمرو أديب بخصوص هذه النقطة قائلاً ::
((
لا الحكومة تقدر تملى عليها – أى الكنيسة – رأيها ولا
عمرو أديب يقدر يملى رأيه عليها ، الكنيسة تسير مرشدة بالروح القدس ووفق قوانين
مضبوطة ومدروسة لكل شئ ، فمتنعاش هم الكنيسة .. تقدر تعمل كل حاجة – أى الكنيسة –
بس مترضاش تخالف ضميرها ، ومتقدرش تعمل حاجة ضد القوانين الموضوعة منذ أكثر من ألفى
عام ، فماتتعبش نفسك فى الاتجاه ده لأن الكنيسة مهياش " شخشيخة " فى إيد دولة ولا
إيد ناس والكنيسة عارفة أمورها جيداً ، وتقدر تعمل اللى ضميرها يرضى عنه ، فمتثتثرش
الكنيسة ، الكنيسة عارفة بتعمل إيه بالظبط ولو لقت إن فيه حاجة تقدر تعملها هتعملها
، وريح نفسك من جهة الكنيسة ))
عبارات صريحة وواضحة يُقر فيها زكريا بطرس أن الكنيسة المصرية هى التى توافق على
نهجه المُسئ للإسلام ، فلا حاجة لأن يدعى البعض أن الكنيسة المصرية ترفض أفعاله
وإساءاته .
لقد
خان التوفيق عمرو أديب حينما تحدث عن هذا القمص الذى قضت عليه ردود المسلمين ، حيث
بدت أقواله أنها تلميع لهذا القمص وأن علماء الإسلام عجزوا عن الرد على تُرهاته
وأكاذيبه التى يسرقها من كتب المستشرقين ويخرج ليُرددها بأسلوبه البذئ المتضمن
للإساءات والتطاولات .
نعتب على " عمرو أديب " تحدثه بتلك الطريقة التى تُعطى انطباعاً بأن هناك عجزاً فى
الرد على افتراءات وأكاذيب " زكريا بطرس " ، وربما يعود ذلك لانشغال عمرو وعدم
تتبعه لما يُكتب ويُبث فى الرد على هذا القمص ، لكنه كان من الواجب عليه وهو
الإعلامى القديم أن يبحث عن الموضوع من جميع جوانبه وألا يكتفى بطبع كتب القمص من
موقعه وتسجيلاته الصوتية والتلفزيونية ، ثم يقول لا يوجد مسلم رد عليه !!
لقد
تسبّبت هذه الحلقة فى بلبلة كنا فى غنى عنها وجعلت من " كورال " زكريا بطرس يطن
ويعوى مندّدا بالتحريض على الإرهاب الفكرى ومظهراً لعجز المسلمين فى الرد على
افتراءات زكريا بطرس !!
السؤال الذى يطرح نفسه بشدة : ماذا إذا رجع أهل الإعلام فى بلادنا إلى أهل الاختصاص
؟؟ هل فى ذلك عيب ؟
لماذا استضاف عمرو أديب الدكتور " محمد سليم العوا " الرجل الحقوقى ، ولم يستضف أى
عالم من علماء مقارنة الأديان – ومصر مليئة بهم – ليتحدث ويرد على افتراءات زكريا
بطرس ؟!
يا
أهل الإعلام فى بلادنا العربية والإسلامية : نتوسل إليكم أن تُجهدوا أنفسكم قليلا
فى البحث عن الحقيقة ولا تأخذوا مواضيعكم من جانب واحدة وزاوية وحيدة بل ابحثوا عن
الموضوع من جميع الجوانب وقتها ستريحون أنفسكم .
ومبروك لزكريا بطرس أن بُعث من جديد على يد عمرو أديب ولا عزاء لجميع الذين قاموا
بالرد على زكريا بطرس وبيّنوا كذبه وكشفوا وفضحوا افتراءاته !
والله غالب على أمره.