الشيعة والصحابة والإسلام
محمد هيثم عياش
شغلتني رسائل تلقيتها عبر البريد السريع / الايميل / من أحد رؤس الشيعة في العراق ادعى فيها بأنه طبيب في الجمجمة والاسنان وخبير في شئون تاريخ العراق السياسي هذه الرسائل تشتم الصحابة رضوان الله عليهم وتنتقص من زعماء الأمة الاسلامية وتتهمهم بالطغيان والاجرام ، بالكتابة عن الأحداث الجسام التي تشهدها منطقتنا الاسلامية مثل العنف السائد في العراق والحرب الخفية بين تركيا والولايات المتحدة الامريكية بسبب مسالة الاكراد وازدياد لهجة الحرب بين امريكا ومعها اوروبا ضد ايران وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لايران مؤخرا وتأكيده دعم موسكو لطهران بملفها النووي ووقوف الروس ودول بحر قزوين ضد امريكا .
وأرغمتني هذه الرسالة بالرد على أصحابها واصبحت مثل قول الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان رحمهما الله تعالى عندما سأله أحدهم ما اذا كان قد بكى على الخليفة الراشد أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما استشهد فأجاب بأن الغضب له شغله عن البكاء عليه ، ونحن لا نتباكى على الصحابة الا أننا نحزن عليهم جراء افتراء المفترين عليهم فالسبب في هذه الافتراءات فتوحاتهم للعالم ونشر الدعوة الاسلامية وتبليغهم الرسالة النبوية ونشرهم العدل في العالم وأخراج العباد من عبادة العباد الى عبادة الله فقد زعم صاحب هذه الرسالة بأن الحجاج بن يوسف قام بتحريف القرآن الكريم وان معاوية رضي الله عنه كان طاغوتا استلب الخلافة من الحسن والحسين رضي لله عنهما وقام بقتل الحسن وان يزيدا / بن/ معاوية كان شارب خمرة وضرب الكعبة بالمنجنيق كما ان الصحابة الكرام مثل الخلفاء الراشدين حرموا عليا عليه السلام من الخلافة مفتريا في الوقت نفسه على المنصور والرشيد وهلم جرا ، هذه الافتراءات جعلتني ان أرد عليه وتفنيد افتراءاته بالحوادث التاريخية مؤكدا له براءة الصحابة والتابعين من افتراءات الشيعة مناشده بالكف عن هذه المراجعات مثل تلك المراجعات التي تمت كما يدعي بعض الشيعة في عصرنا لترويج مذهبهم في العالم الاسلامي بين شيخ الازهر سليم البشري والشيخ عبد الحسين شرف الدين علما بأن فارق السن بين الشيخ البشري وشرف الدين كان اكثر من 40 عاما فالبشري من مواليد عام 1832 وتوفي عام 1916 وشرف الدين من مواليد عام 1874 توفي عام 1957 الأمر الذي جعله يدعو لي وعليّ ، اما دعاءه لي فالبهداية الى الحق وهو التشيع ودعاءه عليَّ بالويل والثبور لدفاعي عن الصحابة وتبيين الحجج مدعيا بأنني مسئول عن الدماء التي أريقت من أجل الخلافة وانني مثل قريش من القوم الخصمون وذلك في قول الله تعالى في سورة الزخرف / وقالو أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون / .
ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا ومنذ فتوحاتهم للعالم وجهودهم لنشر الاسلام موضع الافتراء من قبل أعداء الاسلام حتى ذهب بعض الناس في عصرنا الى ضرورة إعادة كتابة تاريخنا الاسلامي من جديد وذلك جراء تشكيك هؤلاء بتاريخنا علما ان الامة الالسلامية هي الامة الوحيدة اتي حافظت بأمانة على نقل الوقائع التاريخية ورواتها فلذلك وضع السلف الصالح من هذه الامة كتبا عن المحدثين والرواة مثل الاصابة في تعريف الصحابة و الجرح والتعديل والضعفاء والمتروكين وتهذيب التهذيب وغيرها ، ولم تكتب وقائع التاريخ الاسلامي الا بعد زوال بني أمية ، وكان المورخون على أصناف منهم من رأى أنه لا يستطيع التقرب الى العامة الا بذم الخلفاء الراشدين والصحابة وبني أمية حتى ذهبت بعض الفرق الاسلامية الى وضع اقتراحات حول من له أحقية في الخلافة أولاد سيدنا علي ام أن الخلافة تجوز في كل قرشي او مقتصرة على بني العباس أو تجوز في كل مسلم ، فمن يقرأ كتاب منهاج السنة للإمام ابن تيمية رحمه الله يرى العجب ، فقد ذهب بعضهم ايضا الى ان الخلافة لا تجوز الا في بني أمية لأنهم حافظوا على الثغور أكثر من بني العباس ، كما ان الخلافة لم تصل لبني أمية الا عن طريق الحسن بن علي فقد تنازل عنها حقنا لدماء المسلمين وبايع معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهم والشيعة يكذبون على انفسهم فقد روى الكليني / وهو بخاري القوم / ان معاوية دخل المسجد وهو يحمل ابنه يزيدا على عاتقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من اجل الجنة يحمل رجلا من أهل النار ، ويزيد ولد في عام 26 للهجرة . والشيعة مهما قيل عن بعضهم بأنهم غير متعصبين انهيم يبقون على عداوتهم للصحابة والخلافة الاسلامية والاسلام أيضا ، فقد كانوا وراء القضاء على الخلافة العباسية في بغداد من خلال استدعائهم التتار الذين استباحوا عاصمة الخلافة وقتلوا آخر الخلفاء العباسيين وهو المستعصم بالله وبقي العراق يعيش في ظلام دامس لا يعرف أحدا عن وضعه لمدة وصلت الى اكثر من 300 عام الى أن جاء العثمانيون وأعادوا النور اليه من جديد ، لقد كان الشيعة وراء وقف فتوحات المسلمين العثمانيين في اوروبا كما كانوا وراء استدعاء الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها لاحتلال العراق .