لمن القدس

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / /‏17‏/02‏/10/ دب النزاع من خلال ندوة دعت اليها مبرة هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية بين سياسيين حول مدينة  القدس الشريف  ومستقبلها السياسي ما اذا ستصبح عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة او عاصمة لدولتين فلسطينية ودولة عبرية .

فموضوع القدس يعتبر في غاية الحساسية فاذا ما جزم سياسي او مؤرخ ما بأن القدس اسلامية عربية ولا علاقة لليهود بها يتهم بالمعاداة للسامية  وبانحيازه لمطالب العرب واذا ما اعلن بانها يهودية يتهم بالمعاداة للاسلام وبانحيازه للحركة الصهيونية العالمية وانه من الافضل ان تكون مناقشة تلك المدينة مستقلا للحيلولة دون اتهامات تؤدي الاساءة الى شخص ما .

هذا ما اشار اليه مسئول شئون سياسة الشرق الاوسط في المعهد بيرند اسباخ  بعد نهاية ندوة حول مستقبل القدس كاد ان يقع بها عراك بالايدي بين المناقشين .

فأستاذ مادة التاريخ في الجامعة العسكرية بمدينة ميوينخ

ميشائيل فولفسون / يهودي / يؤكد يهودية القدس ولا سيما حائط المبكى الذي يعتقد بأن قصر النبي سليمان عليه السلام كان تحته وان القدس كانت عاصمة للملك داود  وعلى القدس ان تعود عاصمة لدولة الكيان الصهيوني فالحركة الصهيونية العالمية مستبدة افكارها من التوراة والانجيل وعلى الغرب مساعدة الكيان الصهيوني على جميع الاصعدة حتى تصبح القدس عاصمة لهم والمسلمين لا يملكون في القدس اي دليل على اسلامية تلك المدينة كما ان النصارى لا يملكون سوى كنيسة القيامة للاثبات بنصرانية المدينة المذكورة .

الا ان فولفسون وبالرغم من اختصاصه لمادة التاريخ لم يستطع الجواب عن شخصية داود فهو يصفه بالملك مؤكدا ان هناك شخصان يحملان اسما واحد احدهما نبي والاخر ملك وذهب السعي لاقناعه بأن داودا عليه السلام كان نبيا وملكا ادراج الرياح وان القدس لم تكن عاصمة لليهود بتأكيد من التاريخ القديم والانجيل والتوراة ايضا ، فسليمان وعلى حسب تأكيد التوراة كان يتخذ من دمشق قاعدة لملكه ولم يثبت علماء اليهودية والنصرانية والاسلام ان القدس كانت عاصمة لمملكة يهودا فالقدس استولى عليها اليهود بعد وفاة موسى  عليه السلام ودمرت تماما على عهد ملك بابل نبوخذ نصر ليمنع الرومان اليهود من سكن بيت المقدس ولم يقم زعيم النصارى بالقدس صفرونيوس تسليم القدس لخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الا بعهد ووثيقة من المسلمين عدم سكن اليهود في المدينة المقدسة وما استطاعوا السكن بها الا في عهد صلاح الدين الايوبي  وذلك بعد تحريره تلك المدينة من الصليبيين بعد ان اخذ على عاتقهم حماية المدينة من غزو صليبي جديد  على حسب راي استاذ مادة التاريخ في جامعة هومبولدت البرلينية ريشارد اوتو فايسباخ .

ويرى عضو شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نورمان بيتش ان مستقبل القدس كعاصمة لدولتين ربما يؤدي الى انهاء النزاع في الشرق الاوسط واحلال السلام الا انه يجب ان يكون هناك ضمانات دولية لانسحاب الكيان الصهيوني من المدينة المقدسة وخاصة القسم الشرقي منها اي العودة الى حدود ما قبل الخامس من حزيران عام 1967 فالكيان الصهيوني أضاع فرصة ذهبية لرفضه الى الآن مقترحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود خلال مؤتمر بيروت عام 2003 / أثناء ولايته العهد /  استعداد الدول العربية باقامة علاقات مع الدولة العبرية شريطة الانسحاب وان القدس كانت دائما موضع نزاع بين المسلمين والنصارى واليهود ولا احد ينسى مقولة الجنرال البريطاني  اللنبي عندما دخل القدس عام 1918 بأن الحرب الصليبية انتهت وضرب الجنرال الفرنسي جورو  قبر صلاح الدين برجله متحديا بأن الصليبيين قد عادوا مجددا .

ورأى  بيتش ضرورة ان تكون  القدس عاصمة للجميع  المسلمين والمسيحيين  واليهود بالرغم من عدم وجود اي دليل دامغ على احقيته في تلك المدينة على حسب اقوالهم .