رائع يا كتلة الصحفي ولكن
رائع يا كتلة الصحفي ولكن!
هنادي نصر الله
[email protected]
سأستبقُ المؤتمر الإعلامي الذي دعت
إليه كتلة الصحفي الفلسطيني والذي من المتوقع أن يُعقد في الأول من نوفمبر تشرين
الثاني من هذا العام لأقول"مرحبًا بهذه المؤتمرات إن كانت ستُنصفنا وتُنصفُ إبداعنا
المُنهكُ من كثرةِ غفلة وُلاة أمرنا لنا،وتجاهلهم لما نحمله من أناتٍ وآهات نترجمها
عبر أوراقنا بحبرِ أقلامنا التي تقطرُ يوميًا بآلاف الدمعات المُشبعة بإحساس القهر
والهوان الذي قضى على أحلامِنا وطموحاتنا في عصرٍ صحفيٍ جريء،يحترم حقوقنا ويُلبي
رغباتنا ويُرضي ذواتنا!!.
في إحدى أوراق المؤتمر الإعلامي الذي
يُعتبر الأول من نوعه في قطاع غزة ستناقش الصحفية الفلسطينية"سمر شاهين"واقع
الصحفية الفلسطينية وستُعرج على طموحها الصحفي،وبالطبع ورقة عملها ستُجمل (حسب
إعتقادي)حال الصحفيات الفلسطينيات اللواتي يحلمن بنقابةٍ مهنيةٍ تُوحدُ جهودهن
المبعثرة هنا وهناك،وتأخذ بأيديهن من خلال صقل مواهبهن وإبداعاتهن الصحفية
المتنوعة الجوانب والأشكال من إعلامٍ إذاعيٍ ومرئيٍ ومكتوبٍ وإلكتروني ومؤسساتي
وجماهيري ........الخ .
جميلُ جدًا أن تُناقش إحدى جلسات
المؤتمر واقع الصحفية الفلسطينية المكبل بالجراح والحافل بالتحديات الجسام فلا
زالت الصحفية الفلسطينية تخطو كالسلحفاءوإن حاول البعض إثبات عكس ذلك من خلال سرده
لبعض النماذج الواعدة في الحقل الإعلامي النسوي،لستُ متشائمة ولكني أجزم أن
الصحفية الفلسطينية لم تأخذ فرصتها بعد؛لتحلق في عالم السمو الإعلامي ولتضاهي في
إمكانياتها الهائلة نظيراتها في العالم العربي بل والدولي أيضًا.
فالصحفية الغزية لازالت رهينة للتمييز
القسري ،ولعل رفض بعض الإذاعات المحلية حتى الآن لإستيعابها مذيعةً لأكبر برهانٍ
على ذلك،وهذا بالتأكيد يرجع إلى التمسك بالعادات والتقاليد التي تُحابي الرجال
وتُفضل الإعلامي الذكر على الأنثى رغم أن الدين الإسلامي أنصف المرأة فالفتاوى
الشرعية تُثبت بالدليل القاطع على أن صوت المرأة الإعلامية ليس بعورةٍ وهذا يعيه
جيدًا أئمة مساجدنا ومثقفينا ومع هذا لازالت المذيعةُ في بلدنا مضطهدة الحقوق !!.
من جانبٍ آخر نجد بعض وسائل الإعلام
تحصر عمل المرأة الصحفية في الجوانب الإنسانية والأسرية والإجتماعية ،بحجةِ أنها
تتقنُ معالجتها لهذه الجوانب،وفي المقابل لايُسمح لها(إلا ما ندر)بتناول الموضوعات
الصحفية السياسية إيمانًا من القائمين على بعض وسائل الإعلام بأن الصحفي الذكر
يبدعُ في طرحها وتناولها ومعالجتها ويبدو أن(بعض) وسائل إعلامنا تناست الآية
الكريمة التي تقول"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".!!
أضف إلى ذلك غياب روح المنافسة الشريفة
في الوسط الصحفي بوجه عام فلا تُوجد مسابقات إبداعية حول عملٍ إعلاميٍ معين،ناهيك
عن ندرة اللقاءات التوعوية أو الدورات التدريبية التي تجمع الإعلاميات؛فتقوى بذلك
أواصر التعاون البّناء التي تُسهم في إطراء المواضيع الصحفية المنوي معالجتها في
مختلف وسائل الإعلام.
فيا أيها الصحفيون لا يُمكن أبدًا أن
ينجح إعلامنا الفلسطيني في مواجهة التحديات التي تعترضه بل في القيام بمسئولياته
الجسام ما لم تُأخذ بعين الإعتبار قضايا الصحفية الفلسطينية ،وفي المقابل فأنا أدعو
الصحفية الفلسطينية لأخذ زمام المبادرة فعليها آلا تنتظر من مجتمعها إنصافها بل يجب
أن تُجبره على ذلك من خلال إقناعها له بأهمية دورها الجهادي في خدمة القضية
الفلسطينية ورفدها بالتغذية المعلوماتية الصحيحة من خلال تبنيها لقضاياها الوطنية
المختلفة بمسئوليةٍ ومهنيةٍ عالية وحسٍ وطنيٍ لا تخشى في ذلك إلا الله ـ عزّ وجل ـ
.
ليكن مؤتمر كتلة الصحفي الفلسطينية
بداية صحيحة نحو واقعٍ صحفي جريء يتحدى الحدود ويتخطى كل العراقيل،وينصف الجميع على
قاعدة الكفاءات المهنية والقدرات الصحفية لا على قاعدة الإنتماءات الحزبية أو هذا
صحفي وتلك صحفية!!
بقي أن أوجه كلمتي إلى نقابة
الصحفيين(الصورية)التي لم تُكلف نفسها ولو مرةً واحدة ليس فقط في الدفاع عن قضايا
الصحفيين بل لحصر أسمائهم أيضًا!!.
أتحدى إن كان لديها إحصائية واضحة
ورسمية حول الصحفيين والصحفيات الجدد والقدامي على اختلاف توجهاتهم ونوع الوسيلة
الإعلامية التي يعملون بها.
استهتارٌ واضحٌ عانى ويُعاني منه
الصحفيون لا أدري إن كان مؤتمر(جراند بالاس) وهو مكان انعقاد المؤتمر الإعلامي
الأول سيكون بمثابة ناقوس الخطر الذي يدق؛لتوعية الصحفيين بحقوقهم المنتزعة منذ
أعوامٍ طوال،لا أدري إن كان سيشكل حالة استنفارٍ في صفوف الصحفيين فتجعلهم قادرين
على إجبار نقابة الصحفيين على الإعتراف بحقوقهم في إنتخاباتٍ حرة ونزيهة تمهد
الطريق أمام أصحاب الطاقات الإعلامية لخوضها ويقول فيها الصحفي كلمة الفصل والحق؟.
جميلٌ جدًا أن تُفكر كتلة الصحفي
الفلسطيني بمؤتمر ٍ يُناقش حال الإعلاميين ولكن الأجمل أن يُفكر الإعلاميون جميعًا
في حلٍ عادل يُخرجهم من المأزق الخطير الذي وصلوا إليه جراء تعنت نقابتهم الموجودة
زورًا وشكلًا! فهل سيتجرأ الصحفيون ويُقدمون على حل إشكالياتهم الكثيرة أم أنهم
يخشون من تسليط سيف رام الله تجاه رقابهم؟!!